"الإهمال الطبي وانتشار الأمراض وسوء التغذية وعدم التهوية وافتقاد الرعاية الصحية".. سمات رئيسية داخل لسجون المصرية في الوقت الحالي يعاني منها جميع المعتقلين بمختلف توجهاتهم. لا تنتهي قضية "المعتقل" بمجرد خروجه من السجن، لكن يبدأ رحلة علاج أخرى لما أصابه من أمراض تهدد بقائه حيًا؛ وذلك بعدما صمت المسئولون عن سماع صرخاتهم واستغاثاتهم المتكررة داخل السجون. وبحسب منظمات حقوقية، يوجد أكثر من 5آلاف معتقل مريض في السجون يواجهون يوميًّا "الموت البطيء" بسبب الإهمال الطبي، تُوفِّى العشرات منهم بالفعل جراء المرض. "معتقل التيشيرت" بعد أكتر من سنتين حبس احتياطي فقط بسبب ارتدائه "تيشيرت" مكتوب عليه "وطن بلا تعذيب".. خرج "محمود محمد" (18عامًا)؛ لكنه ب "عكاز". وعلق نشطاء: "سنتين وشهرين حبس احتياطي، 49 جلسة في جنايات الجيزة،3 جلسات استئناف، من سيدفع ل " محمود" ابن ال 18 عامًا، ثمن ضياع سنين دراسته ومستقبله، وكل لحظات الأذى النفسي والبدني وكل الانتهاكات اللي تعرض لها ولد في سنه؟!!. سلطان بعد أن وصل إضراب محمد سلطان نجل الداعية الدكتور صلاح سلطان عن الطعام لليوم ال407 على التوالي، إثر اعتقاله عقب فض اعتصام رابعة العدوية في أغسطس2013 ، لم تشفع له صورته المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي ووصوله لحالة صحية في غاية الخطورة، لدى المسئولين للإفراج عنه ورفضت محكمة جنايات القاهرة، التماسًا مقدمًا من القنصلية الأمريكية بمصر يطالب بالإفراج عن سلطان، الذي يحمل الجنسية الأمريكية. إلا أنه بعد مرور ما يقرب من عامين على حبسه، أفرجت الأجهزة الأمنية، عنه وغادر القاهرة متجهًا إلى الولاياتالمتحدة، بعد أن تنازل عن جنسيته المصرية. شوكان محمود أبو زيد "شوكان" مصور صحفي حالته النفسية والصحية في تدهور مستمر يمنع عنه دخول أي طعام أو متعلقات له، وتقتصر زيارته على الأقارب من الدرجة الأولى يفتقد للرعاية الصحية داخل السجن رغم ما يعانيه من فقر الدم والأنيميا بحسب قوله شهادة شقيقه- بحسب حقوقيون. مع بداية يوم 14 أغسطس 2013 يوم فض اعتصام رابعة، وأثناء أداء عمله بتكليف من الوكالة التي يعمل لصالحها، قامت قوات الشرطة بإلقاء القبض على "شوكان" وتم تجريده من كل معداته والتعدي عليه بالضرب المبرح والسب. اليماني الدكتور إبراهيم اليماني طبيب امتياز، بطل جديد لمعركة "الأمعاء الخاوية" يمارس الإضراب الكلى منذ 25 ديسمبر 2013 حتى الآن قطعه فقط 23 يومًا من فك الإضراب بعد التعذيب والإهانات المتكررة، ثم عاد إليه مرة أخرى وحتى الآن ليثبت أن الحرية هى أغلى من كل انتهاكات الجسد. وقالت والدته الدكتورة نفيسة عبد الخالق إبراهيم، إنه اعتقل من مسجد الفتح، أثناء ممارسته لمهنته فى إسعاف المصابين داخل المسجد، مضيفة أنه يعانى من إصابة قديمة فى ظهره وأخرى فى ركبته، ومشكلة فى قلبه، وكلها مشكلات تحتاج إلى الحركة والتغذية والنوم الجيد، بجانب العديد من المشكلات الصحية الأخرى نتيجة لإضرابه المستمر عن الطعام وأحيانًا ينقل مغمى عليه، وهو الآن فى تدهور صحى مستمر.. فى حين ترفض إدارة السجن حتى الآن إثبات وضعه كمضرب عن الطعام. وأرسلت النقابة العامة للأطباء خطابًا إلى المسئولين بخصوص شكوى واردة من والدة السجين إبراهيم أحمد محمود محمد يماني، حيث تعرض لحادث سقوط ماء مغلي عليه مصادفة، أدى لحروق بمساحات كبيرة من الظهر والرقبة والذراع الأيسر. طالبت النقابة بعلاجه في مستشفى خارجي نظرًا لأن علاج الحروق يستدعي وجود رعاية طبية يومية، وبيئة بعيدة عن العدوى، وهي ظروف من الصعب توافرها داخل عنابر السجون ولم يستجب أحد. ولا تزال هناك العديد من الحالات التي دخلت السجون وهي بصحة جيدة وألّم بها المرض بين جدرانه ولا أحد يعرف هل سيخرجون أحياء يرزقون أو موتي تضمهم جنبات القبور.