"طابا" تلك المدينة العتيقة, التي تقع بجنوب محافظة سيناء والتي لا يتجاوز عدد سكانها ال3000 مواطن, إلى جانب موقعها الجغرافي المتميز التي جعلها مطمعًا للأجانب, فهى تقع على رأس خليج العقبة وتطل على حدود ثلاث دول هما السعودية والأردن وإسرائيل, حيث تبعد عن ميناء إيلات الإسرائيلي نحو 7 كم, وتقع في مواجهة الحدود السعودية في اتجاه مباشر لقاعدة تبوك العسكرية، وتعد آخر النقاط العمرانية لمصر. وبسبب موقعها المتميز دخلت طابا في العديد من الأزمات, وكانت بداية الأزمة عام 1841 عندما صدر فرمان عثماني يحرم مصر من نصف حدودها في سيناء, فتدخلت بريطانيا حينها وحدثت أزمة كبرى سميت ب"أزمة الفرمان", التى انتهت بموافقة السلطان عبد الحميد على خط الحدود المصرية الذى يبدأ من رفح شمالاً إلى خليج العقبة جنوبًا واستمر الوضع على ما هو عليه حتى 1906 حيث حدثت أزمة أخرى حينما حاولت قوات تركية دخول طابا، فحدثت فقامت بريطانيا للمرة الثانية بالتدخل وأجبرت العثمانيين على الانسحاب، وبعدها تقرر بناء خط الحدود المصري بعلامات مرقمة. وفى يوم 5 يونيو من العام 1967 تجددت أزمات سيناء خاصة "طابا", حيث احتلت القوات الإسرائيلية سيناء بالكامل بما فيها مدينة طابا وبعد حرب أكتوبر في العام 1973 التي أرغم فيها الجيش المصري إسرائيل على الانسحاب من جميع أراضى سيناء, لكنه بالرغم من ذلك ظلت طابا تحت القبضة الصهيونية. وفى عام 1979وقع الرئيس الراحل محمد أنور السادات مع رئيس وزراء إسرائيل مناحم بيجن "كامب ديفيد" التى ألزمت إسرائيل بالانسحاب من سيناء ما عدا طابا, وخلال الانسحاب الإسرائيلي من سيناء عام 1982، تجدد الصراع بين مصر وإسرائيل حول طابا وأعلنت مصر عدم تنازلها عن طابا، وأن أى خلاف على الحدود يجب أن يتم حله وفقًا للمادة السابعة من معاهدة السلام المصرية والإسرائيلية، التي تنص على أن تحل الخلافات بشأن تطبيق أو تفسير هذه المعاهدة عن طريق المفاوضات. وبعد ذلك بقرابة أربع سنوات وتحديدًا فى يوم 13 من يناير من العام 1986 أعلنت إسرائيل موافقتها على قبول التحكيم، وبدأت المباحثات بين الجانبين وانتهت إلى التوصل إلى "مشارطة تحكيم", وقعت في 11 سبتمبر 1986، وهى تحديد شروط التحكيم ومهمة المحكمة فى تحديد مواقع النقاط وعلامات الحدود محل الخلاف. وفى نهاية المطاف قبلت إسرائيل الاتفاقية بضغط من الولاياتالمتحدةالأمريكية, وجاء الحكم فى صالح مصر مؤكداً أن طابا مصرية وفى 19 مارس 1989 احتفلت مصر بعودة طابا ورفرف العلم المصرى على أرض طابا. وكان أمس السبت الذكرى السابعة والعشرون لتحرير طابا من الكيان الصهيوني, حيث احتفلت محافظة جنوبسيناء برفع علم مصر على أراضى طابا.