40% من جسور مصر مهددة بالانهيار

تاريخ ممتد وسيرة ذاتية حافلة بانهيار الكباري في العديد من المحافظات ، كان آخرها ما شهده كوبرى "محلة روح" الجديد على طريق طنطا المحلة أمس، من هبوط جزئي وهبوط في الأسفلت وشروخ وانهيار جزئي في الحوائط الساندة في المطالع والمنازل، مع العلم أن الكوبرى تم افتتاحه قبل عدة أسابيع وما زال في مرحلة التشغيل المبدئي تحت إشراف الإدارة الهندسية بالقوات المسلحة.
هذا الحادث سبقه قبل أسابيع قليلة، حادث أقوى إلى حد كبير عندما انهار كوبري طريق مدينة سوهاج الجديدة "الكوامل"، الواصل بين مدينة سوهاج القديمة وسوهاج الجديدة، التي تقع بها جامعة سوهاج بمقرها الجديد، وكذلك طريق مطار سوهاج الدولي والطريق الصحراوي الغربي السريع، وهو الأمر الذي أثار العديد من علامات الاستفهام كون أعمال الإنشاءات في الكوبري حديثة للغاية فلم يمض على افتتاحه سوى 7 أشهر فقط.
الأمر كذلك ليس متعلقاً بالكباري الحديثة فقط، فوفقاً لتصريحات اللواء عادل ترك رئيس الهيئة العامة للطرق والكباري، للصحف أمس ، فإن هناك أكثر من 700 كوبري في مصر مهددين بالانهيار، وهي تمثل 40% من الكباري في مصر من إجمالي 1706 كباري تتجاوز قيمتها السوقية الحالية 250 مليار جنيه بحسب ما ذكر موقع صحيفة هافينتجون بوست .
مسلسل الحوادث المتتالية لانهيار الكباري سواء كلياً أو جزئياً في مصر والتي تعد بالعشرات، خاصة أن معظم حوادث انهيار الكباري في الآونة الأخيرة هي لكباري حديثة الإنشاء أو الترميم، الأمر الذي دفع "هافينغتون بوست عربي" إلى محاولة التعرف على الأسباب الحقيقية وراء هذه الانهيارات، والتي تسببت في خسائر فادحة في الأرواح والأموال، في ظل اتهامات موجهة لهيئة الطرق والكباري التابعة لوزارة النقل، والإدارة الهندسية للقوات المسلحة باعتبارها المشرف على كل الكباري الحديثة التي أعلن عن انهيارها، بالفساد والإهمال واستغلال الطرق والكباري للتربح والكسب.
من المتهم!
الدكتور عثمان عبدالرحمن، أستاذ وخبير الجسور والكباري في جامعة القاهرة، قال ل " هافينغتون بوست عربي" انهيار الكباري الحديثة يشوبه الكثير من علامات الاستفهام، ومدعاة لتوجيه أصابع الاتهام لكل القائمين على عمليات التنفيذ والإشراف بالفساد والإهمال، ويجب أن تُتخذ ضدهم الإجراءات القانونية الرادعة، خاصة أن يمكن أن ينتج عن انهيار الكباري كوارث إنسانية، وذلك إلى جانب عدم إجراء اختبارات التحمل المطلوبة، مطالباً بإجراء مراجعة شاملة لكل الكباري التي قامت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بالإشراف عليها على مدار العامين الماضيين وتعيين لجنة متخصصة على الفور للقيام بهذه المهمة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه".
الصيانة منعدمة
أما بالنسبة لانهيار الكباري القديمة، فيوضح الدكتور عبدالرحمن، أن منظومة الصيانة في مصر تكاد تكون منعدمة ولا توجد ميزانيات مخصصة للصيانة والتجديد والإحلال لأغلبية الكباري، وهو ما يلاحظ في جميع المنشآت على مستوى القطر المصري وليس الكباري فقط، وهو ما يعجل بالتالي بانتهاء العمر الافتراضي لهذه المنشآت، كما يؤدى لعيوب جسيمة للغاية يصعب معالجتها بعد ذلك، مشيراً إلى أنه بالإمكان باستخدام ملايين قليلة الحفاظ على منشآت بعشرات المليارات.
يذكر أن التحقيقات الأولية في معظم حوادث انهيار الكباري في الفترة الأخيرة كشفت عن وجود مخالفات كبيرة وأخطاء هندسية في عملية البناء، إضافة إلى وجود أخطاء في التصميم، وهو ما يؤكد صحة الاتهامات بوجود شبهة فساد.
ووفقاً لإحصائيات عن وزارة النقل فهناك 25 كوبري متدهور بمحافظة كفر الشيخ و18 بالغربية و8 بالبحيرة و6 بالدقهلية و8 بالمنوفية، وجميعهم بحاجة لصيانة عاجلة، بتكلفة ملياري جنيه، إلى جانب ما أعلنته الوزارة عن خططها لإنشاء 2500 كوبري خلال السنوات العشر المقبلة .
وفيما يلي نرصد أبرز حوادث انهيار الكباري في عدد من محافظات مصر إلى جانب الحادثين الأخيرين في المحلة وسوهاج المذكورين في بداية التقرير:
كوبري المنيل- المنصورة
في منتصف يونيو 2015 انهار جزء من كوبري المنيل على طريق المنصورة-جمصة، على الرغم من أنه لم يمر على بنائه سوى أشهر قليلة مما أدى لانقلاب ثلاث سيارات أثناء المرور عليه.
كوبري طريق قليوب
انهار كوبري علي طريق قليوب منذ ما يزيد عن شهرين، وتسبب في شلل بالطريق الزراعي.
كوبري الأورمان
انهار كوبري الأورمان علي طريق المنصورة في إبريل 2015، عقب انقلاب إحدى الشاحنات فجأة على جانبها الأيسر ليظهر من تحتها الكوبري المنشق من الجانب الأيسر.
كوبري دمياط يتهاوي
انهيار جزء من كوبري دمياط التاريخي نتيجة تعرضه لعدة سرقات وتدمير بعض أعمدته.
كوبري منصور
انهيار كوبري منصور بالمرج في 2014 عقب نشوب حريق بالعشش أسفل الكوبري المعدني المخصص لعبور السيارات.
سقوط كوبري تحت الإنشاء
في الإسماعيلية وبالتحديد في قرية الضبعية سقط كوبري تحت الإنشاء يصل بين طرفي القرية، نتيجة لسوء تقدير حمل الكوبري.
حملة متأخرة
هذا الوضع والتخوفات من حوادث مماثلة في ظل الحالة المتردية لأوضاع الكباري في مصر دفع وزارة النقل ممثلة في الهيئة العامة للطرق والكباري إلى إطلاق حملة لصيانة وفحص الكباري القديمة على كافة الطرق التابعة للوزارة، كما أعلنت الهيئة أنها تمتلك سيارة حديثة ومتطورة لفحص الكباري النيلية والتي كان يصعب صيانتها وفحصها بشكل جيد.