شابت العملية التعليمة في الآونة الأخيرة العديد من الانتقادات والجدل الواسع بالشارع المصري، وخاصة فيما يخص حذف دروس أو شخصيات بعينها ووضع أخري بديلة لها، حيث فوجئ معلمو اللغة العربية بالمرحلة الابتدائية مؤخرًا بحذف اسم وصورة الدكتور محمد البرادعي من كتاب اللغة العربية للصف الخامس الابتدائي هذا العام. لم تكن هذه الواقعة المرة الأولي في تاريخ وزارة التربية والتعليم، فقد حذفت الوزارة أبان تولي وزير التعليم السابق محمود أبو النصر دروسًا عن "ثورة العصافير ونهاية الصقور"، و"عقبة بن نافع" و"صلاح الدين الأيوبي" وتم حذف الدروس التي تتحدث عن سيرتهما من مناهج اللغة العربية،. من جهتهم أكد بعض المعلمين، أنه تم حذف اسم وصورة البرادعي في “نشاط 3″، بالفقرة التي تتحدث عن أسماء الفائزين بجائزة نوبل، وشملت الفقرة هذا العام الرئيس الراحل محمد أنور السادات والدكتور أحمد زويل ونجيب محفوظ، بينما كانت نفس الفقرة تشمل العام الماضي اسم الدكتور محمد البرادعي. وقالت الدكتورة سعاد الفجال رئيس قسم تطوير الامتحانات بالمركز القومي للامتحانات، إن كل شيء في مصر أصبح موجهًا لخدمة قضايا بعينها. وأضافت الفجال في تصريح ل"المصريون"، أن كل شيء في واقعنا الآن يعمل على تغييب أولادنا بداية من التعليم وما به من مناهج إلى الإعلام وما يقدمه، مشيرة إلي أن جميع المناهج التي تدرس تخدم توجه معين وتسير في طريق أحادي- حسب قولها. فيما قال مصدر بوزارة التربية والتعليم، إن مركز تطوير المناهج بالوزارة تلقى عدة شكاوى من بعض أولياء الأمور برفع اسم الدكتور محمد البر ادعى من المنهج، حرصًا على عدم الخلاف الذي يثار حوله في الشارع المصري من الوصول إلى العملية التعليمة وأبنائهم . وأضاف المصدر، الذي رفض ذكر اسمه في تصريح ل"لمصريون"، أنه تم حذف الصورة والاسم للبعد عن الخلافات وتجنب المشاكل التي من شأنها أن تعكر صفو العملية التعليمية، الأمر الذي دفع مركز المناهج لرفع اسمه. وأوضح أن الأسماء والشخصيات العامة، التي يتم ذكرها فى المناهج بشكل عام كمعلومات معرفية أو نشاط من الوارد أن يتم تغييرها لكون الأمر لا يرتبط بفرد بذاته أو شخصية بعينها. وفي سياق متواصل قالت الدكتورة سناء جمعة خبيرة المناهج بمركز تطوير المناهج، إن تغيير المناهج عامة لا يتبع سياسة بعينها أو توجه معين. وأضافت جمعة، في تصريح ل"لمصريون"، أن الفترة الزمنية بالنسبة للعام الدراسي هي التي تحكم على حذف بعض الدروس بحسب قولها . وأشارت إلى أن مركز "تطوير المناهج" يخضع عادة إلى خاصية "المدى والتتابع" - (إحلال وتجديد)- وهذا ما حدث في قصة صلاح الدين الأيوبي. وتابعت جمعة، أن عدة شكاوى وردت من أولياء الأمور، بسبب الحجم والإسهاب في قصة "عقبة بن نافع " بناءً عليه تم حذف بعض فصولها والتي لا تخدم القصة. واستطردت جمعة، تم حذف الموضوعات التي يمكن أن تحث على العنف أو التطرف، أو تشير إلى أي توجهات سياسية أو دينية أو أي مفاهيم يمكن أن تستغل بشكل سيئ" بحسب وصفها.