فى مدرج كلية التجارة التقت سارة شريك العمر أحمد فقد تعاهدا على الزواج عقب التخرج مباشرة فأسرته ميسورة الحال ولن ينتظر ولن يستغرق وقتًا فى البحث عن وظيفة فمكانه محفوظ لدى والده صاحب شركة الاستيراد والتصدير ولن يستغرق أيضًا وقتًا فى البحث عن مسكن أو مال يكفى للشبكة والمهر وخلافه. فأسرته الثرية مستعدة ويعد أحمد بذلك عريس لقطة لكثير من الفتيات ولكنه اختار سارة بعد أن جذبته إليه بجمالها وأخلاقها الرفيعة. وبالفعل بعد إتمام الدراسة وحصولهما على بكالوريوس التجارة توجه الشاب بصحبة عائلته إلى منزل أسرة زميلته يطلبها للزواج بعد أن حددت عروسه موعدًا يلتقى فيه والدها ورحبت به الأسرة واتفقا على كل التفاصيل والترتيبات المتعلقة بالجهاز والفرش وقائمة المنقولات وكل شىء. وأسرعت العروس إلى الأسواق لاستكمال متطلبات الزفاف. وفى غضون أسابيع قليلة تم الزفاف وانطلقا إلى عشهما السعيد فى بيت العائلة حسب رغبة والد العريس، فهو وحيد والديه على ثلاث من البنات. ورتبت أسرته على أن يعيش معهم بعد الزواج خاصة أن جميع شقيقاته قد تزوجن. ومرت أيام الزواج الأولى بسلام واستطاعت العروس أن تكسب ود ورضا أهل زوجها واستحوذت على حبهم، ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن فتحولت سعادتها شقاء بعد إنجابها الطفلة الأولى لأن أهل الزوج كانوا ينتظرون إنجاب الولد وكأن الزوجة هى التى تختار وكأنها ليست فى الأساس هبة من الله فللأسف لم تستمر سعادتها كثيرًا فى ظل هذه الأفكار العقيمة التى ما زالت مترسخة فى جذور كثير من الأسر المصرية وتمسكهم وحرصهم على الذرية من الذكور. فقد تغيرت معاملة أهل زوجها وحولوا حياتها جحيما وزادت قسوتهم عليها بعد إنجابها ثلاث فتيات أخريات، وإلحاحهم على زوجها بأن يتزوج بأخرى وفى ظل صمت الزوج واستسلامه لأهله تخلى عنها ما دفعها للجوء لمحكمة الأسرة وتطلب الخلع.