صدر عن دار الآفاق العربية كتاب جديد بعنوان "خطاب الداعية بين الأصالة والمعاصرة"، للداعية الشيخ سمير حشيش. اعتمد الكتاب طريقة متميزة في معالجة الأهداف التي هو بصددها، وهي طريقةٌ مزاوِجةٌ بين التنظير والتدريب، فيها جزء تعريفي قائم على التنظير، وفيها جزء عملي قائم على التدريب. يتكون الكتاب من 3 فصول: الأول به عدة محاور "دور الداعية في المجتمع، آثار التصور القاصر لدور الداعية، بعض ملامح وضوابط دور الداعية في المجتمع، بعض مواصفات الخطبة المثالية، بعض المحاذير في الخطبة". والفصل الثاني عن طرق تحضير الموضوعات: "أولا: المسار التجميعي أو الطريقة التجميعية، ثانيا: المسار التحليلي أو الطريقة التحليلية، ونماذج لطرق التحضير، نموذج للمسار التجميعي أو الطريقة التجميعية، ونموذج للمسار التحليلي أو الطريقة التحليلية". أما الفصل الثالث فيشمل نماذج من الخطب الكاملة، ونماذج لخطب في صورة عناصر وشواهد، ونماذج لخطب لبعض المناسبات مثل الإسراء والمعراج، وتحويل القبلة، وشهر رمضان، والحج. ويشمل الفصل أيضًا نماذج لخطب كاملة في سلاسل مثل سلسلة أعمال القلوب، وسلسلة تصحيح مفاهيم، وسلسلة آفات اللسان، وسلسلة أسماء الله الحسنى. يقول المؤلف في كتابه: "في الجزء النظري صغت ملاحظاتي – من خلال الممارسة الشخصية ومن خلال متابعة العاملين في مجال الدعوة - في صورة عناصر سهلة ومختصرة ومباشرة وعملية وواقعية، وسقت لها الأمثلة من الواقع ما أمكنني ذلك". وأضاف: "وجاء جل هذه الملاحظات متعلقا بجانب المنتج الدعوى - خطبة أو موعظة أو محاضرة - لأن الحاجة إلى ذلك في تقديري أكثر إلحاحًا.. وقد ركزت هذه الملاحظات على جانب الخطبة المنبرية باعتبارها أشهر وسائل الدعاة وأكثرها انتشارا وأشدها توقيرا واحتراما لدى الجماهير بحكم ارتباطها بفرض الجمعة". وتابع: "ثم أتبعت ذلك بالفصل الثاني، وضمنته طرق تحضير مادة الخطبة وترتيبها، وحتى الإلقاء وطريقة العرض، وقد هداني الله تعالى إلى التنظير لطريقتين في تحضير الخطبة، وهما مساران كل منهما له ما يميزه، وله ما يناسبه من الموضوعات، سائلا الله تعالى الهداية والرشد والقبول.. وقد أسميت الطريقة الأولى، وهي الأكثر مباشرة والأقرب -خاصة للدعاة المبتدئين- الطريقة التجميعية أو المسار التجميعي.. ثم أعقبت ذلك بالطريقة الثانية، وهي تحتاج لمهارات أعلى من الطريقة الأولى، وأسميتها الطريقة التحليلية أو المسار التحليلي.. أما الفصل الثالث فضمنته نماذج عملية القصد منها –إضافة لتوفير مادة خطابية تساعد الخطيب- التدرب على الخطبة من أول اختيار الموضوع وتحديد العنوان.. وعن أهداف الكتاب، قال "حشيش" إنه "يهدف إلى تدريب الداعية ليربي في نفسه ملكة الإبداع في الموضوعات، عناوينَ ومداخلَ ومقدماتٍ وعناصرَ ومعالجةً ونتائجَ، ومن أين يأتي بالجديد في كل مرة مع ملامسة الواقع بالإسقاطات حتى يقبل عليه الناس ينهلون منه لما يرون من قدرته على التوغل في فروع ونشاطات حياتهم بواقعية وموضوعية، واقتراح بعض موضوعات يعالجها الداعية مع بيئته، وتكون إن شاء الله متعددة ومتنوعة، بحيث تكون للداعية معينا ينهل منه فترة ممتدة، خاصة أن بعض النماذج المقترحة يمكن تقسيمها إلى خطبتين أو أكثر، وإن التزم بما يقترح عليه في طريقة التحضير والمعالجة فستتولد عنده إن شاء الله الملكة التي نريد تنميتها ورعايتها".