يعيش أهالي قري مشروع وادي الصعايدة بإدفو مأساة حقيقية ويفتقرون لأبسط مقومات الحياة. مياه الشرب لا تصلح للاستخدام الآدمي بسبب زيادة نسبة الملوحة بها نتيجة اختلاط مياه الصرف الزراعي بمياه الشرب لذا يضطر الأهالي إلي شراء جراكن المياه العذبة.. كما يعاني الأهالي من نقص مياه الري منذ بضعة أشهر حتي يبست أراضيهم وهلكت زراعاتهم وتكبدوا خسائر فادحة بدون أن يجدوا أي تعويض من المسئولين. أما المساكن فحدث ولا حرج حيث غرق أكثر من 300 مسكن بسبب ارتفاع منسوب المياه الجوفية بها بسبب انخفاض منسوب القري عن منسوب المصارف والترع بالمشروع بينما غرق أكثر من 800 فدان من الأراضي الزراعية بسبب نفس المشكلة وأصبحت هذه المساكن والأراضي أشبه بغابات البوص والهيش. "المساء" انتقلت إلي قري مشروع وادي الصعايدة بإدفو التي تضم أكثر من 20 ألف نسمة تراودهم أحلام بسيطة حتي يعيشوا حياة كريمة. يقول ناصر رجب يوسف من أهالي قرية السماحة بمشروع وادي الصعايدة - وهي قرية مخصصة للأرامل: إن جميع قري المشروع بلا استثناء تعاني من مشكلة رئيسية وهي ارتفاع منسوب المياه الجوفية مما أدي إلي غرق العديد من المساكن نظراً لوقوعها في منسوب أقل من مناسيب الترع والمصارف المحيطة بهذه القري. أضاف عبدالله إبراهيم أحمد من أهالي قري وادي الصعايدة أن المنتفعين بالمشروع يعانون من نقص مياه الري منذ حوالي 6 أشهر نتيجة عدم انتظام تشغيل محطات الرفع بالكفاءة المطلوبة مما يؤدي إلي عدم وصول المياه إلي نهايات الأفرع ومساقي الحوش خاصة في قريتي الإيمان والاشراف والسماحة. أضاف المهندس أحمد سعيد مدير جمعية أبوبكر الصديق بقرية الاشراف أن مياه الري غير صالحة للزراعة وفيها العديد من المواد الضارة بالزراعات موضحاً أن أهالي القرية قاموا بتحليل مياه الري في جامعة أسيوط وتبين أنها تسبب تلف الأرض ما بين 3 إلي 5 سنوات.. طالب بأن يتم إسناد تشغيل محطات الرفع إلي الجهات المختصة مثل إدارة الميكانيكا والكهرباء بوزارة الري بدلاً من الجمعيات الزراعية. أشار عبدالحميد عبدالله بكالوريوس تجارة وأحد أهالي المشروع أن مياه الشرب بقري وادي الصعايدة غير صالحة للاستخدام الآدمي نظراً لارتفاع نسبة الملوحة بها بسبب اختلاط مياه الصرف الزراعي مع مياه الترعة الرئيسية بالمشروع القادمة من نهر النيل التي أنشئت فوقها محطات مياه الشرب. أضاف أن الأهالي يضطرون إلي شراء جراكن المياه العذبة سعة 20 لتراً مقابل جنيه وربع بسبب استحالة استخدام المياه القادمة عبر شبكة مياه الشرب الخاصة بالمشروع لعدم صلاحيتها للاستخدام الآدمي. أشارت فاطمة أحمد مغربي من أهالي قرية السماحة أن جميع قري مشروع وادي الصعايدة تعاني من تدني الخدمات الصحية ولا يتوافر طبيب أو حتي ممرض في الوحدات الصحية كما أنه لا يوجد سيارة اسعاف لنقل المرضي أو المصابين إلي إدفو التي تبتعد أكثر من 20 كيلومتراً عن المشروع وذلك علي الرغم من تعرض الأهالي باستمرار لمخاطر لدغ العقارب والثعابين. أشارت إلي أن الأهالي يستخدمون الطرق البدائية لعلاج لدغات العقارب والثعابين عن طريق فتح الجزء الملدوغ بواسطة مشرط أو موس حتي يخرج السم وبعد ذلك يتم وضع لبخة فوق مكان اللدغة.. أضاف إبراهيم عبده طه أن الأهالي رفعوا معاناتهم إلي المسئولين في محافظة أسوان بشأن انعدام الخدمة الطبية في قري وادي الصعايدة. ورد عليهم المسئولون أنه يوجد عجز في الأطباء بأسوان لذلك لن يستطيعوا توفير طبيب لقري مشروع وادي الصعايدة ووعدوهم بأن يتم إرسال قوافل طبية لهم باستمرار ولكن ذهبت هذه الوعود أدراج الرياح ولم يتحقق منها شيء ولم تصل أي قافلة طبية لهم حتي الآن. تقول باتعة عبدالراضي إحدي المنتفعات بقرية السماحة إن التلاميذ يضطروا إلي السير علي الأقدام لمسافات طويلة حتي يصلوا إلي المدارس حيث لا توجد مدارس تعليم أساسي في العديد من القري كما أنه لا توجد مدارس ثانوي عام أو فني نهائياً بقري المشروع علاوة علي ارتفاع كثافة الطلاب داخل الفصول.. يقول المهندس رأفت صالح عيد مهندس ميكانيكا وأحد المستثمرين بالمشروع إنه يجب إصلاح الميكنة الزراعية الخاصة بالمشروع وتشغيلها من أجل تخفيف التكلفة علي المنتفعين خاصة أن هذه الماكينات مازالت علي - الزيرو - أي لم يتم تشغيلها منذ استلامها بسبب عدم وجود فنيين أو سائقين من أصحاب الخبرة لتشغيل هذه الميكنة.. أكد أن جميع هذه الميكنة تحتاج إلي صيانة بسيطة جداً خاصة في دورة الوقود وسوف تعمل بكفاءة عالية بشرط توفير الفنيين أصحاب الخبرة للبدء في تشغيلها. من جانبه أكد حمدي الكاشف المراقب العام للمراقبة العامة والتنمية والتعاون بمصر العليا أن مساحة مشروع وادي الصعايدة تبلغ 24 ألف فدان ويضم 6 قري هي "الشهامة وعمرو بن العاص والإيمان والسماحة والإشراف والنمو" بإجمالي 4028 منتفعاً بينما يبلغ عدد السكان 20 ألف نسمة.. حول مشكلة مياه الشرب وعدم صلاحيتها للاستخدام الآدمي أكد المهندس حمدي الكاشف أن سبب هذه المشكلة هي اختلاط مياه الصرف الزراعي بمياه الترعة الرئيسية للقرية وتم البدء في إنشاء مصرف قاطع رقم 1 لكي ينقل مياه الصرف الزراعي الخاص بالمشروع إلي النيل بدلاً من إعادته مرة أخري للترعة الرئيسية ولكن تعثر المقاول المسئول عن إنشاء هذا المصرف القاطع وتمت مخاطبة المسئولين في وزارة الموارد المائية لسرعة استكمال تنفيذ هذا المصرف حتي تنتهي مشكلة مياه الشرب بالمشروع.