أكد الكاتب الصحفي جمال سلطان، رئيس تحرير "المصريون"، أن نظام الرئيس عبدالفتاح السيسي لم يعد يحظى بتأييد الخمس جهات التي دعمته في الوصول للحكم، مشيرًا إلى أن بعض تلك الجهات تخلت عنه وانقلبت عليه في الفترة الأخيرة. وقال "سلطان"، في مقال له بعنوان "هل خسر السيسي حلفاءه ووقع في حصار سياسي ؟!"، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي جاء إلى الحكم مدعوما بخمس قوى أساسية، وتيار ثورة يناير بكل أطيافه، سواء الشباب بمختلف فئاتهم وائتلافاتهم أو ذلك التيار الجامع الذين مثلهم وقتها حركة تمرد، أيضا كان مدعوما بقوة فلول نظام مبارك، والقوة الثالثة كانت قوة التيار المسيس في مؤسسة العدالة وهو الذي يقوده المستشار أحمد الزند، والقوة الرابعة هي المؤسسة العسكرية بأدواتها الأمنية، ثم القوة الخامسة وهي قوة المؤسسة الدينية ممثلة بالأزهر والكنيسة، كل ذلك في مقابل تيار واحد خسره وهو التيار الإسلامي وجماعة الإخوان المسلمين لتأييدهم الرئيس المعزول محمد مرسي. وإشار رئيس تحرير "المصريون" إلى أن قوتان من هذه القوى يمكن القول بأنهما انقلبتا بالفعل على نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، وأصبحتا في صف الرفض والغضب ، سواء بشكل صريح أو بشكل غير معلن، وهما : تيار ثورة يناير، حيث لا يعتد بعدد قليل من الشباب أصبحوا مهمشين جماهيريا وإن تمت مكافأتها في بعض المؤسسات الجديدة، والقوة الثانية والمتمثلة في فلول نظام مبارك فقد أداروا ظهرهم بوضوح للسيسي، ورفضوا الاستجابة عمليا لأي من أفكاره التنموية والاقتصادية ومارسوا المراوغة التي احترفوها، كما أنهم باتوا مهددين في مصالحهم الاقتصادية بشكل مباشر من خلال مراجعات لمجمل الأوضاع المالية والعقارية التي حققت لهم نفوذهم في السابق. ولفت إلى أن القوة الثالثة وهي التيار المسيس في مؤسسة العدالة وقد دخل في صدام صريح مع الرئيس ونظامه، وإن حاولوا تحسين الصورة بعد ذلك ، بعد أن أطاح السيسي بالرمز الأكبر والأشهر لهذا التيار وهو المستشار أحمد الزند في ليلة عاصفة. وأما عن القوة الرابعة وهي المؤسسات الدينية فقد تراجع نفوذها بقوة في الأعوام الأخيرة وفقدت الكثير من القابلية السياسية لدى الجمهور، سواء على الجانب القبطي أو الجانب المسلم. وأكد "سلطان" أنه لم يبق سوى المؤسسة العسكرية ، وهي قوة مؤسسية منضبطة ، ووضعت لنفسها موقع المرجع المحايد في الصراع السياسي منذ يناير 2011 ، راصدة توجهات المجتمع والشعب ، دون تدخل مباشر إلا إذا استشعرت أن الوطن أصبح في خطر حقيقي وأن الظروف لا تحتمل التردد ، وبالإضافة إلى تلك القوى هناك تيار شعبي عام غير منظور وغير مسيس ما زال ينظر للسيسي كأمل لإنقاذ البلاد والنهوض بها ، وهو تيار سلبي عادة ، وغير مستعد للتضحية أو المواجهة ، كما أنه لا يخفى أن هذا القطاع يتآكل باستمرار على وقع المشكلات الاقتصادية وأثرها المرهق على الإنسان العادي .