صارت تصرفات أمناء الشرطة، من تعد بالضرب أو التحرش، في حق المواطنين بالأمر المتكرر والصارخ، ما ينذر بنتائج، لا يحمد عقباها على الصعيد المجتمعي في الشارع المصري. "المصريون " استطلعت آراء خبراء في علم النفس للوقوف على شخصية أمين الشرطة ، ولتجيب على تساؤلات حائرة بشأن تصرفاته. قال الدكتور محمد هانى, استشارى الصحة النفسية, إن كادر الشرطة ينقسم إلى ثلاثة أقسام الضباط والأمناء والأفراد، وكلما ارتفع المؤهل كلما ارتفع الاتزان الانفعالى لدى رجل الشرطة، مشيرًا إلى أن مؤهل أمين الشرطة المتوسط أثار لديه حالة من النقص تجاه ضابط الشرطة باعتبارأن منصبه أعلى منه . وأضاف "هانى", فى تصريحات خاصة ل "المصريون", أن أمين الشرطة سلك نهج الخروج على المألوف فى الفترة الأخيرة ليس فقط فى التعامل مع المواطنين ولكن مع القيادات والضباط فتراه يغلق باب القسم على المأمور ويسيء التعامل مع الضباط بالإضافة إلى المواطنين . وأرجع "هانى" التصرفات السلوكيات السيئة من قبل أمناء الشرطة إلى ضعف التأهيل والإعداد النفسى لهم وعدم عقد الدورات والمحاضرات الشهرية التى يكون مغزاها ضبط النفس والتزام الاتزان فى التعامل مع المواطن المصرى. وطالب "هانى" وزارة الداخلية بعمل اختبارات نفسية لأمين الشرطة قبل العمل حتى تقيس قدرته على التعامل مع المواطنين ومن ينجح فى الاختبارات يتم إلحاقه بأماكن يتم فيها التعالم مع الجمهور ومن لم ينجح تكون خدمته فى أماكن بعيدة عن التعامل مع الجمهور . وقال الدكتور شاهين رسلان, أستاذ الصحة النفسية فى الكليات العسكرية, إنه من الواضح خلو جهاز الشرطة من عمل الاختبارات النفسية للأمناء مشيرًا، إلى أن التصرفات التى يسلكها أمناء الشرطة فى الفترة الأخيرة تشير إلى ضعف التأهيل النفسى الذى يتيح للأمين التعامل مع المواطنين والقيادات . وأضاف "رسلان", فى تصريحات ل "المصريون ", أنه يجب أن تكون هناك عقوبات رادعة تحمى المواطنين من أمناء الشرطة لأن أمين الشرطة أصبح لا يخشى العقاب قائلاً: "من أمن العقاب أساء الأدب" مشيرًا إلى أن وزارة الداخلية تتعامل معهم "بالطبطبة ". وتابع "رسلان", أنه يرجوا أن يكون هناك ابتكار جديد بعد إلغاء معاهد أمناء الشرطة يوازى هذه المعاهد التى تخرج هؤلاء الأفراد بحيث يتم تخريج أفراد على وعى أكبر فى التعامل مع المواطنين مع القدرة على الاتزان وضبط النفس لتلافى وقع مثل هذه السلوكيات . وطالب باختيار أمناء الشرطة على أسس سوية فلابد أن يكون من أسرة صالحة ويتمتع بحسن الخلق حتى يكون عضوا نافعا للمجتمع بدلا من أن يكون مصدر قلق للكثير من أفراد الشعب، منوها أيضا إلى دور الإعلام فى عدم المبالغة فى عرض الأحداث وعدم تكرارها لتجنب حدوث الفتن والاضطرابات بين جهاز الشرطة والأفراد . وترى رشا الجندى, أستاذة الصحة النفسية, أنه لابد من وجود فترة للإعداد النفسى ليس فقط لأمين الشرطة ولكن فى جميع المهن التى يتم فيها التعامل مع المواطنين من خلال كورسات فى الصحة النفسية وضبط النفس والاتزان والتحكم فى التصرفات والسلوكيات . وأضافت "الجندي"، فى تصريحات ل " المصريون ", لا يمكن الحكم على أمين الشرطة بأنه يمثل جهاز الشرطة برمته ولكن يجب أن نشير إلى أن هناك تصرفات فردية من قبل بعض أمناء الشرطة والتى يكون من باب الظلم تعميمها والحكم على الجهاز كله من خلالها .