متحف الفن الحديث ببورسعيد يمثل حركة المقاومة والنضال الشعبي لبورسعيد ويقع وسط ميدان الشهداء الذي ارتوي بدماء الأبطال. حيث يقع أسفل المسلة التي عادة ما ترمز إلي الانتصارات منذ عهد الفراعنة.. وعندما خرجت بورسعيد عن بكرة أبيها عام 1956 لاستقبال الدبابات البرمائية التي خرجت من الشاطئ وهي ترفع العلم الروسي. وسرعان ما سحبت العلم الروسي لترفع علم الحملة البريطانية الفرنسية علي بورسعيد.. واجهها الشعب. لكنها فتحت عليه نيران مدافعها ليسقط في هذا الميدان آلاف الشهداء خلال كفاحهم ضد الغزاة.. لماذا لا ينفرد هذا المتحف بعرض الحائط الذي حفر عليه البطل جواد علي حسني طالب الجامعة الذي أسره الفرنسيون في مدرسة "جواد حسني" ببورفؤاد؟! يقول سمير معوض- الباحث في تاريخ بورسعيد- لماذا لم تنشر الصور التي التقطها الراحل مصطفي شردي وهو تلميذ في الثانوية العامة. وهزت مشاعر العالم فالمنازل محترقة بالنابالم والبيوت هدمت بالدبابات وجثث الشهداء علي الأرض وصور عديدة لجنود الاحتلال وهم يفتشون أبناء بورسعيد. بالإضافة إلي قصص البطولة التي كان أبناء بورسعيد عناصرها. أين صور نصف تمثال "ديليسبس" من علي قاعدته. أين صور حسني عوض وعبدالمنعم الشاعر اللذين قاما بهذه المهمة أين صور محمد مهران الذي اقتلع الإنجليز عينيه في قبرص. أين صور المجموعة التي خطفت الضابط الإنجليزي مورهاوس ليتم استبداله بعدد كبير من الأسري خاصة أنه ينتمي إلي الأسرة المالكة في بريطانية أين صور الأبطال الذين صنعوا ملحمة النصر بعد المقاومة.. مجموعة مورهاوس محمد عبدالرحمن حمد الله وخاله حسين عثمان وعلي زنخير وأحمد هلال. يضيف محمد سليمان من أبطال 1956: لماذا نحجب عن العالم صورة السيد عسران الذي صرع "الميجور وليامز" قائد مخابرات الحملة علي بورسعيد والذي وضع قنبلة في رغيف الخبز وألقي بها عليه وهو يقرأ مظلمته في سيارته أين صورة ومنشورات محمد شاكر مخلوف صاحب أشهر مطبعة في التاريخ والذي كان يرد بمنشوراته علي المنشورات التي يلقيها العدو بطائراته. وكذلك المنشورات التي يرفع بها معنويات المواطنين. أين قصة كفاح وبطولة أم علي الأخرس السيدة التي كانت تنقل الأسلحة من القابوطي إلي بورسعيد من خلال "عربة طفل" ومعها الرسائل من القيادة بالمطرية دقهلية إلي قوات الصاعقة. أين حكاية طاهر الأسمر بطل الصاعقة الذي كان يختزن الأسلحة والزخيرة فوق سطح منزل والده بشارع الحميدي ونبيل منصور. أين مصطفي كمال الصياد قائد المجموعات العشر للمقاومة الشعبية. أين أسماء شهداء 1959ولماذا نهدر حقهم وبطولاتهم؟ أوضح اللواء يسري عمارة الذي أسر الضابط الإسرائيلي عساف ياجوري عام ..1973 أن تحويل متحف الفن إلي متحف للبطولة والنضال شئ عادي وسهل. وقال لو أنك زرت مثلاً بانوراما مدينة "ستاليخراد" الروسية لوجدت متحفاً ضخماً لبطولة شعب وجيش المدينة وأيضاً علم بورسعيد وحفنة من ترابها. لكننا نحاول وللأسف طمس معالم البطولة والتضحية والفداء والبسالة.. مشيراً إلي أن متحف الفنون يمكن نقله إلي احدي صالات قصر الثقافة أو اختيار مكان مناسب لكن إقامة متحف للفنون التشكيلية في هذا المكان ذا الموقع التاريخي خطأ.. لسنا ضد الفن ولكن لا يأتي علي حساب البطولة!! يقول البدري فرغلي أشهر نواب مجلس الشعب البورسعيدية السابقين: إن المتحف الحربي يعرض جانباً كبيراً من بطولات القوات المسلحة. لكن متحف المسلة سيعرض كل كبيرة وصغيرة عن بطولة شعب المدينة الباسلة. وكان فيما مضي يعرض مجسمات وبانورامات صغيرة للمنازل المحترقة. وللشهداء كان يعرض صوراً ومجسمات ورسومات ولكن لست أدري لماذا تم إزالة ما به وأين ذهبت.. أنا شخصياً لا أعرف أن في بورسعيد متحفاً للفنون.. ويتساءل لمن هذا المتحف وأي معروضات يضمها؟.