والد الطفل المحترق: فوجئت باحتراق ظهر طفلى بالكامل وبرره المسئولين بخطأ غير مقصود طبيب بمستشفى: ضبطت بنفسى درجة حرارة رطوبة الحضانة لأربعة أطفال أهملهم التمريض وكان سيؤدى لاختناقهم أحمد سمير: لولا الواسطة لم نستطع إدخال طفلتى بغيبوبة السكر الحضانة محمود خميس: فقدت طفلى لفشلى فى تدبير مبلغ لإدخاله حضانة خاصة
شعور صعب عند رؤية ملائكة الأرض يتألمون داخل صندوق زجاجى لا يرحم اسمه"الحضانة "، يعيشون فيه ساعات وأيام، وخراطيم جهاز التنفس والمحاليل تخترق أجسامهم الصغيرة الضعيفة دون رحمة، حين يدخل الطفل الحضانة، إن حالفه الحظ ووجدها، يتسلل الخوف والرعب للوالدين من النتيجة، وما بين الإهمال الطبى بالمستشفيات، وسوء الأطباء وطاقم التمريض وعجز الموازنة، تضيع الأطفال قبل أن يروا الحياة، وكان آخرها حادث احتراق الطفلة ولاء وإصابتها بحروق من الدرجة الأولى ولكنها ليست الأولى من نوعها، وللأسف لم تهتم الحكومات المتعاقبة بحلها مع إنها تلمس مستقبل كثير من الأسر خاصة بعد كشفت منظمة الصحة العالمية بأن 9% من الأطفال حديثى الولادة يحتاجون دخول حضانات فور ولادتهم، بينما ترتفع النسبة فى مصر لتصل إلى 19%. بالإضافة، إلى أنه تم استصدار قرار غلق مركز الحضانات من قبل إدارة العلاجى بمديرية الصحة بالمنوفية بواسطة الدكتورة هناء سرور، وكيل الوزارة، والدكتور هشام عبدالباسط، محافظ المنوفية، برقم 1289. وقد تم تنفيذ هذا القرار، وذلك لأن المركز غير مرخص ولعدم تواجد مدير فنى وكذلك وجود مخلفات ونفايات خطيرة، بالإضافة إلى أن الطبيب المتواجد غير حاصل على المؤهلات العلمية المناسبة وبسبب الإهمال الذى يحدث داخل المستشفيات. وكشفت تقارير منظمة الصحة العالمية، عن أن 9% من المواليد مبتسرون، يحتاجون دخول حضانات فور ولادتهم، بينما ترتفع النسبة فى مصر لتصل إلى ما يقرب من 19% وهى مقاربة من إحصائيان إنجلترا بواقع طفل لكل 400 مولود وأنه خلال 2014 ولد فى مصر 3 ملايين و600 ألف مولود ويحتاج ذلك 6 آلاف و500 حضانة، واستمرارًا لمسلسل الإهمال الطبى بالمستشفيات، شهدت مستشفى عبد المنعم جابر بمنطقة الهانوفيل، بحى العجمى غرب الإسكندرية كارثة إنسانية بعد أن تسبب تلف فى إحدى الحضانات بها فى إصابة الطفل الجنين ولاء عبد الرحيم محمد، والذى يبلغ من العمر أيامًا، بحروق من الدرجة الأولى بينما قامت أسرته بتحرير محضر بقسم شرطة الدخيلة ضد إدارة المستشفى حمل رقم 860 إدارى قسم الدخيلة. وقال عبد الرحيم محمد، والد الطفل المصاب، إنه فوجئ عند الذهاب لرؤيته فى الحضانة باحتراق ظهره بالكامل وبدرجة خطيرة، وهو ما برره عدد من المسئولين بالمستشفى بخطأ غير مقصود بعد ارتفاع درجة حرارة الحضانة، فى استهانة واضحة بحياة الأطفال-بحسب قوله-. وأشار والد الطفل، إلى أنه قام بنقل الطفل حاليًا إلى إحدى المستشفيات الأخرى، حيث إنه فى الوقت الحالى يحتاج إلى رعاية خاصة. وناشد والد الطفل، مسئولى وزارة الصحة بالإسكندرية، تقديم الرعاية اللازمة لطفله الرضيع، خصوصًا مع النقص الواضح بعدد الحضانات فى المستشفيات الحكومية والجامعية مما يضطر الأهالى للجوء إلى حضانات المستشفيات الخاصة، مطالبًا بضرورة التدخل السريع لإنقاذ حياة الطفل. ولم تكن تلك الحادثة هى الأولى من نوعها فقد سبقها صوت الدكتور "أحمد السيد" الطبيب المباشر الذى أخذ ينادى بأعلى صوته على طاقم التمريض المسئول عن الحضانة، ويبحث عنهم فيما يقرب من نصف الساعة ولكن دون جدوى، وكانت الساعة قاربت الثالثة ظهرًا موعد تغيير النوبتجية، وعند ملاحظته أثناء مروره ازدياد لون أربعة أطفال زرقة مع هبوط شديد بالقلب، والدورة الدموية وصعوبة التنفس، وعندما اقترب الطبيب لمعرفة الأسباب التى أدت للتدهور السريع، اكتشف أن مسئولى التمريض أهملوا فى ضبط درجة رطوبة الحضانة ولم يتم استعمال الأكسجين بالنسب المدونة بالبطاقة المرفقة بالحضانة طبقًا لتعليمات الطبيب، الأمر الذى كان سيترتب عليه وفاة الأطفال الأربعة بسبب الإهمال الجسيم. وأضاف الطبيب ل:" المصريون": " اضطررت لضبط درجة حرارة الحضانات وضبط نسب الأكسجين لكل طفل على حدة بنفسى، وتم تحرير مذكرة لإدارة المستشفى لمعاقبة مسئولى التمريض". بينما قال "أحمد سمير"، موظف: "إن مولودته كانت مريضة وفى غيبوبة سكر ومش لاقيه حضانة، وهلكنا بحثًا عن سرير متاح، كان كلها مشغولة بحالات أخرى وبصراحة لولا الواسطة لم نكن نستطيع إلحاقها بغرفة الحضانة". وقال"أشرف نبيل" محاسب: "ذهبت بطفلى المولود حديثًا إلى حضانة مستشفى كفر الزيات العام إلا أن المسئولين أبلغونى بأنها معطلة، ولكن همس لى أحد الأطباء قائلاً: "إن الحضانة سليمة تمامًا ولكن كسل الأطباء وطاقم التمريض الخاص بها هو السبب وراء رفض الحالات الواردة وتحويلها إلى مستشفيات أخرى". وأضاف محمود خميس، موظف، قائلًا: "رزقت بطفل مبكرًا عن الموعد الطبيعى لولادته، فكان ناقص النمو وبرئة ضعيفة؛ بسبب الولادة المبكرة؛ حيث ولدته أمه بعد فترة حمل دامت 6 أشهر، فتوجهت به لمستشفى بنى سويف العام؛ بحثًا عن حضانة مزودة بجهاز تنفس صناعي، ولكنى فشلت لوجود عجز فى هذا النوع من الحضانات، فلجأت لأحد المستشفيات الخاصة طلبوا منى 5 آلاف جنيه تحت الحساب، وأكدوا لى أن تكلفة الليلة الواحدة تصل ل1200 جنيه، ونظرًا لعدم قدرتى على توفير المبلغ المطلوب فعدت إلى المستشفى العام، وأدخلوا الطفل على جهاز حضانة عادية، بعد توقيعى على إقرار بتحمل المسئولية، إلا أننى فقدت طفلى فى اليوم التالى لفشلى فى تدبير المبلغ أو العثور جهاز "فينتاك" بإحدى المستشفيات الحكومية". فى ذات السياق، اتهم أهالى أطفال مبتسرون مسئولى إحدى المستشفيات الخاصة بطنطا بالإهمال فى علاج أطفالهم داخل الحضانة مما أسفر عن تدهور حالتهم الصحية وإصابتهم بميكروب فى الدم، أدى إلى وفاتهم وتحرير شكوى بنقابة الأطباء بالغربية تحمل رقم 223، طالب الأهالى من خلالها بالقصاص وغلق حضانة المستشفى نهائيًا". وأوضح الدكتور "وليد الشيتانى" استشارى النساء والتوليد بمستشفى طنطا الجامعى: "أن المبتسر هو مولود ناقص الوزن أو ناقص النمو، أو الاثنين معًا، لأسباب بيئية وهى انخفاض المستوى الاجتماعى والاقتصادى والصحى والغذاء غير الكافى للأم. وفى سياق آخر قال الدكتور "أحمد غنيم"، مدير الإدارة الصحية بمدينة بسيون: "إنه لا يرى زيادة فى أعداد المواليد المبتسرين، نتيجة الوعى الصحى الذى ارتفع لتقدم الطب والخدمات الصحية، لافتًا إلى أن تكاليف الحضانات مرتفعة جدًّا، فعلى سبيل المثال هناك بعض الأدوية المخصصة لهؤلاء الأطفال، التى تعمل على تمدد الشعب الهوائية حتى يستطيع الطفل التنفس بسهولة هذا العقار الأنبول الواحد منه يصل ثمنه إلى 1800 جنيه ونحن فى المستشفى تفاوضنا مع الشركة المنتجة للعقار إلى أن وصل إلى 800 جنيه نحن نحتاج على الأقل إلى 100 أنبول فى الشهر فماذا نفعل". وأضاف "غنيم " فى تصريحات ل"المصريون": "أن وزارتا التخطيط والمالية تمنحنا ميزانية ضعيفة جدًّا من الباب الثانى الخاص بالأدوية والمستلزمات الطبية، ومن المفترض أن تكفينا تلك الميزانية احتياجاتنا حتى نهاية العام، لكن فى الواقع لا تكفى إلَّا ستة أشهر فقط فاضطررنا أن ننفق نسبة 40% من صندوق المرضى الذى توضع فيه قيمة تذاكر الدخول ومصاريف القسم الاقتصادى على الحضانات لتحسين أدائها وتغطية تكاليفها المرتفعة، مما يعتبر "مُسكن قصير المفعول". وفى نفس السياق، أكد الدكتور خالد سمير، عضو مجلس نقابة الأطباء، أن تخصص العناية المركزة والحضانات فى كليات الطب المصرية غير منتشر بين طلاب كليات الطب، لعدم إقبال الطلاب عليه نظرا لضعف العائد المادى منه، وهو الأمر الذى يتسبب فى أزمة كبيرة للأطفال حديثى الولادة. وأوضح "سمير": "أن معدل المواليد فى مصر سنويًا بلغ 2.5 مليون طفل و 20% منهم يحتاجون للحضانات، مشيرًا إلى أن كل ما تمتلكه مصر من الحضانات فى جميع المستشفيات المملوكة لوزارة الصحة وللمستشفيات الجامعية لا يزيد على 4 آلاف حضانة، أى أن حوالى 250 طفلاً يوميًا يحتاج لدخول الحضانة لفترة قد تصل ل 3 أسابيع، وهو ما يتسبب فى عدم حصول نسبة من هؤلاء الأطفال على الخدمة الطبية من تلك الحضانات. وكشف عضو مجلس النقابة، عن أن عدد الحضانات فى مصر غير كاف للمواليد المحتاجين لتلك الخدمة بجانب غلق بعض الحضانات دون عمل لقلة أطقم التمريض وكذلك أطباء العناية المركزة وتعطل الأجهزة التى تعمل بها الحضانات، وهذه الأسباب أدت لصعوبة الحصول على الحضانة. وقال "سمير" إن الحضانة الواحدة تحتاج لممرضة، وطبيب عناية مركزة واحد يكفى لخمسة أسرة، مشيرًا إلى أن التكلفة الفعلية لتصنيع حضانة واحدة تبلغ 250 ألف جنيه، إلا أن نسبة العدوى بين الأطفال حديثى الولادة الذين يقضون أسابيعهم الأولى فى الحضانات تزداد، وذلك لعدم مطابقتها لمعايير مكافحة العدوى. وشدد عضو مجلس نقابة الأطباء، على ضرورة مضاعفة عدد الحضانات والاهتمام بتخصصات العناية المركزة، بالإضافة إلى توزيعها بشكل عادل على محافظات الجمهورية، وكذلك إعادة تشغيل الحضانات التى لا تعمل بجانب إصلاح الأجهزة المعطلة، وذلك للتغلب على مشاكل الحضانات التى تؤرق الكثير من المصريين. شاهد الصور..