يا أخى أنا قلت لك من قبل: قم فى فم الدنيا وحى الأزهرا, وسأقولها, ولو أملك صوتا لغنيتها.. ويوم غاب الأزهر غابت مصر, ويوم كان الأزهر كانت مصر, وأبى أزهرى وكم تمنيت لو كنت أزهريا, وفى معرض الكتاب أرجوك: ابحث عن رائعة جلال كشك(ودخلت الخيل الأزهر) لتعرف ما معنى الأزهر, وما موقعه من الإعراب فى الذاكرة المصرية.. وطبعا لازم وواجب ولابد من أن تقرأ رائعة شوقى فى مديح الأزهر, ويا سلام لو علمتها أولادك, حتى يحلقوا باللغة والشعر مع أمير الشعراء, ويسرحوا بخيالهم الطازج فى سماء التاريخ, تخيلوا حتى اللبس الأزهرى وصفه شوقى بالمدح والفخر ويقول عن شيوخه: كانوا أجل من الملوك جلالة/ وأعز سلطانا وأفخم مظهرا//لما جرى الإصلاح قمت مهنئا / باسم الحنيفة بالمزيد مبشرا// وهذه تهنئة بعد ألف عام، حيث عاد الأزهر ثانية لنا, وقبل ألف عام كانت عودته الأولى بعد أن بناه الشيعة الفاطميون ليكون منبرا لنشر التشيع, لكن الله سلم ولطف بمصر وبالمسلمين, فأرسل إلى أرض الكنانة نسرا فى صورة رجل واسمه صلاح الدين, ليقيم لنا صحيح الدين, ويعيد الأزهر لسيرة الأولين, منارة للسنة وخزانة للأدب واللغة والعلوم. واليوم عاد الأزهر لنا, بعد ستين عاما من تأميم الأزهر وتأميم أفواه مصر كلها على يد ضباط يوليو.. وقد وافق مجلس الوزراء, على مشروع مرسوم بقانون لانتخاب شيخ الأزهر بالاقتراع السرى، من خلال هيئة كبار العلماء بالأزهر، ممثلة فى مجمع البحوث الإسلامية حالياً, لحين عودة هيئة كبار العلماء التى شكلت فى السابق شوكة فى جنب النظام. اليوم عاد الأزهر, ولا يجب الاستماع إلى محاولات الاصطياد فى الماء العكر, من قبيل كلام البعض أن ذلك القانون هو استباق لكلمة مجلس الشعب القادم,أو هو محاولة للوقوف ضد بعض فصائل التيار الإسلامى, فالتياران الأساسيان وهما السلفيون والإخوان المسلمون, لهما قربى وصلة رحم علمية بالأزهر, بل منهم الأزهريون, ومن الأزهر إخوان وسلفيون.. ولو تذكرون كيف كان المشهد رائعا قبل شهور حينما استقبل الإمام الأكبر وفدا من الإخوان يتقدمهم المرشد الدكتور محمد بديع, ثم وفدا من السلفيين على رأسهم ورأسنا الشيخ محمد حسان. فهنيئا لنا عودة الأزهر, وأعتقد أن الخطوة التالية هى إعادة الاعتبار لكليات الشريعة واللغة العربية وأصول الدين, فتلك هى عمدة الجامعة الأزهرية, مع التوسع أو مضاعفة عدد الطلاب الوافدين من كل الدنيا إلى أزهر أم الدنيا, ومعها خطوة مهمة للغاية وهى استمرار مد الأيدى للتقارب بين علماء الدين فى مؤسسة الأزهر, ومن خارجه خاصة من السلفيين.. فالأصول الجامعة أشد رسوخا من فروع خلافية, والخلاف هو سنة كونية, فلا خصام يا أولى الأفهام. [email protected]