المعتقلون يخوضون معركة «الأمعاء الخاوية» بشعار: «ليس سعيًا للموت.. بل طلبًا للحياة» يواجه المعتقلون المضربون عن الطعام بسجن "العقرب" – شديد الحراسة بطره - وذويهم أثناء الزيارات، خلال الأسابيع الثلاث الماضية، ضغوطًا وتهديدات كبيرة لفك الإضراب، من قبل ضباط وإدارة السجن ومصلحة السجون. وقالت رابطة أسر معتقلي العقرب، إن "الضغوط والتهديدات مستمرة على المعتقلين المضربين في سجن العقرب لفك الإضراب، وضباط السجن يلجأون إلى تهديد بعض الأسر بالضغط على ذويهم لفك الإضراب، وهو ما تكرر على مدى الأسبوعين الأخيرين مع الكثير منهم". وأضاف في بيان أصدرته: "كذلك يقوم بعض الضباط بالترويج لأنباء عن تغييرات بقيادات في مصلحة السجون لاحتواء غضب الأهالي والمعتقلين". وتحت شعار "لا يخوض معتقلو العقرب الإضراب عن الطعام سعيًا للموت.. بل طلبًا للحياة"، يواصل مئات المعتقلين بسجن العقرب، من بينهم معارضون بارزون، إضرابًا مفتوحًا عن الطعام، تنديدًا ب"أوضاعهم السيئة، والتضييق على ذويهم أثناء الزيارات". وقال شيرين العزب، زوجة وزير الشباب والرياضة الأسبق أسامة ياسين، إن "إدارة سجن العقرب تهدد زوجها بنقله إلى سجن الوادي الجديد في عربة لوري، حتى لايعرف أحد له أثر، وذلك بسبب دخوله في إضراب مفتوح عن الطعام تنديدًا بأوضاع الاحتجاز المزرية داخل السجن". وأضافت عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "أبلغت أن زوجي (أسامة ياسين) هددوه بأن ينقل إلى سجن الوادي الجديد، وهو سجن يبعد عن القاهرة بمئات الأميال في الصحراء، عقابًا له على إضرابه في سجن العقرب". وذكرت أنها "أبلغت بمنع الزيارة عن ثلاث أسر كانت هي من ضمنهم، مع المتحدث الإعلامي باسم جماعة الإخوان المسلمين أحمد عارف، وذلك بسبب استمرار إضرابهم عن الطعام". ولفتت محفوظ إلى "تهديد زوجها والمضربين معه بالتصفية حال عدم إنهاء الإضراب"، مؤكدة أنهم "يعاملون بإذلال شديد متعمد، كما يتعرضون للإهانة والموت البطيء". في السياق، بدأ سامحي مصطفى، أحد مؤسسي شبكة رصد الإخبارية، منتصف الأسبوع الماضي، إضرابًا عن الطعام، ضمن نحو 1000 آخرين. وقالت رابطة أسر معتقلي العقرب، إن "سامحي مصطفى (28 عامًا، ولديه طفلان) بدأ في 14 مارس 2016 إضرابًا مفتوحًا عن الطعام طلبًا للكرامة والحرية". وسامحي حاصل على بكالوريوس الخدمة الاجتماعية، وعمل مديرًا تنفيذيًا لشبكة رصد، من مواليد 8 فبراير 1987، وقد اعتقل في 25 أغسطس 2013. وحكم عليه بالسجن المؤبد في قضية "غرفة عمليات رابعة"، وتم نقض الحكم، حيث تعاد محاكمته حاليًا. وفي تصريح لشقيقة الصحفي محمد العادلي على حسابها على "فيس بوك"، قالت: "أخي يتقيأ دمًا منذ أسبوع.. وإدارة السجن ترفض نقله إلى المستشفى". وبمشاركة 14 معارضًا بارزًا من سجناء "العقرب" في إضراب عن الطعام يوم 24فبراير الماضي؛ حيث أعلن كل من "خيرت الشاطر، ومحمد البلتاجي، وعصام العريان، وعصام سلطان، ومحمد وهدان، ومحمد علي بشر، وصفوت حجازي، وأسامة ياسين، وعصام الحداد، وجهاد الحداد، وأحمد عارف، وعبدالرحمن البر،وأحمد عبدالعاطي" إضرابهم عن الطعام، احتجاجًا على منع الزيارات، والتعدي على أسر المعتقلين. وفي اليوم التالي لإعلان القيادات الإضراب، انضم معتقلون آخرون بينهم قياديون بارزون، وواجهته إدارة سجن العقرب بمنع 60 زيارة تلاها منع آخر ل30 زيارة. وفي 27 فبراير انضم سبعة صحفيين إلى الإضراب، بينهم هشام جعفر، ووليد شلبي، وحسن القباني، وتزايدت أعداد المضربين حتى وصلت إلى 32 معتقلاً، طبقًا لما ذكرته رابطة أسر معتقلي العقرب عبر بيان. ويأتي ذلك تزامنًا مع استمرار إضراب نحو 1000 معتقل بسجن العقرب، كان قد بدأه عدد منهم في 20 فبراير الماضي، وذلك تنديدًا بالانتهاكات التي تحدث بحقهم وحق ذويهم في الزيارات، تحت شعار "أنا إنسان- كرامة إنسانية- سلامة بدنية". وتتمثل مطالب سجناء العقرب في: "إدخال الأطعمة والأدوية، ومستلزمات المعتقلين الشخصية، والتريض يوميًا لمدة أكثر من ساعة، والسماح بدخول الملابس والمنظفات، وإزالة الحائل أثناء الزيارة ومدها إلى ساعة، وعدم التنصت على حديث الأهالي في الزيارة، ونقل المرضى إلى مستشفى سجن طره لتلقيهم العلاج اللازم، ومعاقبة المسئولين عن وفاة ستة من سجن العقرب". وتزايدت حالات الموت داخل سجن العقرب بشكل كبير، منذ الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي في 3 يوليو 2013، جراء ما يقوله حقوقيون وذوو المحتجزين "الإهمال الطبي وسوء المعاملة"، في وقت تصاعدت فيه وتيرة "الانتهاكات"، داخل السجن منذ تولي وزير الداخلية الحالي مجدي عبدالغفار، وتصعيد حسن السوهاجي مديرًا لمصلحة السجون.