الغزو الأجنبي ( سواء عسكري كان أو ثقافي ) لأي بلد لا يتم الا بوجود عملاء من داخل البلد المغزى وهذا ما ثبت في كثير من الحالات عبر التاريخ ولعل أشهر غزو دموي تعرضت لهم الأمة الإسلامية كان الغزو المغولي الذي مهد له عملاء من أمثال الطوسي وابن العلقمي وهم أشهر خونة في التاريخ الاسلامي .و ما حصل للعراق قبل 13 عاما من احتلال أمريكي - ايراني شاهد حي على دور العملاء من مراجع دين وزعماء عشائر وقادة أحزاب و مازال ماثل للاعيان. فما يحدث اليوم في الاحواز ليس حالة استثنائية. فالاحتلال الإيراني لبلدنا عام 1925م ما كان ليتم لولا تواطئ رجال دين و تراخي بعض زعماء العشائر الذين قادهم الخلاف مع الشيخ خزعل، واتباعهم للمراجع الشيعةكله كان من اسباب نجاح الاحتلال الإيراني البغيض للاحواز. فمنذ تسعة عقود والاحتلال الإيراني يعمل على ترسيخ أهدافه الرامية إلى دمج الشعب الاحوازي في الدولة الايرانية والبوتقة الفارسية عبر مشاريعه السياسية والدينية والثقافية وقد نجح في جوانب كثيرة من هذا المخطط الاحتلالي. ولكن هل كان يستطيع الاحتلال الإيراني إن يحقق ما يخطط له من دون وجود عملاء ؟. بالتأكيد ما كان يستطيع أن يحقق ما حققه لحد الآن لولا وجود عملاء بعضهم خدم الأحتلال بجهل و بعضهم الاخر خدمه عن عمد مفضلين مصلحتهم الشخصية على المصلحة العامة. وهؤلاء فيهم من مختلف الفئات ، بينهم رجل الدين و الزعيم العشائري والسياسي وما يسمى بالمثقف ، والشاعر والتاجر ووو إلى آخره. واليوم عندما يتكلم البعض عن اكتشاف مخطط (جديد ) لنظام الاحتلال ، فهذا المخطط في واقع الأمر لا يمكن تسميته بالجديد حيث لم نجد فيه ما يحمل شيء مختلف عن ما حملته مخططات دولة الاحتلال في عهد النظام البلوي وما حمله مخطط عهد الرئيس الأسبق محمد خاتمي. ولكن إذا جاز تسميته بالجديد فجديده في تركيزه الشديد على مواجهة حركة الدعوة الإسلامية (السنية) والصحوة الوطنية و النهضة الثقافية العربية بجميع مظاهرها التي أخذت بالاتساع بين صفوف أبناء الشعب الاحوازي في الداخل والخارج. إن ما يسعى النظام الايراني لتحقيقه في الاحواز المحتلة عمل طبيعي وأمر مألوف، ولكن ماهو غير طبيعي وخارج عن الفطرة الانسانية ومنظومة القيم العربية والإسلامية للشعب الاحوازي، أن نجد من أبناء جلدتنا من يساعد الاحتلال الإيراني على تحقيق مخططاته. لهذا فمواجهة مخططات الإحتلال تتطلب خطط ومشاريع احوازية متكاملة (ثقافية ، عقائدية ، سياسية ، اجتماعية ، اقتصادية ، إعلامية ووو )تكون بمستوى الحدث ويقوم عليها رجال بمستوى المسؤلية. فبدون وجود خطط ومشاريع تحيط بمجمل الوضع الاحوازي فكل ما نقولها ونعمل به يبقى مجرد مضيعة للوقت ويساهم في نجاح مخططات الإحتلال. ولعل سائل يسأل عن الخطوة الاولى في التصدي لمخططات الاحتلال؟. أقول كما قال الأطباء ، العضو الفاسد الذي لا يجدي معه العلاج يجب بتره حفاظا على باقي أعضاء الجسد.