إذا كان قرار البرلمان المصرى إسقاط عضوية توفيق عكاشة من البرلمان بسبب التطبيع مع إسرائيل.. فإن ذلك يعتبر قرارًا خطيرًا، ويعنى إعلان الحرب على إسرائيل فى اليوم التالى. فالبرلمان.. ليس برلمان بوريكينا فاسو.. وإنما برلمان مصر الرسمية التى وقعت اتفاقية صلح وسلام وتطبيع ومحبة وود مع الكيان الصهيوني.. فكيف "نصدق" مسرحية خروج عكاشة لأنه التقى مع السفير الإسرائيلي؟! فى تقديرى أن واقعة اعتداء النائب كمال أحمد على عكاشة ب"الجزمة"، كانت هى الأخطر والأجدى بالعقاب وإسقاط العضوية: فالتطبيع "تحصيل حاصل".. وتبجيل "نتنياهو" مدون فى الخطابات السيادية.. والكلام العنترى عن "التطبيع الحرام".. فليستأسدوا به على من هم أكبر من عكاشة ويملكون قرار إلغائه أو الإبقاء عليه. الآن طُرد عكاشة من البرلمان.. فيما لا يزال يرفل فى نعيمه النائب الذى ضرب زميله بالجزمة!! بل طالبوا بحفظ الجزمة فى متحف التحرير.. بوصفها إبداعًا مصريًا غير مسبوق، نتركه للأجيال القادمة، ليتعلموا الأخلاق الحميدة من دولة ال 10 آلاف سنة حضارة!! من الصعب أن تجد مصريًا، يقتنع بأن وطنية النواب "نقحت" عليهم زيادة.. بسبب تطبيع عكاشة.. فالمجلس ولأول مرة كان كامل العدد.. فى مشهد لا يخول من إشارات بأن هناك من ساقهم بعصاه وحشدهم لهذا العمل "البطولي".. ليضاف إلى سلسلة انجازات عصر "الكفتة" لإسعاد المصريين المعذبين بنار الغلاء: فليضحكوا ويفرفشوا.. قبل أن يقتلهم الفقر والجوع والمرض. صورة المشهد الأخير مبعثرة.. وربما يجرى تجميعها فى الأيام القادمة.. لاحظ هنا أنه فى اليوم التالى من تصفية عكاشة.. بدأ التمهيد لتنظيم الصفوف ورد الصاع.. والضغط على الخصم لتسجيل هدف فى مرماه.. بعد أن منيت "الجهة" التى تساند عكاشة بهدف فى مرماها بطرد الأخير من البرلمان. فى اليوم التالي.. بدأت صحف محسوبة على التيار الأمنى الإماراتى فى مصر، بتنظيم حملة على النائب المثير للجدل مرتضى منصور.. ونشرت مانشيتات بعرض الصفحات الأولى، للتحريض عليه، وتصفيته سياسيًا ومعنويًا، ونشروا سيرته المهنية أيام كان يعمل قاضيًا.. وهى فى مجملها نالت منه بشكل فج وفظ وصريح.. وكأن من كتبوها لا يخشون تاريخ الرجل، فى مطاردة خصومه والإجهاز عليهم بالضربة القاضية.. خاصة وأن ما نشر يعد سبًا وقذفًا صريحًا، لن يجد منصور أية مشقة فى سوق من كتبوا ونشروا إلى غياهب السجون. ولكن يبدو أن تلك الصحف واثقة من تظبيط المسائل.. وتسليك المتهمين، وتأمين خروجهم من القضية سالمين غانمين. يبدو أن جهازًا ما "محروق دمه" من تصفية واجهته الإعلامية "عكاشة".. فلم يضيع الوقت.. وبادر فى التحضير للرد على "أبو الزمل" بتصفية أداته الباطشة فى الإعلام وفى غيره: مرتضى منصور.. يعنى واحدة بواحدة!! ولكن مرتضى سيكون عصيًا على الإقصاء.. لأنه يختلف عن عكاشة، فالأخير تجاوز خطوطًا حمراء.. ومناطق "محرمة".. فيما لا يزال عكاشة يضرب فى مناطق ما فوق الحزام وهى مناطق تتسامح معها السلطة، وبل تستخدمها أحيانًا فى تأديب العصاة.. يعنى على من تلقى الهزيمة أن يبحث عن فريسة أخرى.. أو عليه أن يكظم غيظه وغضبه، إلى أن يقع مرتضى فى "غلطة" تجعله صيدًا سهلاً.. ولكن المشكلة هى أنه قد بات من المشكوك فيه، أن يسعف الوقت وطول الانتظار من هزموا على جبهة توفيق عكاشة.. فالأيام حبلى بمفاجآت كبيرة وصادمة. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.