قدم الكاتب الصحفي "محمد أبو الغيط" تفريغًا لحوار الدكتور معتز بالله عبد الفتاح - استاذ العلوم السياسية - مع الاعلامية "لميس الحديدي" ، وعلق أبو الغيط قائلًا: " هذا الحوار مهم لنا لنعرف كيف يفكر النظام" . وقال "عبد الفتاح" :"الجزيرتين كانو أمانة عندنا وبنرجعهم، ودافعنا عنهم واحنا عارفين كدة .. والكلام بتاع الدم اللي سال وأولادنا اللي ماتو عشان الأرض مش منطقي، على كده نروح نغزو السودان بقى ماهي كانت تبعنا ولينا ناس كتير جداً ماتت هناك" .. مضيفًا: "أنا برضه متفهم الناس اللي بتعترض، الموضوع كان ممكن يخرج أحسن من كده ويتم التمهيد له، واللي حصل كإن حد انت بتثق فيه جدا بس في يوم قالك أبوك مش أبوك، طبيعي تتخض .. لكن الخوف من القوى اللي بتستغل الموضوع ده " بحسب رأيه. وأضاف: "البلد لسه بتعاني من متلازمة أعراض ما بعد الثورات، دي اللي بنسميها Postrevolution syndrome .. و لسة هتطول معانا .. إلا لو حصل حدث ضخم جدا يستوعب كل الخلافات والفوضى، زي اللي حصل مع إيران بعد ثورتها لما دخلوا في الحرب مع العراق".. مضيفًا: " أنا مرة قلت لأحد النافذين ما ترخو ايدكم شوية، يمكن ده اللي يخفف الاحتقان اللي في البلد، فقالي احنا خايفين لو سيبناها تفك ومنعرفش نلمها تاني، خايفين من انهيار الدولة " بحسب روايته وأردف: "أنا أستاذ جامعة وساعات يجيلي طلاب يقولو فلان زميلنا اتقبض عليه، وطبعا يحكولي قصص ملائكية ده كان رايح يشتري عيش مثلا وملوش دعوة بأي حاجة، باسمع منهم وخلاص وأروح بقى أسأل الناحية التانية أسمع قصة مختلفة خالص، طيب أنا أصدق مين وازاي، فيقولو خلاص يا سيدي كده ولا كده هيتحول للنيابة والقضاء يحكم في قصته، لكن بشكل أو بآخر النيابة بتحكم على أساس الورق اللي جايبلها من الأمن برضه .. وأنا ليا أصدقاء في النيابة باسألهم، مش عشان اتدخل طبعا ده عشان افهم بس، فبيقولولي الوضع مستحملش" .. مضيفًا: "واحد من القضاة الكبار قالي انت عارف أيمن الظواهري كان في يوم من الايام مقبوض عليه، وخرج براءة لخطأ في الاجراءات .. إحنا دلوقتي بقى خلينا المنخل بتاعنا ضيق جداً عشان لو فيه حد ممكن يعمل حاجة ميفلتش .. أنا مش بابرر أنا باقولك بيفكروا إزاي، أنا أظلم واحد أحسن من الريسك إنه يفجر حاجة ولا يعمل حاجة ". وردت الاعلامية لميس الحديدي قائلة: "القاعدة القانونية إن الخطأ في العدالة خير من الخطأ في العقوبة" .. فعلق عبد الفتاح قائلًا:" ااه مهو قالي إن ده كان قبل 25 يناير كنا بنعمل كده، كنا بنطلع الإخوان من السجن ومبارك يحولهم محاكمات عسكرية، لإني لو طلعت مجرم أحسن ما أسجن بريء، لكن دلوقتي البلد مينفعش تستحمل كده .. دي بقى فكرة تثبيت أركان الدولة اللي كان بيتكلم عنها سيادة الرئيس السيسي." بحسب قوله وأستدرك : الدولة بتصرف من وحي فكرة المؤامرة المهددة لنا، مش بيقولو كده عشان يضحكو على الناس ولا عشان يداروا على أخطاء، لا دي قناعة حقيقية، وبيقولو مثلاً اشمعنى الطيارة اللي وقعت تبقى روسية واحنا أكبر نسبة سياحة عندنا من روسيا؟ طيب إحنا أكتر دولة في أوروبا قريبة لينا هيا ايطاليا، وكمان شركة ايطالية أخدت حقل الغاز، اشمعنى بقى يحصل تفجير القنصلية الايطالية، ولما مأثرتش اوي راح حصل موضوع الطالب الإيطالي "بحسب رأيه" أما عن عبارات السيسي "اسمعو كلامي أنا بس" و "متتكلموش في الموضوع ده تاني"، قال "عبد الفتاح" : الجمل دي في حد ذاتها فعلا مش كويسة لو يقصد بيها المعنى العام لها، لكن الرئيس قال جمل لا تعكس ما يؤمن بيه فعلا، الرئيس لو كان عايز يبقى دكتاتور كان عمل حاجات تانية كتير .. هوا كان بيقولها في سياق إنه الرئيس هيحسم الخلاف لو انتو شفتو موضوع فيه كلام كتير وخلافات كبيرة، فتعالو للراجل اللي بتثقو فيه ده، لكن هوا بيقولها وهوا بيدعم حق البرلمان انه يراجع اتفاقية الجزر" .. مضيفًا: "الرئيس السيسي نفسه قال مرة إنه ساعات بنكون محتاجين نسمع الرأي الآخر .. وقال ان حتى عندنا في الجيش بنسمع كل الآراء، لكن من لحظة ما القرار تم اتخاذه يبقى خلاص الكل يلتزم بيه" .. مستدركًا: "لو الرئيس عمل حزب هينضم ليه فورا المتردية والموقوذة والنطيحة والمنخنقة وما أكل السبع، هيبقى زي الحزب الوطني الخاص بمبارك وساعتها مش هينفع يقول ده حزبي منفصل عني .. اللي درسناه بره حاجة واللي هنا حاجة تانية خالص، في النظم السياسية فيه ملكية وفيه جمهورية، احنا هنا كان عندنا ايه؟ كان عندنا جملوكية .. .. وكان عندنا دكتور بيقول إن الدكتور مننا يدرس بره يبقى مخه ألكتروني، يرجع مصر يبقى مخه حلزوني "بحسب تعبيره" وأستكمل : "فيه انتقادات توجه لاستخدام الدولة كلام عام عن المؤامرة بدون توضيح، وزي تعبير "أهل الشر" اللي بيقوله الرئيس السيسي، وده حقيقي الأمريكان مثلا عملو خطاب اعلامي ايام الحرب الباردة قدر يخوف الأمريكان فعلاً من الشيوعية واللي هيحصلهم بيها .. لكن احنا عندنا مش بنصرح عشان ميبقالوش مردود سلبي في المستقبل، يعني لو قلنا بصراحة ورا المؤامرات قطر وتركيا وبعدين الظرف السياسي اتغير وبقينا هنصالح قطر وتركيا، أكيد أحسنلنا ميبقاش فيه تعقيدات والمصالحة تاخد سنة احسن ما تاخد خمسة.. مضيفًا: "المشاريع القومية دي كإننا عاملين جمعية، كلنا بندفع فيها عشان في المستقبل نقبض.. انتي كان ممكن يبقى دخلك اكبر 5 أو 10% لكن الدولة شافت إنها تاخد الفلوس دي على جنب للمستقبل، لكن المهم هنا ان الشعب يحس ان ده بيحصل فعلا .. واحد صديقي شاف العاصمة الإدارية وهيا بتتبني وبيقول فيها طرق واسعة جدا زي دبي ومباني كبيرة.. ليه الشعب ميشفوش الطبخة وهيا بتتعمل .. فيها ايه لو كل القنوات تحط كاميرا في موقع بناء العاصمة الجديدة وكل يوم الصبح مثلا سي بي سي تبث نص ساعة مباشر المشهد من هناك "بحسب اقتراحه" وعلق محمد أبو الغيط على كلام "عبد الفتاح" قائلًا: "أنا اتفرجت على آخر نص ساعة من حلقة لميس النهاردة اللي استضافت معتز عبدالفتاح، وبعيداً عن القلش أو الاندهاش، بكل جدية فيه جانب مهم إنه كان كل شوية يلمح انه سأل ناس بأعلى مستويات الدولة - ربما السيسي نفسه - فقالوله كذا.. بجد مهم لينا كقوى معارضة نفهم كيف يفكر (أو لا يفكر!) النظام الحالي، عشان نطور إنتاج خطاب مختلف ومقنع لمختلف الفئات، وخطط وأفعال مغايرة "بحسب تعبيره"