... أدخلتني وثيقة الأزهر إلى رواق الصعايدة.,وقم في فم الدنيا وحي الأزهرا/وانثر على سمع الزمان الجوهرا.,وقم في ميدان التحرير وغني وثيقة الأزهر الشريف الراقية كرقيه ,وهي منشورة وتدعو "لتأسيس دولة وطنية حديثة تفصل بين سلطات الدولة ومؤسساتها القانوينة الحاكمةو سلطة التشريع بها لنواب الشعب شريطة أن تكون المبادئ الكلية للشريعة هي المصدر الأساس للتشريع، وبما يضمن لأتباع الديانات الاحتكام إلى شرائعهم الدينية فى الأحوال الشخصية,وتدعو الوثيقة إلى اعتماد النظام الديمقراطي، القائم على الانتخاب الحر المباشر، الذي هو الصيغةَ العصرية لتحقيق مبادئ الشورى الإسلامية. وتؤكد الوثيقة الالتزام بمنظومة حريات الفكر والرأي، و اجتناب التكفير والتخوين واستغلال الدين، كما تؤكد على الالتزام بالمنجزات الحضارية,وتحرص على صيانة كرامة الأمة المصرية والحفاظ على عزتها الوطنية، و على صيانة حرية التعبير والإبداع الفني والأدبي في إطار منظومة قيمنا الحضارية الثابتة." قرأت الوثيقة فوجدتني أبتعد عنها إلى وثائق شموخ الجامع وتراجم رجاله الرائعين,وأدخلتني الوثيقة دنيا الله في تاريخ مصر,فركبت آلة الزمن مع محمد جلال كشك في كتابه (ودخلت الخيل الأزهر)وتذكرت كيف كان الجامع وكيف كان رجاله وطلبته,وكيف كان هؤلاء الطلبة هم النخبة,فللأزهر تاريخ مزهر,وبالأزهر ورق أصفر/فواح العلم وناصع البيان لمن أبصر,وللأزهر حظ من قامات الرجال,ولمصر غضبات حمراء دموية حينما مس الفرنسيس الأزهر . وطفلا كنت ,وكنت مسحورا بأيام طه حسين وهو يشق طريقه باتجاه الأزهر الشريف,وكبيرا كنت وكنت مندهشا وأنا أقرأ يوميات مجاور,وقزما كنت وكنت متفاخرا وأنا أقرأ سير أعلام نبلاء بلادي ممن تخرجوا في الأزهر الشريف,واخلع حذاءك إنك على باب الأزهر الشريف و تمايل برأسك ذات اليمين وذات الشمال وارفع صوتك وأنت تستعيد بعضا من أروع ما صدق فيه أحمد بك شوقي, وكان بزمنه رمزا للنخبة-قارن بين نخبة زمان وخيبة الآن- وكان للسلاطين والأمراء أبهة ومهابة وكثيرا ما مدحهم شوقي ,لكن تأمل كيف وصف مهابة وهيبة وعمامة وقفطان وجناب شيوخ الأزهر:كانوا أجل من الملوك مهابة /وأعز سلطانا وأفخم مظهرا/ زَمَنُ المَخاوِفِ كانَ فيهِ جَنابُهُم / حَرَمَ الأَمانِ وَكانَ ظِلُّهُمُ الذَرا/يعني كان الأزهر على طول تاريخ الخوف والظلم هو الملجأ والحرم الآمن الذي يأمن فيه المظلوم ويطمئن. أعادتني وثيقة الأزهر لمصر التي طالما حلمت بها,ولو حسبنا منجزات الثورة,فإن بدأ الأزهر في العودة لمكانته من أهم المنجزات,فحسبما جاء بالوثيقة" تأييدُ مشروع استقلال مؤسسة الأزهر، وعودة ” هيئة كبار العلماء” واختصاصها بترشيح واختيار شيخ الأزهر، والعمل على تجديد مناهج التعليم الأزهري؛ ليسترد دوره , مع اعتبار الأزهر الشريف هو الجهة المختصة التي يُرجع إليها في شؤون الإسلام وعلومه وتراثه واجتهاداته الفقهية والفكرية الحديثة"فشكرا للثورة القديمة التي طردت الفرنسيس من صحن المسجد,وجزيل الشكر لثوار يناير الذين أعادوا للصحن لمعان رخامه وبريق رجاله. [email protected]