المدير التنفيذى ل"تحيا مصر" يكشف ل "المصريون" السر وراء مبادرة الرئيس حقوقى: "الاقتصاد لا يبنى على تبرعات" شكر الله ل "الرئيس": "فلوسنا راحت فين" سياسي: "الحوار الوطنى هو الحل لمصلحة الرئيس" جمال عيد: "مبادرة صبح على مصر بجنيه لا تصح من رئيس جمهورية"
تحولت مبادرة "صبح على مصر بجنيه" من مجرد دعوة من الرئيس عبدالفتاح السييسى لحث المصريين للتبرع للبلاد، إلى كشف حساب وجهه السياسيون للرئيس، متسائلين أين ذهبت أموال التبرعات السابقة؟ خاصة أن "صبح على مصر بجنيه" لم تكن المبادرة الأولى من نوعها، حيث سبقها مبادرة الرئيس لتوفير نصف مليار جنيه شهريًا، والتى انتقدها الكثيرون واتخذها نشطاء موقع التواصل الاجتماعى محل سخرية، حيث دعا الرئيس عبد الفتاح السيسى لهذه المبادرة خلال مؤتمر استراتيجية مصر للتنمية المستدامة 2030، لتساهم فى دعم الاقتصاد بكل أشكاله.
ووجه الرئيس انتباه الحاضرين إلى أن المبادرة تختلف عن صندوق تحيا مصر، الذى يدعم المشروعات القومية والحرجة مثل العشوائيات التى تعانى منها البلاد، مشيرًا إلى أن المبادرة تستهدف أكثر من 15 مليون مواطن يستخدمون الموبايل.
جدير بالذكر أن "مبادرة صبح على مصر بجنيه" لم تكن هى المحاولة الأولى من نوعها لسد العجز والديون عن مصر فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث لم تمر أيام على رئاسته ليتحدث عن تبرعه بنصف ثروته لصالح مصر لتتوالى تصريحات الوزراء والمحافظين وكثير من المسئولين بتبرعهم بنصف راتبهم تفعيلًا لمبادرة الرئيس، وكمحاولة من الجميع لدعم الاقتصاد المصري، حتى أعلن البنك المركزى أن رقم حساب التبرع «037037»، أصبح مخصصًا لتلقى تبرعات المواطنين فى هذا الشأن.
بدت مبادرة "اتبرع بنصف راتبك" وكأنها لم تف بالغرض فخرج الرئيس بمبادرة جديدة تحمل اسم "صندوق تحيا مصر"، والذى جاءت فكرة إنشائه بمبادرة من رئيس الجمهورية بموجب القانون رقم 84 لعام 2015، بهدف معاونة أجهزة الدولة فى إقامة مشروعات خدمية وتنموية تساهم فى دعم التنمية الاجتماعية والاقتصادية بالدولة، وباعتبار الصندوق الاجتماعى للتنمية أحد أهم شبكات الأمان الاجتماعى المتخصصة فى التنمية البشرية والمجتمعية.
تواردت الأنباء وقتها عن قيام صندوق تحيا مصر بتوفير التمويل اللازم لعدد من المشروعات القومية الخاصة بإقامة وتنمية المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر وتنفيذها بالتعاون مع الصندوق الاجتماعى للتنمية للاستفادة من خبراته التراكمية فى مجال تمويل هذه النوعية من المشروعات. فى هذا السياق، كشف محمد عشماوى، المدير التنفيذى لصندوق تحيا مصر، عن تفاصيل خاصة بمبادرة "صبح على مصر بجنيه"، مؤكدًا أن رسالة الموبايل التى أعلن عنها الرئيس عبد الفتاح السيسى من خلال مؤتمر استراتيجية مصر للتنمية المستدامة 2030 بسعر جنيه، لم تكن قيمتها جنيهًا واحدًا، إنما خمسة جنيهات، مشيرا إلى أنها حققت فى الساعة الأولى ما يقرب من 300000 جنيه.
وأشار عشماوى فى تصريحات ل"المصريون"، إلى أن أموال مبادرة "صبح على مصر بجنيه" مصيرها صندوق تحيا مصر، لأن الصندوق واجه ركودًا كبيرًا الفترة السابقة وشهد عدم إقبال من المصريين للتبرع، خاصة بعد أزمة أمناء الشرطة وغيرها من الأمور، منوها بأن الرئيس قام بهذه المبادرة لتنشيط صندوق تحيا مصر "لأن الناس نسيوه"، على حد تعبيره، متابعًا، أن هذه الأموال تتوجه إلى مشاريع الطرق والكبارى وغيرها من الأمور.
وانتقد جمال عيد، مدير الشبكة العربية لحقوق الإنسان، مبادرة الرئيس "صبح على مصر بجنيه"، رافضا أن تطرح الفكرة من رئيس جمهورية، مشيرًا إلى أنه لا يوجد اقتصاد مبنى على تبرعات.
وأشار عيد، فى تصريحات ل"المصريون"، إلى أن الاقتصاد لا يبنى على تبرعات وإنما على صناعة وتنمية وديمقراطية حقيقية، لافتا إلى أنه لا يليق أن يتحول اقتصاد بلد لسخرية بسبب فكرة "تبرع ولو بجنيه".
ومن جانبها، علّقت الدكتورة هالة شكر الله، رئيس حزب الدستور السابق، على دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى للمصريين، بأن يصبّحوا على مصر كل يوم بجنيه، قائلة: "لو على الجنيه ندفعه، بس قولولنا الأول فلوسنا راحت فين".
وأضافت شكر الله، فى تدوينة لها على حسابها بموقع التواصل الاجتماعى "تويتر": "لو كان على الجنيه ندفعه، بس قولولنا الأول ضريبة المبيعات والدمغات، أو فلوس الضرايب والتأمينات اللى راحت، دى مش بتحل المشكلة ليه؟".
وعلى صعيد آخر قال حسن نافعة، الرئيس السابق لقسم العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن مبادرة "صبح على مصر بجنيه" التى تحدث عنها الرئيس تؤكد أن الأوضاع الاقتصادية ليست على ما يرام، مشيرا إلى أن المرحلة حرجة لانخفاض الاستثمارات الخارجية وانخفاض دخل السياحة وقصور الصادرات، فهو يوجه نداءً للمصريين للمساهمة فى ذلك.
وأشار نافعة، فى تصريحات ل"المصريون"، إلى أن مساهمة المصريين ليست الحل الوحيد لحل الأزمة لأن أثره محدود، مؤكدا أن الوضع يتطلب التصدى للفساد وإعادة هيكلة النظام الاقتصادي، ليسمح بانطلاقه لأن الدولة لن تعمل بجزء من المصريين.
وتابع نافعة، أن العصبية التى بدا عليها الرئيس فى خطابة قد تؤدى إلى تفاقم الأزمة، لذا لا بد من الحوار الوطنى لمصلحة الرئيس، مشيرًا إلى ضرورة اختيار حكماء للتحاور من أجل إنهاء الأزمة.