تساءلت صحيفة "لوبس" الفرنسية، عن أسباب القرار الذي اتخذته السلطات المصرية بشأن طرد مراسل صحيفة "لاكروا" و"راديو أر تي إل"، الفرنسيين ريمي بيجاجليو، مشيرة إلى أن قرارات السلطات المصرية دائمًا ما تتصف بالغموض. وكان "بيجاجليو" عائدًا من عطلة في فرنسا، وعند نقطة المراقبة في مطار القاهرة، تم احتجازه ومصادرة جواز سفره وهاتفه المحمول ومنعه من دخول البلاد. وقالت الصحيفة إن نظام الرئيس عبدالفتاح السيسي تُوجّه له انتقادات على نحو متزايد؛ بسبب قراراته وضغوطه على وسائل الإعلام. وريمي بيجاجليو، صحفي فرنسي، يعمل مراسلاً لصحيفة "لا كروا" في القاهرة منذ عامين وكذلك ل "راديو أر تي إل"، حيث عمل لمدة عام ضمن فريق الصحيفة الكاثوليكية، قبل الذهاب إلى القاهرة. مهمة بيجاجليو تغطية جميع الأحداث المتعلقة بالشأن المصري: بدءًا من الوضع الصحي للمواطنين، إلى المناخ السياسي في البلاد إضافة إلى العلاقات الثنائية بين مصر وفرنسا. وكان أبرز ما كتبه "بيجاجليو" عن مصر، مقالًا عن اقتحام السلطات المصرية لمقر نقابة الصحفيين في "لا كروا"؛ حيث قال فيه إنها المرة الأولى التي يستهدف فيها مقر النقابة من قبل الشرطة، كما ذكر الصحفي أن 29 صحفيًا سجنوا في مصر، وفقًا لنقابة الصحفيين. وسرد "بيجاجليو" تجربته على موقع "لا كروا"، فبعد 10 أيام إجازة قضاها في فرنسا عاد ريمي إلى مصر؛ حيث وصل يوم الإثنين 23 مايو إلى مطار القاهرة الدولي، إذا أنه يملك تأشيرة صحفي لمدة ستة أشهر، التي يمنحها مركز الصحافة الوطنية. لكن السلطات المصرية رفضت السماح له بالدخول إلى البلاد، وصادرة جواز سفره وهاتفه المحمول، وبالكاد تمكن من إبلاغ السفارة الفرنسية عن طريق تطبيق "واتس آب". لأكثر من مرة، على مدار الساعات المتتالية، طلب بيجاجليو الاتصال بالسفارة الفرنسية، لكن السلطات كانت تكرر رفضها، واحتجز الصحفي في المطار من الإثنين إلى الثلاثاء؛ حيث نام في حجرة مع 11 أجنبيًا آخرين. بعد ذلك استعاد هاتفه واتصل بالسفارة الفرنسية، وفيما بعد ناقش والقنصل مع أحد المسئولين في الشرطة هذا الأمر لكن دون فائدة، حيث اتخذ قرارًا رسميًا بطرده من البلاد. اتصالاته بالسفارة أكدت له أنها قامت "بكل الوسائل على أعلى مستوى" من أجل السماح له بدخول الأراضي المصرية، "هناك عدة عوامل تشير فيما يبدو إلى أن المخابرات المصرية كانت وراء قرار الطرد"، كما يقول ريمي للصحيفة. واستنكر المراسلون الصحفيون في مصر ما وصفوه بالقمع المتزايد من قبل السلطات تجاه وسائل الإعلام المصرية والأجنبية من خلال: المراقبة، والترهيب، والتوقيف، والكبت، والطرد والاعتقال”. وأشاروا إلى أنه على الرغم من التعهدات المصرية "تنتهك حرية الصحافة بشكل متكرر، وهو ما يشكل خطرًا على سلامة الصحفيين". وأعرب رئيس تحرير "لا كروا" جيوم جوبير عن "عدم فهمه المطلق" لهذا القرار، مشيرًا إلى أن عمل ريمي "يوحي باحترام شرف المهنة"، فيما أعرب المتحدث باسم الخارجية الفرنسية عن أسفه الشديد لقرار السلطات المصرية، وقال: "فرنسا تأسف بشدة لقرار السلطات المصرية، كونها تدافع عن حرية التعبير وحرية الصحافة في جميع أنحاء العالم". وبدوره، قال ألكسندرا الخازن، المسئول عن الشرق الأوسط بمنظمة مراسلون بلا حدود: "في هذه الظروف، كل شيء يقودنا إلى الاعتقاد أنه اتخذ هذا القرار من أجل تخويف جميع المراسلين الأجانب المقيمين في القاهرة هذه إشارة مقلقة جدًا لوسائل الإعلام الأجنبية".