أظهر تحقيق نشرته صحيفة "فونتانكا" الروسية المستقلة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أرسل جنوداً مرتزقة للقتال في سورياوأوكرانيا، وقام بتقليدهم أوسمة مكافأة لهم على خدماتهم. وذكرت الصحيفة أن الكرملين قام باستئجار أفراد من شركة "فاغنر" الخاصة بغرض القتال في سورياوأوكرانيا، وفق تقرير نشرته صحيفة تليغراف البريطانية، أمس الأربعاء . ويُعتقد أن الشركة يعمل بها 1000 مرتزق تقريباً، ولكنها ليس لها وجود قانوني، فالقانون الروسي يمنع إنشاء شركات قتال خاصة. ولكن شركة فاغنر مسجلة في الأرجنتين، ولها معسكر تدريب في قرية مولكينو الروسية، وهي نفس القرية التي يقع بها معسكر تدريب كتيبة القوات الخاصة التابعة للمخابرات الحربية الروسية. وزارة الدفاع الروسية أعلنت مقتل 6 جنود في سوريا، بينما يؤكد أعضاء سابقون في "فاغنر" لصحيفة "فونتانكا" أن عدد القتلى يقدَّر بالعشرات في العام الماضي فقط. وقد قام مسؤول رفيع المستوى في المخابرات الروسية بتوزيع أوسمة عسكرية بأسماء القتلى عليها توقيع بوتين. التقرير اشتمل على صور للجوائز الموقعة من بوتين، وقام مقاتلون تابعون ل"فاغنر" بالتعرف على أسماء زملائهم على تلك الأوسمة. وقد قُتل آخرون شرق أوكرانيا في 2014 و2015. كما نشرت أيضاً صوراً لماكسيم كولجانوف - مرتزق يعمل لحساب فاغنر - أثناء وجوده في مدينة لوهانسك شرق أوكرانيا، وأيضاً في ميناء اللاذقية بسوريا. ويعتقد أنه قُتل في سوريا في الثالث من فبراير، وقد منحه الكرملين وسام الشجاعة بعد وفاته. وتظهر صورة أخرى كولجانوف في معسكر تدريب في مولكينو يقف أمام باب كُتِبَ عليه: "من يشك في أننا مسالمون سيغرق في دمائه، فإن رحمتنا قاسية!". العديد من مقاتلي "فاغنر" شاركوا في معركة السيطرة على بلدة دبالتسيف الأوكرانية في ينايروفبراير2015، جنباً إلى جنب مع القوات الروسية النظامية، محققين ضربة قاسمة للجيش الأوكراني، عن طريق قصف مدفعي وُصف بأنه الأعنف في التاريخ الحديث. وقد تحدَّث بوتين علناً عن الشركات القتالية الخاصة التي يمكن للكرملين استخدامها للقيام بعمليات عسكرية. كما دعا في 2012 أثناء توليه منصب رئيس الوزراء لتقنين تلك الشركات، واصفاً إياها "بالأدوات التي يمكن استخدامها لتحقيق مصالح البلاد".