"أمناء الشرطة"، شبح بات يهدد كل الفئات المجتمعية، وبات الشعار المعلن احذروا الاقتراب أو الاعتراض عليهم، لم تقف تجاوزات أمناء الشرطة على أزمة أطباء المطرية فقط، وإنما شهد شهر فبراير سلسلة من انتهاكات أمناء الشرطة تخطت 12 واقعة ليطالب أمنيون وسياسيون بالتصدى لتلك الظاهرة التي باتت مهددة للأمن القومي، وطالب الكثيرون بطرح فكرة إعادة هيكلة الداخلية. "المصريون" رصدت أبرز وقائع أمناء الشرطة خلال شهر فبراير:
أمناء الشرطة والمستشفى الفرنساوي مشاجرة عنيفة وقعت أمس بين أمين شرطة وثلاثة من أفراد الأمن الداخلي بالمستشفى الفرنساوي التابع لجامعة طنطا، بعد منع أمين الشرطة و2 آخرين من الدخول بصحبة مريضة حسب التعليمات، ما أدى إلى مشادة كلامية بينهم وتصاعدت الأحداث حتى وصلت لإصابة 2 من الأمن الإداري الداخلي على يد أمين الشرطة ومن معه. وبعد انتقال الأجهزة الأمنية لمكان الحادث، تبين بالتحقيق أن أطراف الواقعة، هم أمين الشرطة يدعى هيثم المغاوري، من قوة مباحث قسم ثالث المحلة الكبرى، وكل من محمود عارف، مصاب بجرح قطعي بالرقبة، ومحمد سعد عبد الرحمن، مصاب بأعضائه التناسلية، وكرم محمود بدون إصابات، وأكدت التحقيقات أن التحريات المبدئية أكدت أن المشاجرة نشبت بعد منع أمين الشرطة وآخرين من دخول المستشفى، ما أدى إلى الاعتداء على الأمن بالأيدي وبسلاح أبيض أدت إلى إصابة الأول والثاني، ما أدى إلى تجمهر أعضاء الأمن الإداري وتجمعهم أمام قسم أول طنطا تضامنا مع زملائهم.
اعتداء أمين شرطة على طبيب بولاق بدأت الواقعة بدخول أمناء الشرطة إلى استقبال مستشفى بولاق مصطحبا أحد أقاربه المصاب بجروح، للكشف عليه دون تذكرة دخول وطلب من الطبيب الموجود بالاستقبال ترك إحدى الحالات التي كان يقوم بالكشف عليها والاهتمام بالحالة التي معه، إلا أن الشهود أكدوا رفض الطبيب أوامر أمين الشرطة بترك الحالة، كما رفض الكشف على الحالة المصاحبة له بدون تذكرة دخول، فنشبت بينهم مشادة داخل المستشفى، وتم استدعاء وكيل وزارة الصحة الدكتور محمد عزمى، لحل الأزمة. وقام الأطباء باحتجاز الأمين داخل المستشفى ورفضوا تسليمه لحين حضور المحافظ.
دربكة وأمين شرطة الدرب الأحمر اشتعلت منطقة الدرب الأحمر، عقب مقتل سائق على يد أمين شرطة من قوة النقل والمواصلات، بسبب الخلاف على قيمة الأجرة، وبدأ الخلاف بين الجانبين باعتراض السائق "محمد عادل إسماعيل" الشهير ب"عادل دربكة"، على قيمة الأجرة المتفق عليها مع أمين الشرطة. وتحولت المشادة إلى تبادل للضرب بالأيدى بين الجانبين، وعندها أمسك أمين الشرطة سلاحه الميرى وأطلق منه رصاصة استقرت في صدر المجنى عليه فسقط على الأرض غارقًا في دمائه وفارق الحياة قبل وصوله إلى مستشفى أحمد ماهر. وثارت حالة الغضب لدى أهالى منطقة الدرب الأحمر والتي دفعتهم للاعتداء على الأمين بالضرب بالأيدى والشوم، قرابة ال8 ساعات، ما تسبّب في إصابته بارتجاج في المخ وكسور وكدمات بمناطق متفرقة من الجسد.
أمين شرطة يعتدى على "نائب برلمانى" في الشرقية توجه النائب البرلمانى رائف تمراز إلى إدارة مرور الزقازيق لاستخراج شهادة بيانات، حتى قام وكيل أعماله بالانتظار في الطابور، وعند مخاطبته الضابط على الشباك طلب صاحب السيارة فتوجه إليه، إلا أنه ظل يتحدث بالتليفون أكثر من 20 دقيقة، وعند مطالبته بالاهتمام بشؤون المواطنين رد بطريقة متعالية ونشبت مشادة كلامية بين أمين الشرطة ووكيل أعمال النائب. وتطورت الأحداث للتعدى على وكيل أعمال النائب بطفاية سجائر، حتى رأى البعض أن نواب البرلمان لم تحمهم حصانتهم من بطش أمناء الشرطة.
اعتداء أمين شرطة على ممرضة البحيرة تلقى مدير أمن البحيرة بلاغا باعتداء أمين شرطة على ممرضة بمستشفى بالبحيرة وصفعها على وجهها، ما أدى إلى إصابتها بانهيار عصبي ودخولها العناية المركزة، وانتقلت الأجهزة الأمنية إلى المستشفى إلى أن قام أمين الشرطة بالإدلاء بمعلومات الواقعة. وتوجه أمين الشرطة إلى المستشفى في الرابعة فجرًا للكشف على نجله الذي كان يعاني ارتفاعًا في درجة الحرارة وحالته متأخرة، ولم يجد سوى الممرضة التي حاولت الاتصال بالطبيب الذي رفض النزول من سكن الأطباء وأبلغ الممرضة بالعلاج تليفونيًا. في حين، نفى مدير مستشفى كوم حمادة رواية أمين الشرطة، وقال "إن الطبيب كان متواجدًا بنفسه في الاستقبال ولم يكن بالسكن، وتطاول أمين الشرطة بالألفاظ فردت عليه الممرضة فصفعها". وقررت نيابة كوم حمادة في محافظة البحيرة، إخلاء سبيل أمين الشرطة المتهم بالاعتداء على إحدى ممرضات مستشفى كوم حمادة، وذلك بعد ورود تحريات إدارة البحث الجنائي حول الواقعة وملابساتها.
أمين شرطة يقتل جاره بالقليوبية وألقت أجهزة الأمن في القليوبية القبض على أمين شرطة في مديرية أمن السويس، بعد أن أطلق رصاصة من سلاحه الخاص على جاره، خلال نشوب مشاجرة بينهما في الخصوص. وتداول نشطاء عبر "يوتيوب" مقطع فيديو للحظة تحفظ الأهالي على أمين الشرطة، ويبدو عليه آثار اعتداء الأهالي الذين بدوا وكأنهم يستجوبونه لمعرفة سبب إطلاقه النار.
أمين شرطه يهدد سيدة بسلاحه بدأت نيابة المرج تحقيقاتها مع أمين شرطة من قسم شرطة المطرية، في اتهام ربة منزل بالتحرش بها أثناء وقوفها أمام محطة مترو عزبة النخل. وواجهت النيابة، أمين الشرطة المتهم بأقوال المجني عليها، التي قالت إنها فوجئت أثناء وقوفها على بعد 10 أمتار من مدخل محطة مترو عزبة النخل بصحبة نجلها، باقتراب أمين شرطة منها وأمسك بيديها، قائلا لها: "تعالي معايا البيت وأنا هدفع أكتر"، وعندما صرخت فيه قائلة: "امشي يا حيوان أنا مستنية جوزي"، أمسك سلاحه الميري وهددها بالقتل وخطف حقيبة يدها واستولى على 1130 جنيها.
أمين شرطة يقتل شخصًا بباب الخلق ضبطت المباحث الجنائية أمين الشرطة الذي تسبب في مقتل مواطن عن طريق الخطأ أثناء مشاجرة بين الأهالي في منطقة باب الخلق، وأضاف أحد شهود العيان على الواقعة، أنه تم التحفظ على أمين الشرطة لحين وصول الأجهزة الأمنية وتحرير محضر بالواقعة، وسماع أقواله، تمهيدًا لإحالته إلى النيابة العامة.
أمناء الشرطة وأمن مستشفى طنطا وتعدى أمين شرطة ومجندان آخران على أفراد الأمن الإداري بمستشفى طنطا التعليمى، بسبب منعهم من زيارة والدتهم بشكل جماعى حسب تعليمات اللوائح الداخلية للمستشفى، ما تسبب في نشوب مشاجرة بين 5 أشقاء من بينهم أمين شرطة، ومجندان آخران وعامل، والأمن الإداري بمستشفى طنطا الجامعى التعليمى. وعلى الفور انتقلت الأجهزة الأمنية للمستشفى، وتم اصطحاب كل الأطراف إلى ديوان عام قسم أول طنطا. وتبين إصابة محمود عارف بجرح قطعى، ومحمد سعد عبد الرحمن مصاب بجرح، بعد رفضهم دخول المتهمين. كما تم تحرير محضر للواقعة، وتجرى القيادات الأمنية محاولات للصلح الودى بين طرفى الواقعة.
أمين الشرطة ومحامى الغربية اعتصم عشرات المحامين بمجمع محاكم «بسيون» بمحافظة الغربية، وامتنعوا عن حضور جلسات المحاكمات، احتجاجًا على اعتداء أحد أفراد الشرطة على محام بالضرب، وقال المعتصمون إن فرد الشرطة اعتدى على محام بالأيدي والسب والقذف والتعدي، ما أدى لإصابته بجرح قطعي وكدمات بالوجه عقب مشادة كلامية بمحيط مجمع المحاكم. وتقدمت نقابة محامي بسيون، بمذكرة إلى رئيس المحكمة ومكتب المحامي العام تتهم فرد الشرطة ب«إهانة سالم والاعتداء عليه بالضرب دون وجه حق أثناء ممارسة مهام عمله ودخوله إلى ساحة المحاكمة».
أمين الشرطة وفتاة المترو بدأت الواقعة عندما استقلت إحدى الفتيات عربة السيدات في المترو، إلا أنها وجدت رجالا في العربة وأحدهم يتحرش لفظيًا بفتاة غير محجبة، فردت الفتاة وطالبته بالنزول من العربة لأنها مخصصة للسيدات فقط، فأجابها بأن الساعة تجاوزت التاسعة مساءً، وتبادلا النقاش إلى أن وصل القطار إلى محطة "الخلفاوي". وبعد مرور دقائق على فتح باب المترو ورفض الشاب النزول، جاء حوالي 8 أشخاص إلى العربة يرتدي أحدهم ملابس الشرطة ودفعوها خارج المترو بقوة حسب معلومات التي تواردت من شهود العيان وطالبوها بدفع غرامة بعدما قام بضربها على وجهها وطالبها الأمن بدفع 2000 جنيه، و200 جنيه عن كل دقيقة تسببت في تأخير القطار.
أزمة مستشفى المطرية كانت الأزمة الأولى التي فجرت كل هذه الوقائع، والتي بدأت بحضور مواطن يرتدي ملابس مدنية مصابًا بجرح في وجهه، وطلب من أحد الأطباء المقيمين بقسم الجراحة، أن يُثبت إصابات غير حقيقية، بالإضافة إلى الإصابة الموجودة به فعليًا، وعندما رفض الطبيب أفصح المريض عن شخصيته بأنه أمين شرطة، وأن الطبيب عليه أن يكتب التقرير الذي يرغب فيه أمين الشرطة أو أن يلفق له قضية حسب المعلومات التي ترددت وقتها. وأوضحت نقابة الأطباء أن الطبيب رفض كتابة تقرير مزور، ما دفع أمين الشرطة إلى الاعتداء على الطبيب بمساعدة أحد زملائه، واعتديا أيضًا على النائب الإداري ثم اقتادوهما لقسم شرطة المطرية، ولكن المأمور أعادهما إلى المستشفى مرة أخرى.
في هذا السياق، قال نبيل مصطفى خليل الخبير الأمنى والمحاضر بأكاديمية الشرطة وعضو الهيئة العلمية، إن انتهاكات أمناء الشرطة ليست أخطاء فردية وإنما ظاهرة لابد التصدى لها من السلطات المعنية من الرئيس لوزير الداخلية، منوها بأن هذه الانتهاكات أصبحت ظاهرة لابد من مجابهتها بتعديل تشريعى أو إجراءات إدارية. وأشار خليل، في تصريحات ل"المصريون"، إلى أن ما يحدث دليل على خلل واحتقان بين الشعب والداخلية قد يضر بالأمن القومى، منوها بأن إعادة الهيكلة يتطلب العديد من الأمور. وتابع خليل، أنه في حالة إعادة الهيكلة لابد من إعادة المنظومة بالكامل، منوها بأن الأمر يتطلب عرض هذا الاقتراح على القيادات، ومن ثم عرضه للحوار المجتمعى وبحث العديد من الحالات بمتابعة مع القيادات ليكون في إطار مشروعى. ونوه خليل، بأن هذه الفترة لابد من إعادة تنظيم أمور الوزارة من الداخل، لافتا إلى أن إعادة الهيكلة تتطلب حوارا وبحوثا في معاهد القادة ومعاهد بحوث الشرطة. ومن جانبه، قال جمال أبو ذكرى، مساعد أول سابق لوزير الداخلية، إن الإعلام يسعى إلى تضخيم الأمور، مشيرا إلى أن واقعة أمين شرطة الدرب الأحمر فردية كما تمت إحالته إلى النيابة. وتساءل أبو ذكري، في تصريحات ل"المصريون": "لماذا لا يهتم الإعلام بضحايا الشرطة والجيش"؟ مؤكدا أن الداخلية اتخذت إجراءات عنيفة حيال أمين الشرطة ومن الطبيعي وقوع تجاوزات. وتابع أبو ذكرى، أنه لا مجال لاعتراض المواطنين لأن الداخلية اتخذت الإجراءات اللازمة، مشيرا إلى أن إضراب الأطباء أمر غير مبرر، فلماذا لا يثور الشعب على الأطباء المهملين وغيرهم، لماذا يلقى اللوم دائما على الداخلية؟