وجدت الحكومة المصرية في المستثمرين السعوديين "قبلة الحياة" لمشروع المليون ونصف مليون فدان الذي تعتزم استصلاحه، والذي كاد يتوقف بسبب ضعف التمويل. وتجاهلت الحكومة الحديث عن المشروع في بيانها أمام البرلمان الذي تلاه المهندس شريف إسماعيل، رئيس الوزراء للبيان، فيما رجح خبراء أنها تفتقد الثقة فيه والعائد من ورائه، لذلك كانت في حاجة إلى الاستثمارات السعودية والدعم السعودي لإكمال مراحل المشروع. كان الرئيس عبدالفتاح السيسي أعلن عن "المليون ونصف فدان" ضمن برنامجه الانتخابي، وقال إن الخطة ستشمل نحو 4 مليون فدان سيتم استصلاحها على مدار فترته الرئاسية، وكان مقررا أن يطرح كل عام مليون فدان مستصلحة، غير أن العام الأول مر دون أن يُعلن عن طرح أية أراض، الأمر الذي اضطره إلى الإعلان عن إطلاق مليون ونصف فدان دفعة واحدة. وقلل خبراء من أهمية المشروع وجديته، إذ اعتبر نقيب الفلاحين والمنتجين الزراعيين نصر فريد واصل، أن هناك عدم شفافية في التعامل، مطالبًا الحكومة بالإفصاح عن جميع مراحل المشروع حتى يتسنى للمواطنين التأكد من صدق الحكومة في طرح الأراضي. وعلمت "المصريون" من مصادرها بهيئة التعمير والتنمية الزراعية بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، أنه تم تأجيل طرح كراسات الشروط للمشروع إلى الأول من شهر يونيو القادم، وهو ما يُفسر إمكانية وجود تمويلات سعودية للمشروع. وطبقًا لمصادر "المصريون"، فإن عملية الاستصلاح لم يكن لتتم لولا وجود الاستثمارات السعودية التي قدرت بنحو 10 مليار ريال سعودي في مجال الزراعة، إذ كان المشروع تنقصه العديد من آليات التطوير التي سيتم توفيرها قريبًا. من جانبه، وصف الدكتور أحمد الشناوي، خبير المياه بالأمم المتحدة، المشروع بأنه "وهمي ولن يخرج إلى النور، وذلك لأنه قائم على أسس خاطئة وغير سليمة"، لافتًا إلى أن "التحديات الموجودة حاليًا تجعل من المشروع هو والعدم سواء". اعتبر الشناوي أن "نقص المياه الجوفية هو العامل الأهم لفشله، خصوصًا وأن مناطق المشروع جميعها تقع في أكثر المناطق حرارة في مصر وتوفير مياه لتلك المناطق أمر غاية في الصعوبة، كما أن المياه الجوفية غير متوفرة لأراضي المشروع". وأضاف: "الحكومة لن تطرح المشروع حاليًا لأنها تعلم جيدًا أن المستثمرين العرب والأجانب لن يلقوا الأموال في أراضي من المؤكد أنهم سيخسرون فيها، لاسيما في ظل قلة الموارد المائية وبناء سد النهضة الإثيوبي الذي حتما سيؤثر على منسوب المياه في النيل وقلة الزراعات".