بهدوء شديد بدأ تنفيذ القرار الجمهوري رقم 75 لسنة 2016 والقاضي بتشكيل لجنة يرأسها المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء السابق، ومهمتها: «استرداد أراضي الدولة المنهوبة، والمقدرة بأكثر من 16 مليون فدان!». مصر يا سادة عاشت لعقود طويلة، ومازالت حتى اليوم، تعاني من عدم وجود نظام حقيقي وواضح وقابل للتطبيق يحدد أراضي الدولة ويحميها، ويوضح الملكيات ويحمي الملاك ويحافظ على حقوق الدولة، الأمر الذي لا يستقيم مع منطق كوننا نحن مصر.. من أقدم الدول المستقرة في هذه الدنيا!! ففي مصر المحروسة تتنوع وتتعارض.. بل وتتضارب طرق الملكية العقارية حتى تحول الأمر إلى «سيرك» مفتوح، وحقل ألغام تم حرق خرائطه!! تجمعت البيروقراطية والفساد والبلطجة وضعف الجهاز الإداري للدولة والمشكلات المتداخلة القانونية والقضائية والإدارية لتحيل ملكية العقار في مصر إلى «لغز الألغاز» الذي لا يعرف حله أحد!! هل سمعتم عن دولة يشكل حجم قضايا الملكية العقارية فيها 50% من إجمالي القضايا المنظورة أمام المحاكم؟! ثم يجرؤ المسؤولون على دعوة المستثمرين للاستثمار في قطاع العقار؟! ويتملكنا الغيظ والحسرة ونحن نرى «زحفاً» عربياً لتملك العقارات حول العالم، من أستراليا لأميركا وكندا.. مروراً بالبوسنة وأوروبا والمغرب وتركيا.. دون توقف كاف في محطة مصر المحروسة؟! حدثني صديق عن تجربته في شراء «شاليه» في الساحل الشمالي، وكيف اكتشف أن الغالبية العظمى من الوحدات لا يمكن تسجيلها، لأن الشركة المالكة للمنتجع لم تسدد كامل المستحقات للدولة؟! وآخر من الاصدقاء اشتكى مر الشكوى من فشل محاولته شراء قطعة أرض مستصلحة لاستحالة التسجيل.. فأولا يجب مراعاة مبدأ «مراضاة الأعراب» بصفتهم السكان الاصليين للصحراء!! ثم «الركض» وراء الأوراق في المحاكم، وهناك محامون متخصصون في ذلك، لينتهي الأمر بالسماح لك ب «وضع يدك» على الأرض، ووضع يدك الأخرى على خدك انتظارا لتقييم أجهزة الدولة لسعر الفدان.. فتدفع ثمن الأرض أكثر من مرة.. بل إنك حتى لا تملك الحق في معرفة السعر الذي ستدفعه، فهذا الأمر خاضع «لمزاج» اللجنة.. وأنت وشطارتك!! .. أما التعامل مع الشركات الكبرى والحجز في المشروعات «قيد الإنشاء» مع «التعهد» بالاستلام بتاريخ محدد فهو ضرب من ضروب الخيال، ولن تجد من يحميك من ابتزاز الشركة التي تتأخر في موعد التسليم، وتتنصل من الشروط، وتأخذ حقها كاملا.. و«تتمنى» عليك أن تلجأ إلى القضاء حتى تعيد لك أموالك التي دفعتها بعد 10 سنوات.. وبالتقسيط الممل.. دون أن تجد من يحميك!! .. وغداً نكمل الحديث.. بإذن الله. وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء. Twitter: @hossamfathy66 Facebook: hossamfathy66 Alanba email ID عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.