كشفت مصادر مطلعة عن اعتراضات واسعة في أوساط المعارضة السورية وبعض قياديي الحراك الشعبي في الداخل على تسمية جُمع المظاهرات في سوريا. وأوضحت المصادر أنّه طفت إلى السطح أمس خلافات واضحة في ذات الأوساط المناوئة للسلطة حول تسمية الجمعة القادمة باسم "إعلان الجهاد". ووفقًا لصحيفة "القدس العربي" فقد أثار الاسم بروز مخاوف من جانب التيارات العلمانية في داخل المعارضة، من إضفاء صبغة دينية مَحْضة على المظاهرات التي تخرج عادة يوم الجمعة وإعطائها بعدًا إسلاميًا من النمط الذي تتبناه حركات توصف بأنها راديكالية. وتتخوف أوساط داخل المعارضة ذاتها من أن تكون الدعوة لهذه التسمية تحريضًا ضمنيًا لإعلان الحرب الأهلية بشكل صريح وتحولاً جذريًا في جوهر الحراك الاحتجاجي نحو العمل المسلح والعسكري في مواجهة قوات الجيش النظامي، وهو ما يعني انزلاق البلاد إلى مرحلة خطيرة للغاية وفق تقدير المراقبين. وبرزت دعوات من تلك التيارات الليبرالية لتسمية الجمعة المقبلة باسم "جمعة سورية الدولة المدنية الديمقراطية". وأفادت مصادر مطلعة أن دبلوماسيين أوروبيين في دمشق تنادوا خلال الساعات الماضية وأجروا اتصالات فيما بينهم ومع بلدانهم للتشاور في المعاني التي تنطوي عليها تسمية الجمعة القادمة باسم جمعة إعلان الجهاد، مضيفة أنّ عدة سفارات غربية أجمعت على أن هذا التوجه يعتبر خطيرًا على الاتجاه المدني والديمقراطي الذي تقول دول أوروبية إنها تدعمه وتسعى لمساعدة المعارضة على تحقيقه في سوريا وأن معظم السفارات الغربيةبدمشق أبلغت وزاراتها المعنية بقراءة سلبية لهذا التطور على مستوى الأزمة السورية.