بدأها السادات وسار مبارك على خطاه.. السيسي يبدأ التطبيع من كتاب التاريخ ومعاهدة السلام.. وحارة اليهود بداية التطبيع الفني "التطبيع" بعبع هدد الأنظمة وتخوف منه الرؤساء على شعبيتهم، واختلف تعامل الرؤساء معه على مر عصورهم، "المصريون" رصدت أبرز وقائع التطبيع في عهد رؤساء مصر. السادات يضع البذرة الأولى ل"معاهدة السلام" بدأت معاهدة السلام باتصالات سرية قام بها الرئيس محمد أنور السادات؛ حيث تم إعداد لقاء سري بين مصر وإسرائيل في المغرب تحت رعاية الملك الحسن الثانى، والتقى موشى ديان وزير الخارجية الإسرائيلي، وحسن التهامي، نائب رئيس الوزراء برئاسة الجمهورية، وفي أعقاب تلك الخطوة التمهيدية قام السادات بزيارة لعدد من الدول للحديث في تفكيره عن المعاهدة. ولم يعلن السادات عن تفكيره صراحة إلا في افتتاح دورة مجلس الشعب1977، حيث أعلن السادات فيها استعداده للذهاب للقدس بل والكنيست الإسرائيلي، وقال: "ستُدهش إسرائيل عندما تسمعني أقول الآن أمامكم إنني مستعد أن أذهب إلى بيتهم، إلى الكنيست ذاته ومناقشتهم". وانهالت عاصفة من التصفيق من أعضاء المجلس، ورغم الهتاف إلا أنهم كانوا يتوقعون أنها مجرد كلمة انفعالية للرئيس ولم يتوقع أحد أنه سيقوم بالزيارة فعليًا. وألقى السادات خطابًا أمام الكنيست الإسرائيلي في20 نوفمبر 1977، وشدد في هذا الخطاب على أن فكرة السلام بينه وبين إسرائيل ليست جديدة، وأنه يستهدف السلام الشامل، كما دعا السادات بيجن لزيارة مصر، وعقد مؤتمر قمة في الإسماعيلية وبدأ بيجين يتكلم عن حق إسرائيل في الاحتفاظ بالأراضي المحتلة. ووقع كل من السادات ورئيس وزراء إسرائيل مناحيم بيجن بعد 12 يومًا من المفاوضات في المنتجع الرئاسي كامب ديفيد في ولاية ميريلاند القريب من واشنطن، وذلك تحت إشراف الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر، وكانت المحاور الرئيسية للمعاهدة هي إنهاء حالة الحرب وإقامة علاقات ودية بين مصر وإسرائيل، وانسحاب إسرائيل من سيناء التي احتلتها عام 1967، فضلاً عن ضمان عبور السفن الإسرائيلية عن طريق قناة السويس واعتبار مضيق تيران وخليج العقبة ممرات مائية دولية، كما توصي الاتفاقية بالبدء بمفاوضات لإنشاء منطقة حكم ذاتي للفلسطينيين. وأثارت اتفاقية "كامب ديفيد" ردود فعل معارضة في مصر ومعظم الدول العربية، ففي مصر استقال وزير الخارجية محمد إبراهيم كامل لمعارضته الاتفاقية وسماها مذبحة التنازلات، كما حدث تغييرات على سياسة العديد من الدول العربية تجاه مصر، وتم تعليق عضوية مصر في جامعة الدول العربية من عام 1979 إلى عام 1989 نتيجة التوقيع على هذه الاتفاقية، ومن جهة أخرى حصل الزعيمان على مناصفة على جائزة نوبل للسلام عام 1978 بعد الاتفاقية. وعقدت الدول العربية مؤتمر قمة رفضت فيه كل ما صدر، وعقب ذلك اتخاذ جامعة الدول العربية قرارًا بنقل مقرها من القاهرة إلى تونس احتجاجًا على الخطوة المصرية. أبرز مواقف التطبيع التي شهدها نظام 3 يوليو انتقد الكثيرون بعض المواقف التي شهدها عهد النظام الحالي وتعامله مع معاهدة السلام ورأى البعض أنها تدعم فكرة التطبيع ومن أبرز هذه المواقف.. التطبيع بداية من كتب التاريخ أشادت الصحف الإسرائيلية والأمريكية بالتغيير الذي طال المناهج الدراسية فيما يخص معاهدة السلام، حيث أعلنت إحدى الصحف الإسرائيلية أن الكتب تطرقت إلى معاهدة السلام تطرقًا "صريحًا وموضوعيًّا"، وقد جاء فيها أنّ في معاهدة السلام منذ العام 1979 تقرّر انسحاب إسرائيلي كامل من سيناء التي تم احتلالها عام 1967 وكذلك انتهاء الحرب، وتم أيضًا اقتباس بند من المعاهدة ينصّ على أنّه ستكون بين الطرفين علاقات ثقافية سياسية واقتصادية ودّية. وأشارت صحيفتا هاآرتس وتايم أوف إسرائيل – إلى أنهما حصلتا على نسخة من الفصل الذي يتناول معاهدة "كامب ديفيد"، وهو مأخوذ من كتاب تدريس موضوع التاريخ والجغرافيا للصف التاسع (الثالث الإعدادي) والذي يوضح بنود اتفاق السلام التي جرى توقيعها في الولاياتالمتحدة عام 1979 بين الرئيس المصري أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيجن. كما أشار الكتاب حسب ما نقلته الصحف إلى أن مصر وإسرائيل قررتا "إنهاء حالة الحرب بينهما وحل الخلافات بالطرق السلمية"، وقال البند الثالث: "إنه يجب على كل طرف احترام سيادة الطرف الآخر واستقلاله"، ويذكر البند الرابع أن إسرائيل ومصر قررتا إقامة "علاقات صداقة"؛ حيث أضاف مؤلفو الكتاب أنه يترتب على ذلك إقامة علاقات "سياسية، اقتصادية، ثقافية". أما البندان الأخيران فيضيفان أن الأطراف اتفقت على الاستمرار بمواصلة المفاوضات بشأن إيجاد حل للقضية الفلسطينية بحسب ما نسبته الصحيفتان لراديو إسرائيل. ولفتت العديد من المواقع إلى أن مؤلفي الكتاب حرصوا على الإشارة إلى أن بيجن والسادات حصلا على جائزة نوبل للسلام في أعقاب توقيعهما على الاتفاق. في هذا السياق، قال زكى البحيري، أستاذ التاريخ بجامعة المنصورة وأستاذ تطوير المناهج، إنه منذ عهد مبارك وحتى يومنا هذا هناك توصيات خاصة بمعاهدة السلام داخل الكتب الدراسية، منوهًا بأن أغلب التوصيات كانت لمحاولة عدم إظهار إسرائيل في صورة العدو وعدم ذكر مصطلحات مثل العدو الصهيوني أو الاستعمار الأوروبي وغيرها من المصطلحات. وأشار البحيري في تصريحات ل"المصريون"، إلى أنه حتى الآن تعمل الدولة على إرضاء أمريكا وإسرائيل عن طريق حذف العبارات المشابهة وكأن ممنوع أن تقال الحقيقة لإرضاء الآخر، مشيرًا إلى أن إسرائيل تزرع وتبث روح العداء والكراهية في نفوس أبنائها سواء في المناهج الدراسية وفي شتى المجالات؛ حيث يتربون على فكرة أن العدو الأول لها هي مصر، متابعًا أن العملية سياسية أكثر من كونها علمية وتاريخية. زيارة عكاشة.. وإشارات التطبيع وكان لاستقبال النائب البرلماني توفيق عكاشة للسفير الإسرائيلي "حاييم كوريين" في منزله الكثير من الانتقادات ما اعتبره البعض خطوة جديدة للتطبيع، ليوضح عكاشة عبر حسابه على تويتر أن الجانب الإسرائيلي هو مَن سعى للزيارة بعدما طرح "توفيق عكاشة" كتابه الجديد "دولة الرب والماسونية"، وهم مَن قاموا بالاتصال به وطلب موعدًا لمناقشة بعد القضايا داخل الكتاب ووضح أنه قام بإخطار الأجهزة الأمنية داخل مصر بالزيارة، وقد جاء السفير إلى منزله بحراسة 22 ضابطًا، وتم النقاش في عدة قضايا داخل الكتاب منها حق المسلمين في حائط المبكى واغتصاب الصهاينة لها، فضلاً عن اتفاقية منظمة التجارة التي جعلت الصهاينة مالكي الأرض بنسبة 93% وبعض الخرائط والصور لشوارع تل أبيب والتي توضح أحقية المسلمين بالأرض. أما زيارة عكاشة فقد لقيت رفضًا شديدًا وانتقادًا بداية من واقعة اعتداء أحد النواب عليه وضربة بالحذاء ووصولاً إلى المطالبات بسحب عضوية مجلس الشعب منه والإحالة إلى التحقيق على أن يؤكد البرلمان تبرئته من لقاء عكاشة. في 13 نوفمبر 2014، جمع لقاء ثلاثي للملك الأردني عبدالله الثاني ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري ورئيس وزراء إسرائيل نتنياهو بالأردن ركز على مساعي تحقيق السلام والوضع في القدس، ومكافحة التطرف والإرهاب، وقيل إن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي "انضم إليه هاتفيًا"، إلا أن الجانب المصري لم يقف صامتًا أمام هذا الخبر وإنما أكد أن السيسي لم يتحدث مع نتنياهو. وأوضحوا أن المحادثة كانت مع الملك عبدالله الثاني الذي قام بنقل الكلام إلى نتنياهو، ليخرج المتحدث باسم الرئاسة، قائلاً: "الرئيس عبدالفتاح السيسي تلقى مكالمة هاتفية من ملك الأردن، خلال الاجتماع الذي عقده مع الرئيس الفلسطيني ورئيس الوزراء الإسرائيلي، ووزير الخارجية الأمريكي. حارة اليهود عبرت الصحف الإسرائيلية عن سعادتها البالغة بالمسلسل الذي يقدم الشخصية الحقيقية لليهودي كإنسان، كما اعتبرت الصحف أن المسلسل يقدم صورة اليهودي الطيب لا الشرير، كما كان يحدث سابقًا، وانتقد سياسيون المسلسل معبرين عن تخوفهم بشأن هذا التغير في توجه الدراما المصرية مقارنة بمسلسلات سابقة مثل "فارس بلا جواد" الذي سُحب على إثره السفير الإسرائيلي من القاهرة عام 2002، ما يفتح أبواب التساؤلات على مصراعيها عما يريد النظام الجديد ترسيخه في الوجدان الجمعي لشعب طالما تعامل مع اليهود على أنهم عدو تاريخي له. ورغم الانتقادات التي وجهت إلى المسلسل إلا أنه استمر في العرض وخرج النقاد ليؤكدوا أن المسلسل يصف حقبة تاريخية معينة كانت العلاقات بها بهذا الشكل ولا يسعى لتعزيز فكرة التطبيع. مواقف الرؤساء مع التطبيع انتعش التطبيع في عهد مبارك وبرزت مظاهره في العديد من الجوانب؛ حيث تم توقيع اتفاقية الكويز الاقتصادية وعاد السفير المصري إلى تل أبيب، وأطلق الجاسوس عزام متعب عزام ولعبت مصر دورًا مهمًا في اتفاقات التهدئة بين الفلسطينيين والإسرائيليين بعد تفاهمات شرم الشيخ ووقع اتفاق الغاز، وبعد أن كانت صادرات مصر لإسرائيل عام 1980 تصل إلى 12 مليون دولار في العام إذ بها عام 1996 تصل إلى 116.84 مليون دولار، وكانت وزارة الزراعة تصدر نحو 30 سلعة وتستورد من إسرائيل وحدها 46 سلعة زراعية وفواكه. ولم يختلف الوضع كثيرًا في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي رغم تخوف الشأن الأمريكي والإسرائيلي من وصول الإخوان للحكم في بادئ الأمر إلا أن الوضع اختلف فيما بعد، حيث وجه الرئيس المصري رسالة إلى نظيره الإسرائيلي والتي تعهد فيها بالمساعدة في إحياء محادثات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، بحسب ما ذكرت الصحف المصرية والإسرائيلية في هذا الوقت، وكانت رسالة الرئيس المعزول وقتها "أتطلع إلى بذل أقصى ما بوسعنا لإعادة عملية السلام في الشرق الأوسط إلى مسارها من أجل تحقيق الأمن والاستقرار لجميع شعوب المنطقة". وربما كانت النقطة الوحيدة التي ارتبكت فيها العلاقة بين نظام مرسي وإسرائيل، حينما أصدر قرارًا بسحب السفير المصري لدى إسرائيل ووجه مندوب مصر في الأممالمتحدة للدعوة لجلسة طارئة في مجلس الأمن للتباحث بشأن الاعتداء على أرواح الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطيني. فيما أذاعت الصحف الأمريكية والإسرائيلية عن خسارتها إبان الإطاحة بحكم جماعة الإخوان المسلمين، ونشرت الصحف وقتها أنهم فقدوا النظام الإخواني الذي حافظ بشدة على الأمن القومي الإسرائيلي رغم التخوفات منهم في بادئ الأمر. سياسى: تغييرات معاهدة السلام تتم بشكل ودى في هذا السياق، قال إكرام بدر الدين، رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن معاهدة السلام تكون ثابتة ولا تختلف باختلاف الأنظمة لذا فتعامل الرؤساء معها لا يختلف، مشيرًا إلى أنها تظل ثابتة إلا إذا حدث تغيرات فيتم ذلك باتفاقات ودية بين طرفي المعاهدة ولا يعنى ذلك تغيير المعاهدة. وأشار بدر الدين، في تصريحات ل"المصريون"، إلى أن العام الماضى قامت مصر باتفاق ودية مع الجانب الإسرائيلي لتعزيز القوات في سيناء لمكافحة الإرهاب، منوهًا بأن هذا تم بشكل ودي ولم يطرأ أي تغيير على المعاهدة. وتابع: أن مصر ملتزمة بالمعاهدة من حيث التعامل مع السفارات والتمثيل الدبلوماسي، مشيرًا إلى أنه أن الناحية الشعبية لا يمكن لمؤسسات الدولة منع المواطنين من السفر مثلاً إلى إسرائيل أو غير ذلك من مواقف التطبيع.