كشفت صحيفة "معاريف" العبرية أن تقديرات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية ترجح انتقال موجة الهجمات الفلسطينية المتواصلة منذ مطلع أكتوبر الماضي, إلى انتفاضة واسعة ومسلحة. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 21 فبراير أن موجة الهجمات الفلسطينية في تزايد, فهناك مئات العمليات أسفرت عن سقوط 31 قتيلا إسرائيليا. وتابعت " ليس لدى الجيش الإسرائيلي ولا جهاز الأمن العام (الشاباك) حتى اللحظة أي وسيلة لوقف هذه الموجة من العمليات التي تقع 90% منها في أراضي الضفة الغربيةوالقدس، حيث يعيش أكثر من 200 ألف إسرائيلي في قرابة 200 تجمع خارج الخط الأخضر، وسط مدن مختلطة بين العرب واليهود -مثل القدس والخليل- وهو ما يعني أنه لا نهاية تلوح في الأفق لعمليات الطعن والدهس". وأشارت الصحيفة إلى أن الذعر أصبح يخيم على إسرائيل بسبب تزايد عمليات الطعن والدعس, التي ينفذها فلسطينيون. وكانت صحيفة "هآرتس" العبرية قالت أيضا إن تقريرا أعده جهاز الأمن العام الإسرائيلي " "الشاباك", اعترف بالعجز عن إيقاف الهجمات الفلسطينية, المتواصلة منذ مطلع أكتوبر الماضي. ونقلت الصحيفة عن تقرير "الشاباك", الذي صدر في 16 فبراير القول, إن 81% من منفذي الهجمات تتراوح أعمارهم بين عامي 16-20 عاما، و10% من منفذي الهجمات هم من القصر الأطفال, ومن بين 219 مهاجما فلسطينيا, كانت هناك 24 امرأة، أي بنسبة 11%, وأن واحدا من كل عشرة منفذين لعمليات فلسطينية دون سن ال16 عاما. وتابع التقرير " شهدت موجة العمليات منذ الأول من أكتوبر الماضي, وقوع 228 عملية في المدن الإسرائيلية، فيما وقعت 169 عملية داخل الضفة الغربية". وأشار إلى أن مدينة الخليل تتصدر الجهات التي يخرج منها مهاجمون فلسطينيون بنسبة 40%، تليها رام الله بنسبة 25%. واستبعد تقرير "الشاباك" أن تنتهي موجة الهجمات الفلسطينية قريبا, رغم كونها فردية وغير منظمة. وكان رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي غادي أيزنكوت اعترف صراحة بالعجز عن مواجهة الهجمات الفردية, التي ينفذها الفلسطينيون منذ مطلع أكتوبر الماضي. ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية عن أيزنكوت قوله في 9 فبراير خلال محاضرة في "معهد هرتزيليا متعدد المجالات" بتل أبيب, :" إن المواجهات الحالية لا تشبه ما حدث إبان الانتفاضة الأولى أو الثانية, لأنه لا توجد قيادة تقود هذه المواجهات, وهو ما يجعل التصدي لها معضلة كبيرة للغاية بالنسبة للأجهزة الأمنية الإسرائيلية". وتابع "هناك نموذج جديد من الفلسطينيين يأخذون على عاتقهم بقرار ذاتي الذهاب لتنفيذ هجمات عمليات ضد الإسرائيليين". واستطرد " رغم التفوق الأمني الاستخباري الإسرائيلي في الضفة الغربية, لكننا ما زلنا غير قادرين على القضاء على موجة العمليات الحالية، لعدم وجود بنية تحتية تنظيمية يمكن متابعتها ميدانيا، فالأمر لا يتجاوز مطبخا فيه سكين". وأضاف أيزنكوت "المشكلة أن كل فلسطيني لديه مطبخ، وفيه عدد من السكاكين، يأخذها أحدهم, ويضعها في جيبه ثم ينفذ عمليته، وهو ما يعني أن إسرائيل أمام نموذج جديد من الهجمات لم تعهده في السابق". وكان عضو الكنيست الإسرائيلي رئيس جهاز "الشاباك" السابق، يعكوف بيري، اعترف أيضا بفشل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية في التصدي لموجة الهجمات الفلسطينية المتواصلة منذ مطلع أكتوبر الماضي. وأضاف بيري في مقال نشره بموقع "والا" الإخباري العبري في 7 فبراير أن حكومة بنيامين نتنياهو لم تنجح في مواجهة الهجمات الفلسطينية، ولم تقدم إجابات عملية, ردا على استمرارها. وتابع أن سبب هذا الفشل هو أن حكومة نتنياهو لم تعمل على دمج الخطوات الميدانية الأمنية الاستخباراتية مع إجراءات سياسية للتهدئة مع الفلسطينيين، محذرا من أن استمرار الوضع الحالي سيدفع بالفلسطينيين إلى المزيد من التصعيد. كما تحدث المسئول الأمني الإسرائيلي السابق عن انتقال الهجمات الفلسطينية لمرحلة جديدة أكثر تطورا, ما يكبد إسرائيل خسائر كبيرة. وكان محلل الشئون السياسية في القناة الإسرائيلية الأولى أودي سيغال، قال أيضا إن الاعتماد على الحلول الأمنية والعسكرية في إدارة الصراع مع الفلسطينيين, لم تؤت أكلها. وأضاف سيغال في مقال نشرته له صحيفة "معاريف" العبرية في 7 فبراير أن موجة الهجمات الفلسطينية المتواصلة منذ مطلع أكتوبر الماضي نابعة من تفاقم حجم الإحباط واليأس لدى الفلسطينيين, وإن مواجهتها عسكريا فقط، أثبت فشله. ودعا إلى تغيير عميق في سياسة إسرائيل في مواجهة الهجمات الفلسطينية, وتابع أن بعض الهجمات الأخيرة تبدو مقلقة لأنها مختلفة عن سابقاتها، إلا أن يرى عدم وجود مؤشرات واضحة على انتقال الهجمات من طابعها الفردي إلى الحالة المنظمة.