"سينا رجعت كاملة لينا ومصر اليوم فى عيد".. هكذا غنت الفنانة الكبيرة شادية بعد عودة كامل الأرض السيناوية إلى مصر، بانسحاب آخر جندى إسرائيلى منها وفقًا لمعاهدة كامب ديفيد، التى وقعها الرئيس الراحل محمد أنور السادات 1979. لم يكن يخطر على بال مؤلف الأغنية الأشهر "مصر اليوم فى عيد" عبد الوهاب محمد، حين قدمها لشادية لتكون الأغنية الأبرز لعيد تحرير سيناء وعنوانًا لذلك اليوم، أن تدور الأيام ويحتفل المصريون بذلك اليوم التاريخي، وسط حالة من الفرقة تسود الشارع المصري، اثر قرار النظام المصري، التنازل عن جزيرتى "تيران وصنافير" للمملكة العربية السعودية. فى يوم 25 إبريل 1982 تقدمت الفنانة شادية لأداء الأغنية فى على مسرح الزمالك للقوات المسلحة، وذلك اليوم الذى عمت الاحتفالات نطاق مصر كلها لخروج آخر جندى إسرائيلى من سيناء بعد احتلالها لسنوات من الدماء، عدا مدينة طابا التى عادت مؤخرًا بفضل التحكيم الدولى 1989. وتأتى تلك الذكرى لتحمل كل مزيج من معانى النصر والعزة والفرح والصدمة والانشقاق والغضب، فى آن واحد، وذلك بعودة الأرض المصرية التى سالت على رمالها دماء الجنود المصريين، والغضب بجرة قلم التى أشعلها النظام بعد التنازل عن "تيران صنافير" للسعودية. وقال الشيخ نعيم جبر المنسق العام لقبائل سيناء، إن الاحتفالات بعيد تحرير سيناء لا تتلاءم مع الوضع فى سيناء، موضحًا أن الاحتفال هو احتفال نمطى لا يختلف عن الاحتفالات التى مارستها الدولة منذ أربعة وثلاثين عامًا ببث الأغانى الوطنية والأفلام، وفى المقابل لا توجد تنمية حقيقية فى سيناء. ونوه منسق عام قبائل سيناء ل"المصريون"، لقرار النظام بالتنازل عن "تيران وصنافير" للسعودية، مؤكدًا أن أهل سيناء خاصة والمصريين عامة تعلموا فى الكتب أن "تيران وصنافير" مصريتان، مبديًا دهشته من ذلك القرار، محملاً النظام المسئولية. وقال أسير السيناوى الناشط السيناوي، إن أهل سيناء يعلمون جيدًا أنه لا يوجد أحد يحارب من أجل ارض بلد آخر، مؤكدًا، أن أهل سيناء على يقين تام من أن جزر تيران وصنافير جزءًا لا يتجزأ من الأرض المصرية. وأشار الناشط السيناوي، إلى أن الاحتفالات التى يبثها الإعلام بعيد تحرير سيناء لا تتم على الأرض المحررة رغم أن ذلك اليوم هو عيد لها بشكل خاص، مرجعًا ذلك للحصار الاقتصادى والأمنى المفروض على سيناء بفضل قوات الأمن، على حد قوله.