يعيش أهالي 5 قرى بمشروع وادي الصعايدة بمركز إدفو، والتي تبعد أكثر من 150 كم شمال مدينة أسوان، مأساة حقيقية حولت حياتهم إلى جحيم مستمر، فلا هم يستطيعون الاستقرار في مساكنهم بعد تصدعها خوفاً من انهيارها عليهم بسبب ارتفاع منسوب المياه الجوفية، ولا هم يستطيعون الكسب من مهنتهم في الزراعة بعد أن غمرت المياه الجوفية أراضيهم وضاعت محاصيلهم التي زرعوها ويقتاتون منها. وتحتاج القرية إلى اعتمادات مالية لإنشاء قواطع للصرف الزراعي وتبطين للترعة الرئيسية، وهى ترعة وادي الصعايدة، بتكلفة لا تقل عن 50 مليون جنيه، وللأسف لا يوجد نواب أقوياء يمثلون أسوان في البرلمان في السنوات الماضية يستطيعون إجبار الحكومة على اعتماد المبالغ المطلوبة لإنهاء معاناة الأهالي في حوالي 5 قرى يبلغ تعدادها أكثر من 30 ألف نسمة، ومعظم هذه القري تابعة لمشروع شباب الخريجين التابع لوزارة الزراعة. والسبب الحقيقي في تفاقم المشكلة هو أنه عند تنفيذ المشروع في عام 1997 لم يراع فيه أن الترعة التي تم إنشاؤها منسوبها أعلى من منسوب القرى التي أقيمت بوادي الصعايدة ولم يتم تبطينها بشكل جيد، مما أدى إلى تسرب المياه منها إلى القرى المنخفضة، ولم تحاول أن تحل هذه المشكلة طوال أكثر من 23 عاماً مضت والأهالي على وعود بحل المشكلة دون جدوى. ومن خلال زيارته السابقة لمشروع وادي الصعايدة أكد محافظ أسوان مصطفى السيد، حرص الدولة على رفع المعاناة عن المنتفعين من شباب الخريجين فى مشروع وادي الصعايدة بإدفو، وذلك من خلال التنسيق بين المحافظة ووزارتي الزراعة والري لحل المشاكل التي يعانى منها أسر المنتفعين، لافتاً إلى أن هناك تنسيق أيضاً لإقامة شبكة ري حديثة متطورة بالمشروع والذي يحتاج لتدبير 22 مليون جنيه، وذلك لإصلاح الانهيارات الموجودة في تبطين الترع والمصارف، مما يهدد بعدم تدفق المياه بالكميات المناسبة بها لري أراضي زمام المشروع. وأشار المحافظ إلى أنه من الضروري معاينة جميع المشاكل على أرض الواقع ومن خلال التلاحم مع المواطنين من أجل وضع الحلول الجذرية والعملية والتطبيقية المباشرة للقضاء على جميع المشاكل أول بأول. وطالب المحافظ خلال جولاته التفقدية السابقة لقرى مشروع وادي الصعايدة، المزارعين بضرورة الالتزام بنظام الري المطور بعيداً عن الري بالغمر.