لم يجد المركز المصري للحق في الدواء دلالة على انهيار الرعاية الصحية في المستشفيات العامة التي أصبحت خطرا على حياة المصريين جميعهم لا تفرق بين كبير أو صغير في صعيد مصر أو دالتا مصر، حيث تحول عدد كبير من المستشفيات إلى "مقابر" حقيقية بفضل الإهمال والتسيب واللامبالاة ونقص الإمكانيات الواضح والفاضح التي تسيطر على كل شبر من هذه الوحدات التي يدخلها من يبحث عن الأمان وأن يجد "ملائكة الرحمة" لينهوا آلامهم المبرحة. وذكر المركز في تقرير له، أنه بالرغم من خروج المصريين خلال خمس سنوات في ثورتين ينادون بالعدالة الاجتماعية ولكن بعد مرور السنوات نجد أن الواقع يزداد سوءا وتصبح المادة 18 من الدستور المصري نسيا منسيا. وسجل المركز المصري للحق في الدواء رحلة محمد جمال السعيد، 28سنة، من سكان مركز الحامول محافظة كفر الشيخ إلى مثواه الأخير في مأساة إنسانية يندى لها الجبين وتحتاج إلى تحقيق من رئاسة الحكومة المصرية لإعلان نتائج هذا التحقيق على الملأ. وشدد على أن تم تعذيب المواطن المسكين لمدة 14 ساعة وهو يصرخ من آهاته ويتوسل لأطباء ثلاثة مستشفيات تابعة لوزارة الصحة، أن يجدوا له حلًا لكن دون جدوى. واستطرد: محمد جمال السعيد أصيب في حادث نتيجة مشاجرة أسرية بطعن أسفل الظهر ونتج عنه أن ظلت السكين داخل جسده لمدة 14 ساعة، وذهب أخواته به إلى مستشفى بلطيم المركزي وظلوا ساعتين يبحثون عن طبيب لإجراء الجراحة لانتشال السكين دون فائدة، وذلك بسبب ما قاله المسؤولون بالمستشفى لأنه تجرى به إصلاحات وإمكانياته محدودة وأرشدتهم الإداره لينقلوه إلى مستشفى السلام الدولي بالمنصورة داخل سيارة إسعاف تابعة للمستشفى. واستكمل التقرير: وقطعوا أكثر من 40 كيلومترًا وحينما وصلوا ظلوا لمدة ثلاث ساعات والأطباء يرفضون التدخل لعلاجه لعدم استطاعتهم ذلك بسبب نقص الإمكانيات المتاحة وأن قاموا بتصويره، وأخبروهم بعدم وجود جراح نوباتجي وأرشدوهم لنقله إلى مستشفى الطوارئ بالمنصورة. ولفت إلى أنهم ذهبوا به إلى هناك ولكن إدارة المستشفى نبهت على الأمن بطرده هو وأهله بسبب أن الجمعة إجازة بالمستشفى وجميع الأطباء المتخصصين في الجراحة لديهم راحة، ولكن هذه الأثناء تمكن بعض المارة وأهله من إدخاله بالقوة للمستشفى وكانت الساعة السابعة مساءً، وظل لمدة 8 ساعات يصرخ بلا فائدة أو تدخل جراحي أو خلافه حتى قبل الفجر فارق الحياة بعد رحلته المأساوية الأخيرة. وأكد أنه قد تم تحرير محضر بنيابة أول كفر الشيخ للتحقيق في إهمال ثلاثة مستشفيات حالة المواطن حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، ليثبت أن ما يحدث في الدلتا يحدث في الصعيد وأن جميع الإمكانيات شبه معدومة والإهمال والتسيب واحد، وأن المستشفيات جامعية مثل المراكز العلاجية أو المستشفيات المركزية.