"أحد أكبر الكوارث العربية"، هكذا وصفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية استقالة نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدولة العربية، قائلة إن الرجل الذي شعب منصبه مع بداية الربيع العربي، كان شاهدًا على حروب دموية بين السنة والشيعة، ويترك منصبه مخلفًا ورائه عالمًا عربيًا يعاني الانقسام والتفتت. وذكرت أن هذه الخطوة من قبل العربي تم تفسيرها وقراءتها كمؤشر وشهادة على اليأس الذي يخيم على العالمين العربي والإسلامي الذين يشهدان انقساما أكثر من أي وقت مضى؛ لافتة إلى أن استقالة أمين الجامعة العربية تأتي في وقت يتطاحن ويتقاتل فيه العرب والمسلمون بكل أنحاء الشرق الأوسط مع بعضهم البعض، وانقسامهم إلى معسكرين؛ الأول سني بزعامة السعودية والثاني شيعي علوي بقيادة إيران. وذكرت أن "العربي يعين في منصبه عام 2011، أي في بداية أحداث الربيع العربي والذي بدا وقتها أنه سيجلب الديمقراطية وظروف حياة كريمة لمجتمعات وشعوب جامعة الدول العربية، لكن فعليا أدى هذا الربيع إلى انهيار مصر اقتصاديا، وحرب أهلية في سوريا، واشتباكات دموية في لبنان وخراب اليمن ودول أخرى". وأشارت إلى أن "العربي حل محل عمرو موسى، المصري أيضا، وخلال شغله منصبه جرت معارك لفظية بين قيادات الدول في الجامعة العربية على خلفية الحروب الدائرة في منطقة الشرق الأوسط"؛ لافتة إلى أنه "خلال توليه وظيفته، تلقت الجامعة انتقادات شديدة بسبب عدم قدرتها على تقديم حل للأزمة السورية، والصراع الفلسطيني الإسرائيلي". وعن موقفه من إسرائيل، قالت يديعوت إن "العربي عرف كشخص له مواقف معارضة لإسرائيل"، مضيفة أنه "من بين المرشحين لخلافته، وزيري الخارجية المصريان أحمد أبو الغيط وسامح شكري". وختمت قائلة: "قبل إعلان العربي عدم استمراره في وظيفته بأيام، كان هناك مؤشر أخر على ما يشهده العالم العربي والإسلامي من كوارث،بإعلان دولة المغرب عدم استضافتها القمة العربية السنوية لجامعة الدول العربية، وكان التفسير الرسمي من قبل المغرب مثيرا للذهول، وهو عدم وجود فائدة فعلية من نشاطات الجماعة وعدم رغبة المملكة في إعطاء انطباع خاطئ أن العرب متحدون.