- نور الدين: تأسيس شركة بالمبلغ المعلن عنه أمر "مضحك".. ولدينا أربع شركات قومية يمكن استغلالها - علام : لدينا مشروعات زراعية قائمة وعلى الدولة الاهتمام بها بدلاً من المشروعات المجهولة ------------------------------------------------------------------------------------- اعتبر خبراء فى الري واستصلاح الأراضي ، أن تأسيس شركة لإدارة مشروع استصلاح المليون ونصف مليون فدان ، برأس مال 8 مليار جنيه، استمرارًا لعملية الخداع التى تستخدمها الحكومة لدغدغة مشاعر الناس دون تنفيذ إجراءات ملموسة على أرض الواقع ، وأكدوا أن مشاريع استصلاح الأراضى التى تحمست لها الدولة من قبل، انتهى الحال بإهمالها وعدم متابعتها. وطالب الخبراء المسئولين بالبدء بالمشروعات التى طالتها يد الإهمال بدلا من إهدار الأموال من جديد ، وعلى رأسها مشروع توشكى الذى كان يهدف لاستصلاح ما يزيد على نصف مليون فدان. وقال الخبراء إن هناك أربع شركات قومية لاستصلاح الاراضى ، يجب استغلالها لتكون نواه لشركة قابضة تقوم بإدارة كافة المشاريع الزراعية ، محذرين من تحويل المشروع من زراعى لسكنى بعد تولى وزارة الإسكان نسبة 70 % والزراعة 10% . وكان الدكتور أشرف العربى وزير التخطيط والتنمية والإصلاح الإدارى، قد أعلن الأسبوع الماضى عن تأسيس شركة لاستصلاح المليون ونصف المليون فدان، برأس مال مكون من 4.5 مليار جنيه كأصول عينية، و3.5 مليار جنيه نقدا. وأضاف العربى أن رأسمال الشركة يبلغ 8 مليارات جنيه، مقسم على 3.5 مليار جنيه من هيئة المجتمعات العمرانية، و3 مليارات جنيه من التنمية الزراعية، و1.5 مليار جنيه من الخزانة العامة، وتمثل تكلفة الآبار التي تم حفرها. من جانبه أكد الدكتور نادر نور الدين ، أستاذ الزراعة واستصلاح الأراضي بجامعة القاهرة ، أن تأسيس شركة برأس مال 8 مليار جنيه، لاستصلاح المليون ونصف مليون فدان ، إجراء تشوبه أكثر من شائبة ، لأن ما تم الإعلان عنه لا يتناسب مع المطلوب تنفيذه، لافتًا إلى أن مجموعة من الخبراء تقدموا باقتراح قبل التعديل الوزارى الأخير بتشكيل وزارة لاستصلاح الأراضي تكون منفصلة عن وزارة الزراعة، وتقوم برفع الحمل عن وزير الزراعة الذى حمل على عاتقه تلبية تعليمات الرئيس عبد الفتاح السيسى بضرورة استصلاح 4 مليون فدان. وتابع نور الدين "فوجئنا فى التعديل الوزاري الأخير بعدم الاستجابة لمطالبنا، بفصل استصلاح الأراضي عن وزارة الزراعة، علماً أنها كانت منفصلة فى عدة مرات فى عهد الرئيس الراحل انور السادات عندما تم استصلاح أراضى بالفعل". وكشف نور الدين عن الرقم الحقيقي المخصص لاستصلاح المليون ونصف مليون فدان قائلاً إن الرقم الذى تم رصده من خلال التقارير الاخيرة هو 800 مليون جنيه ، وليس 8 مليارات كما ادعى وزير التخطيط الدكتور أشرف العربى، وتساءل.. كيف يكون مثل هذا المبلغ رأسمال شركة كبيرة علمًا أن رأس المال المقترح للأراضي المستهدفة يبلغ 240 مليار جنيه، وهذا ما أعلنه رئيس الدولة شخصيًا. وتابع نور الدين حديثة قائلاً: لدينا أربع شركات قومية لاستصلاح الأراضي تستطيع أن تنضم للمشروع وتقوم بتنفيذه على أن تكون النواة لشركة قابضة متخصصة فى استصلاح الاراضى ، ويتم تعيين أحد المتخصصين مشرفًا عاماً على الشركة . وأشار نور الدين إلى أن الأمر فى حاجة لمراجعة من قبل مؤسسة الرئاسة، لعدم تكرار أخطاء مشروع توشكى الذى أصبح نموذجًا للفشل الإدارى والسياسى . وقال الدكتور نصر الدين علام وزير الموارد المائية والرى الاسبق ، إن ما بنى على باطل فهو باطل ، مؤكدا أن تأسيس شركة لإدارة واستصلاح المليون ونصف فدان ، أمر مستغرب فى ظل تحذيرات المتخصصين من فشل المشروع بسبب نقص المياه الجوفية التى لا تكفى لاستصلاح الأراضى المستهدفة ، فضلاً على تقسيم الأراضي وتوزيعها بشكل غير مدروس . وأبدى "علام" اندهشه من الإعلان عن حجم رأس مال الشركة المقدر ب 8 مليارات جنية ، لاستصلاح المليون ونصف مليون فدان، فى ظل وجود أراض جاهزة للزراعة بالفعل، ولم يُنظر إليها بعين الاعتبار.. مشيراً إلى أن هناك 300 ألف فدان بتوشكى و200 ألف فدان بسيناء لم تُستصلح حتى الآن رغم وجود المياه والمنشآت أيضا . وتساءل وزير الرى الاسبق: لماذا لا يكون هناك جهاز قومى لمتابعة هذه المشاريع، وعلى رأسها مشروع توشكي الذي كان يهدف لاستصلاح ما يزيد على نصف مليون فدان كبداية ، وكان جزءً من خطة الدولة للتوسع الزراعى والتى تستهدف زراعة 3.4 مليون فدان حتى عام2017، وتم استثمار مليارات الجنيهات فيه ولم نسمع عن عائد له منذ أكثر من عشرة أعوام تقريبًا . واوضح علام : أن الإعلان عن تأسيس الشركة استمرار لتضليل الرأى العام حول المشروع ، الذى يفتقد العديد من الجوانب الفنية والاقتصادية ، مؤكدًا أن الوزراء المعنيين بتنفيذ هذا المشروع يتحدثون ، بمنطق الواثق من تنفيذ مجموعة من الأعمال المرتبطة بإمكانبات ضعيفة لا تتناسب مع مشروع عملاق يحتاج مئات من المليارات والعديد من السنوات لتنفيذه.