اليوم هو الخامس والعشرون من يناير، كان مجرد يوم عادى حتى العام الماضى، ولكن فى مثل هذا اليوم كسب الشعب المصرى التحدى واكتشف نفسه من جديد، وأنا اليوم أعلنها بوضوح وأتحدى الجميع: انتظروا مصر بعد عام واحد من الآن.. وستشاهدون الفرق بإذن الله، فى مثل هذا اليوم بالضبط كتبت أول مقالات الثورة (والله وعملوها الرجالة) قدمت فيه إقرارًا واعترافًا بأنى: أكتب هذه الكلمات ودموعى تغرق عينى، لم أجد ما أفعله فى تلك اللحظة سوى أن أمسك قلمى وأبدأ فى الكتابة، شعور لا أستطيع وصفه، وأنا أشاهد جزءًا من الحلم يتحقق، ويرقص قلبى طربًا وأنا أشاهد جموع المصريين وقد كسروا حاجز الخوف، وقرروا التعبير عن غضبهم. نعم كسبت الرهان أمام العشرات وفزت بالتحدى، وأثبت الشعب المصرى الأصيل- وفى مقدمته الشباب- أن فيه قلبًا ينبض، كان الكثيرون يعتبروننى واهمًا عندما أظل أحدثهم أن الأمل لا يزال موجودًا، وأن فرصة التغيير يمكن أن تتحقق، وجدت الكثير من السخرية واللامبالاة، وحتى عندما فعلها الشعب التونسى العظيم، وقدم أفضل النماذج فى الإصرار على التغيير، وتمكن من قلب كل المعايير، لتصبح أول ثورة معاصرة فى تاريخ الدول العربية، عندها وجدت نفس النغمة التى تتحدث عن أن طبيعة الشعب التونسى تختلف جذريًا عن طبيعة الشعب المصرى، وأن الشخصية المصرية تتسم بالعجز، والرضا بالقضاء والقدر، وأنه لم تحدث أى ثورة فى تاريخ مصر، وخذ من هذا الكلام الكثير، ولكنى الآن أقولها وبكل ثقة... لقد كسبنا التحدى، كسبنا بالأمس جولة جديدة فى طريق الحرية والديمقراطية، لا بد أن نعتبر ما حدث انتصارًا متميزًا، عندما نشاهد انعقاد أول جلسات برلمان حقيقى يعبر عن إرادة الشعب، بكل صدق لا أستطيع أن أخفى مشاعرى الإنسانية، كم كنت أتمنى أن أكون معهم وأشارك فى بناء الوطن من خلال عمل برلمانى حقيقى، ولكن الأهم مصلحة الوطن، ولذلك فقلبى وعقلى وكل إمكانياتى فى خدمة ودعم نواب الشعب، أشد على أيديهم وأدعو لهم بالتوفيق، وأساندهم بكل قوة فى مهمتهم العظيمة. بالأمس كانت الخطوة الأولى والأصعب فى كسر حاجز الخوف، ولكن الأهم هو أن يعيش الأمل فى قلوبنا، ويتحول إلى طاقة عمل وبناء، حتى تكتمل كل مطالب الثورة، وتعود مصر لمكانتها المتميزة، لقد بدأت كرة الثلج تتدحرج ولن يستطيع أحد إيقافها، لماذا ننكر أننا يمكن أن ننجح؟ لماذا يشكك البعض فى إمكانياتنا؟ نعم.. نحن نستطيع. هل تعرفون قدر مصر، وكيف تنظر الشعوب إلينا؟ هل تدركون ما يمثله نجاح ثورتنا بالنسبة لهم؟ لا أجد أفضل من هذه الكلمات التى وصلتنى عبر البريد الإلكترونى من الأخت العزيزة الدكتورة "نبيلة نانى" من الجزائر الشقيقة، فد تكون هذه الرسالة هى أفضل ما أختم به الحديث فى الذكرى الأولى للثورة: ( إن تنصروا الله ينصركم، خرجتم يا أحبتنا فى مصر يوم 25 يناير 2011 من أجل نصرة الحق، فكان النصر من حقكم، خرجتم يوم 25 يناير مسلمين مسيحيين،أغنياء وفقراء أميين ومتعلمين، شبابًا ومسنين، لم تستثن الثورة المباركة أحدًا منكم، فلا تستثنوا أنفسكم اليوم بالتقاعس، ولا تستثنوا بعضكم بالتخوين، وانتصرى يا مصر، أرجوك.. انتصرى ليمتد إلينا الانتصار، وأحيى شرايينك لتمدّينا بالحياة، فقد ضعنا وتحنّطنا فى أماكننا، تعفّنت عقولنا وتحجّرت قلوبنا، وصرنا كالأنعام أو أضل، أنقذى يا مصر نفسك وأنقذينا، فكلنا أعين تتجه صوبك علّها تلمح بصيص أمل نحو المستقبل، أرجوووووك يا مصر). [email protected]