ساعات تفصلنا عن يوم 25 يناير ذكرى أروع وأطهر ثورة فى تاريخ مصر منذ عهد محمد على باشا، وربما قبله ثورة ألهمت شعوب العالم قاطبة، وجعلت مصر وقاهرة المعز وميدان التحرير خصوصًا بقعة ملهمة للعالم ومحط أنظار الجميع من مراقبين ومحبين على اتساع العالم كله بصورة نادرة الحدوث فقد كانت ثورة شباب صادق خرج عارى الصدر يواجه أعتى طواغيت القهر وأشر الأنظمة البوليسية فى تاريخه بأياد متشابكة سلاحه الوحيد هو هتافاته التى تطالب بالحرية والعدالة الاجتماعية فتتنزل رحمات ربك لتصبح تلك الصيحات أقوى من أن يصمد أمامها جهاز البطش والقهر البوليسى بكل ما أوتى من قوة وتسليح فسبحان الله المنعم الوهاب. وفى ذكرى تلك الثورة المباركة ورغم ما يتناقله الكثير من محطات الإعلام البائسة والتى لا تروج إلا للفرقة مدفوعة بدعم رجال أعمال وممولين يرون أن الفوضى هى الحل للنجاة من المساءلة فلا يتورعون عن إزكاء الخلافات وإشغال الناس بتوافه الأمور من عينة البكينى والخمور تحت حكم الإسلاميين وبرغم كل ذلك وبرغم ما ابتلينا به من فضائيات وصحف وإعلام غث إلا أنى أشعر بالتفاؤل فذلك الإعلام، هو من كان يروج ليل نهار أن الانتخابات إذا تمت فسيكون هناك حمامات دم فإذا بالانتخابات تخرج فى صورة أبهرت العالم، وأشاد بها الجميع سواء من حيث التنظيم والتأمين أو من حيث المشاركة كأولى انتخابات تتم بهذه الشفافية وتتجاوب معها لأول مرة فى تاريخها تلك الكتلة التى كانوا ومازالوا يتعالون عليها ويسمونها الكتلة الصامتة، فإذا بها تلقن الجميع درسا لا ينسى يدعونا أن نراهن جميعا على جماهير الشعب الطيب الواعى ونتفاءل ولا نلتفت إلى نعرات النخبة المضلة وهرائها واستخدامها لفزاعة الإسلاميين لنشر غبار الشك والخوف على إشراقة ثورتنا المباركة ونمضى قدمًا متشابكى الأيدى نحو مستقبل أفضل. وفى خضم هذا الجو المشحون لا ننسى أننا نرى الكثير من العلامات الإرشادية التى تثلج الصدور حتى وإن لم تتطابق تماما مع ما نريد ونرى، ولكن حسبنا أنها خطوة على الطريق مثل إقرار الحكومة مثلا لقانون اختيار شيخ الأزهر وإن كنا نأمل أن يكون القانون متكاملا لضم هيئة الإفتاء إلى الأزهر، وكذا إعادة أوقاف الأزهر ليعود الأزهر إلى عهده الزاهر كقوة إسلامية ومنارة للوسطية بمصر وعلى مستوى العالم. وأيضًا يثلج الصدور الدعوة على صفحات جريدة "المصريون" لمطالبة نقابة الصحفيين والمجلس الأعلى للصحافة بالتحقق من ميزانيات الجرائد والفضائيات الخاصة بعد سلسلة فضائح التمويل التى نشرتها "المصريون" من تسريبات ال"ويكيليكس" ونأمل أن تسفر تلك الحملة عن المضى نحو تنقية الإعلام ليتبقى وفقط الإعلام الصادق، وهذا ما سيحدث ويجب أن نتفاءل به، فالعملة الجيدة تطرد العملة الرديئة فدعونا نتفاءل ونتكاتف. بنو بلدى أنها ذكرى الفرح ونصر الله فدعونا نتكاتف ليفرح بها ومعها كل مصرى ولنربت على كتف أهالى شهدائنا الأبرار ونسأل الله لهم المغفرة ونذكر الجميع بألا ينسوا البر بأهالى الشهداء والوقوف بجانبهم والإصرار على القصاص لهم من المخلوع وبطانته. كل سنة ومصر طيبة وكل المصريين جميعًا على اختلاف مشاربهم.. تحياتى. درويش عز الدين [email protected]