59 عاما عمر ثورتك اليوم يا جمال. الثورة المباركة التي نظمتها وقدتها أنت ورفاقك خير شباب مصر المعاصرة . 59 عاما منذ أن حملتم رءوسكم علي أكفكم وخرجتم لأجلنا ولكل الأجيال التي عاشت ومازالت في كنف الثورة المباركة ثورة 23 يوليو 1952 . صنيعكم الذي غير خريطة العالم تحفظه كتب التاريخ بل تحفظه قلوبنا التي لن تنسي ما فعلتموه من أجل مصر . لقد أقامت ثورتنا أعظم مشروع هندسي في القرن العشرين كما أنها حافظت لمصر علي أعظم مشروع هندسي في القرن التاسع عشر وهو قناة السويس القناة التي يحاول بعض الصغار العبث بأمنها تحركهم أصابع خفية مهددين بتدخل الاستعماريين للاستيلاء علي قناتنا ووضعها تحت الوصاية الدولية.كتب لك القدر الخلود يا جمال بثورتك التي تضئ تاريخنا بين ثورات عظام شهدها القرن العشرون القرن الذي كتب تاريخه ورسم خرائطه رجال من أمثال لينين وماو وكاسترو ونهرو وتيتو وهوشي منه وغاندي وآخرون ممن حرروا بلادهم وناضلوا من أجل مواطنيهم وشعوبهم حاملين رسالة الحرية والتقدم لبلادهم. حمل لك بعضهم الضغينة لأنك أنصفت الفقير بعد أن كانوا يتحكمون فيه ويستغلونه ويمصون دمه.. وزعت الأراضي.. أممت المؤسسات التي طويلا ما أثرت علي حساب الشعب.. أممتها لصالح الشعب أنشأت القطاع العام.. جعلت التعليم كالماء والهواء. خاف الجبناء منك حيا.. خافوا من التفاف الشعب حولك.. خافوا أن يذموك فيفتك بهم محبوك. وانتظروا حتي وافتك المنية وواتتهم الشجاعة لكي يقولوا فيك وعنك كل السلبيات.. حملوك كل مصيبة أحاقت بمصر حتي لو حدثت بعد مماتك.. فلابد أنك سبب كل المصائب ولابد أنك الشر نفسه ولابد أنك أفسدت مصر التي كانت جنة العبيد في الأرض رغم أنك القائل »ارفع رأسك يا أخي فقد مضي عهد الاستعباد«.. حملوك كل المصائب ولم يتذكروا لك أي إيجابية . ظهر أرباع الرجال في صورة الأسود.. ألفوا الكتب.. نشروا المقالات.. حاولوا تغيير صفحات التاريخ التي تحمل اسمك بجدارة.. سعوا لإلقاء الأوحال علي ثوبك الطاهر .. نبشوا لكي يجدوا لك مثلبة. كل ذلك فشل حاولوا قتلك يا جبل الكبرياء .. يا آخر قنديل زيت .. يا آخر سيف من القادسية .. - وكما قال نزار - لماذا ظهرت بأرض النفاق .. لماذا قبلت المجئ إلينا .. فمثلك كان كثيرا علينا .. فنحن شعوب من الجاهلية ..أتينا إليك بعاهاتنا .. وأحقادنا وانحرافاتنا .. إلي أن ذبحناك ذبحا بسيف أسانا .. فليتك في أرضنا ما ظهرت.. لقد تساءل ناصر في كتابه فلسفة الثورة: هل كان يجب أن نقوم نحن الجيش بالذي قمنا به في 23 يوليو 2195 ويجيب : كنا نقول : إذا لم يقم الجيش بهذا العمل فمن يقوم به ؟ نعم يا حبيبنا إذا لم يقم الجيش بهذا العمل فمن يقوم به ؟. والله وحشتنا.