تحول مجلس النواب لما يشبه ساحات ل"الردح" بين أعضائه.. فأحدهم تطاول على إحدى زميلاته ب"السب" وثانٍ طالب بزيادة المكافآت، وثالث طالب ببدل وجبة، وآخر يجمع التوقيعات لغلق برنامج لإحدى الفضائيات، دون النظر إلى مهامه الأساسية، ومراعاة مشاكل الدولة، وتخفيف العبء على عاتق المواطن البسيط، وهو ما استنكره خبراء معتبرين تصرفاتهم محاولة ل"تصفية حساباتهم". وترصد "المصريون" أبرز النواب الذين يستخدمون البرلمان لمعاركهم الشخصية. توفيق عكاشة وسعيد حساسين هاجم توفيق عكاشة، عضو مجلس النواب، سعيد حساسين، عضو مجلس النواب قائلًا: "أقسم بالله ماهسيب سعيد حساسين، بيقول عليا أنا كلب، وفاتح قناته للهجوم على أهالي دائرتي". وأوضح عكاشة، أنه كان متوجهًا لضرب حساسين بمجلس النواب، إلا أن النائب محمود خميس، منعه، مضيفًا أن هضربه، حتى لو سيتم إسقاط عضويتي، أو حتى يضربوني بالنار.. سعيد حساسين تسبب في إصابة 14 رجلاً بالعقم بسبب الأعشاب التي يصنعها، ورفعوا 14 قضية ضده. مرتضى منصور وعمرو أديب جمع النائب مرتضى منصور، رئيس نادي الزمالك، توقيعات مجلس النواب للمطالبة بإغلاق قناة أوربت الفضائية؛ على خلفية وصف الإعلامي عمرو أديب للشعب المصري بأنه يعوي، خلال تناوله لواقعة الدرب الأحمر التي راح ضحيتها سائق بطلق ناري من أمين شرطة. وكان منصور، قد هاجم خلال جلسة البرلمان، الأحد الماضي، القناة ومذيعها بشكل مباشر، خلال مناقشة أزمة أمناء الشرطة في الجلسة العامة بالمجلس، قائلاً: في قناة تمويلها سعودي وفيها مذيع مصري، مما تسبب في مشادة كلامية بينه وبين النائب أحمد سعيد، بائتلاف دعم مصر، الذي اتهم مرتضى بأنه يستغل وجوده لتصفية حسابات شخصية. مرتضى منصور والنائبة هالة أبو السعد قالت هالة أبو السعد، عضو مجلس النواب عن كفر الشيخ، إن النائب مرتضى منصور هددها صراحة، قائلا: “أنا مش هسيبك.. وهتشوفي”، مشيرة إلى أنها أثبتت ذلك بمحضر الجلسة رقم 23. أوضحت أبو السعد، أن البرلمان ليس مكانًا لتصفية الحسابات الشخصية، وأن هناك أولويات هامة تحكم أداءهم تحت القبة، مضيفة أن المواطنين خارج البرلمان ينتظرون إنقاذ حياتهم وتحسين أوضاعهم. ورأى النائب محمد أنور السادات، رئيس حزب الإصلاح والتنمية أنه لا يجب أن يتحول مجلس النواب إلى ساحة لتصفية الخلافات الشخصية، لأن ذلك سوف يؤدى حتمًا إلى إهدار الوقت المخصص لمناقشة قضايا وهموم المواطنين في تبادل الاتهامات والدفاع عن الأقاويل التي تتردد وربما يؤدى ذلك إلى كارثة كبرى تتمثل في أن يصبح معيار قبول أو رفض مقترح أو رأى ما عند البعض مبنيًا على النظر لشخص العضو المتقدم به والخلفية التي بناها كل عضو عن الآخر وليس الصالح العام للدولة. بينما يقول الدكتور أحمد يحيى، أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة السويس، إن أعضاء برلمان 2015 قدموا صورة ذهنية غير إيجابية ولا موضوعية، خاصة فى البدايات الأولى لجلسات المجلس سواء فى جلسة الإجراءات أو بعد انتخاب الرئيس، وحتى الآن مازال الأعضاء تحت الاختبار ولم نسمع أو نرى حتى هذه اللحظة ما يعرف بالأداء البرلماني المتميز على الرغم من وجود عدد من الأعضاء المتميزين إلا أنه حتى الآن لم يظهروا لنا كرامة فى أدائهم البرلماني. وربما هذا يرجع إلى تغير اللائحة الداخلية للمجلس وشخصية رئيس البرلمان والصراعات حول الائتلافات والتجمعات وغياب الدور الفعال للأحزاب.