مأساة حقيقية يعيشها أهالي 5 قرى بمشروع وادي الصعايدة بمركز ادفوبأسوان بسبب تصدع مساكنهم وارتفاع منسوب المياه الجوفية ، التي حولت حياتهم إلى جحيم مستمر، فلا هم يستطيعون الاستقرار في مساكنهم خوفاً من انهيارها عليهم بسبب ارتفاع منسوب المياه الجوفية، ولا هم يستطيعون الكسب من مهنتهم في الزراعة بعد أن غمرت المياه الجوفية أراضيهم وضاعت محاصيلهم التي زرعوها ويقتاتون منها. يقول محمد عبد الظاهر من سكان قرية عمرو بن العاص بوادي الصعايدة إن وزارتا الزراعة والري المسئولتان عن المشكلة أرسلتا عدة لجان للمعاينة ورفع التقارير وتم وضع حلول عاجلة للتخفيف من معاناة المواطنين في القري المنكوبة، خاصة قريتا الإيمان و المواساة، لكن للأسف الشديد جميع هذه الحلول لم تنفذ، فالأهالي يشترون جركن المياه النظيفة ب 5 جنيهات بسبب تلوث المياه، علاوة علي حالة الرعب التي يعيشها سكان القرى خوفاً من انهيار بيوتهم بسبب المياه الجوفية التي أغرقت المساكن ودمرت الأراضي الزراعية. وأضاف قائلا ” لقد أصبحت قرانا مهددة بالاندثار بسبب هروب الأهالي منها لأن ارتفاع منسوب المياه الجوفية يؤدي إلى ارتفاع منسوب آبار الصرف الصحي، وهنا تكمن الخطورة حيث أن المشكلة أكبر من إمكانيات المحافظين الذين تعاقبوا عليها، لأن الحل في يد الحكومة المركزية التي أهملت قري الصعايدة التي تحتاج إلى دعم مالي كبير لإنشاء شبكة للصرف الزراعي وشبكة أخري للصرف الصحي وتبطين الترع والمصارف “. بينما قال منصور الشطباوي من قيادات مركز دراو أن أسوان تعرضت لإهمال كبير من القيادة السابقة في المجال الزراعي، في الوقت الذي تحول فيه مشروع وادي النقرة بكوم أمبو لمشروع للحيتان الذين سيطروا عليه وحصلوا علي أجود المساحات بطرق غير مباشرة ليسقط شباب أسوان في بؤرة البطالة، كما أهملت الحكومة المشروعات الزراعية القائمة التي لا يوجد فيها صالح للأعيان ومنها مشروع وادي الصعايدة الذي تم توزيعه علي شباب الخريجين ليواجهوا معه المصير المليء بالمحن والمعاناة. و طالب الدكتور عبد الحي محمد من أبناء ادفو بحل جذري لمشاكل مشروع وادي الصعايدة الذي يعاني فيه المنتفعون من المياه الجوفية التي دمرت المحاصيل والمساكن ولا تزال. وأشار سعيد ماضي رئيس جمعية أبو بكر الصديق بإدفو إلى أن أهم مشاكل المشروع تتمثل في تلوث مياه الشرب لاختلاطها بمياه الصرف الصحي، بالإضافة إلى غرق المناطق السكنية فى مياه الصرف الزراعي الناتجة من التصميم الخاطئ للمشروع منذ إنشاءه عام 1997. وأرجع سعيد ماضي ذلك لوقوع الكتلة السكنية للقرى بمنسوب أقل من الأراضي الزراعية مما يتعارض مع الهدف الرئيسي لهذا المشروع القومي وهو خلق مجتمع عمراني متكامل بجانب تشغيل الشباب وتوفير فرص عمل حقيقة لهم وخاصة أن هذا المشروع تم تنفيذه علي مساحة 35 ألف فدان ويضم 5 قرى رئيسية تم توزيعها بالكامل على شباب الخريجين واستفاد منه أكثر من 6 ألاف أسرة. وفى سياق متصل، أشار أنور عبد الرازق عضو المجلس المحلى السابق إلى فشل المشروع فى توفير معيشة كريمة للبسطاء من المواطنين بسبب إهمال وزارة الزراعة فى متابعة المشروع أول بأول والعمل علي معالجة كافة أوجه القصور به. ومن ناحيته أكد محافظ أسوان مصطفي السيد حرص الدولة على رفع المعاناة عن المنتفعين من شباب الخريجين فى مشروع وادي الصعايدة بإدفو من خلال التنسيق بين المحافظة ووزارتي الزراعة والري، لافتاً إلى أن هناك تنسيق أيضاً لإقامة شبكة ري حديثة متطورة بالمشروع والذي يحتاج لتدبير 22 مليون جنيه لإصلاح الانهيارات الموجودة في تبطين الترع والمصارف مما يهدد بعدم تدفق المياه بالكميات المناسبة بها لري أراضي زمام المشروع. وأشار المحافظ إلي أنه من الضروري معاينة كافة المشاكل علي أرض الواقع ومن خلال التلاحم مع المواطنين من أجل وضع الحلول الجذرية والعملية والتطبيقية المباشرة للقضاء علي كافة المشاكل أول بأول.