كشفت صحيفة «الجارديان» البريطانية أن هناك إيميلات جديدة تفضح تآمر المبعوث الأممي السابق إلى ليبيا «برناردينو ليون»، مع الإمارات. وقال الكاتب في صحيفة «الجارديان» «رانديب راميش»، أمس الأحد، في مقال تحت عنوان «كان ينبغي أن تكون الأممالمتحدة هي الحل في ليبيا، إلا أنها هي المشكلة»، إن «إيميلات جديدة -لم تكشف من قبل- تظهر أن مبعوث الأممالمتحدة إلى ليبيا المنتهية ولايته، طلب الإذن من السلطات الإماراتية بطرح اسم سفير ليبيا في أبو ظبي عارف النايض، مرشحا لرئاسة حكومة التوافق الوطني، وأن ليون كان منهمكا في إبرام خطة مع مجلس الأمن القومي التابع للإمارات حول كيفية إدارة القوات المسلحة الليبية». وأضاف «راميش» في مقاله، الذي نشر في «الجارديان» عشية الموعد النهائي لإعلان حكومة التوافق الليبية، أن طبيعة العلاقة بين «ليون والإمارات تثير الشكوك حول دور الأممالمتحدة في ليبيا، وتجعلها جزءا من المشكلة بدلا من أن تكون جزءا من الحل، خصوصا في ضوء تعيين «ليون بمنصب مرموق في معهد دبلوماسي إماراتي، بناء على اتفاق وقع بين الطرفين إبان عمله كوسيط دولي في ليبيا». وكشف الكاتب أنه «في مجموعة جديدة من الإيميلات لم يكشف عنها سابقا، يتقدم ليون (إلى السلطات الإماراتية) بطلب الإذن على المضي قدما في خطة تسمية السفير الليبي لدى دولة الإمارات العربية المتحدة (عارف النايض)، مرشحا لشغل منصب رئيس وزراء حكومة الوحدة الوطنية، وتظهر مجموعة من هذه الرسائل ليون منهمكا في إبرام خطة مع مجلس الأمن القومي التابع للإمارات حول كيفية إدارة القوات المسلحة الليبية». وبحسب الكاتب، «كان وقع الكشف عن الرسائل (الأولى) على الليبيين صادما جدا، إلا أن ليون ادعى بأن مراسلاته عبر الإيميل تعرضت لقراءة مجتزأة وانتقائية، وأنه تبادل رسائل مشابهة مع لاعبين إقليميين آخرين، ولكن بعد نشر رسائل الإيميل، أكد مسؤولون كبار في الأممالمتحدة -كنت قد تحدثت معهم- بأنهم كانوا بالفعل يتعرضون لضغوط غير عادية" من دول الخليج». ولفتت الصحيفة إلى أنه «كان بإمكان الأممالمتحدة أن تجري تحقيقا شفافا يعيد إليها صدقيتها المهدورة، ولكنها بدلا من ذلك استبدلت ليون بسياسي ألماني مخضرم، ومضى ليون ليتولى مهامه مع الأكاديمية الدبلوماسية التابعة للإمارات، وخرج (ليون)على الناس من هذا الموقع المميز في الشهر الماضي ليعلن أن ليبيا باتت دولة فاشلة». وكان الكاتب ذاته قد كشف في نوفمبر الماضي، مجموعة من الرسائل الإلكترونية بين «ليون» وزعماء إماراتيين، تباحث خلالها الطرفان حول طريقة التعامل مع الأزمة الليبية بما يحقق الأهداف الإماراتية، ولكن الوسيط الدولي قال إن مراسلاته اجتزئت من سياقها. وكان الوسيط الأممي «ليون»، وهو وزير خارجية إسباني سابق، قد تلقى عرضا للعمل في شهر يونيو الماضي من قبل أبوظبي، كمدير عام ل«أكاديمية سياسية»، وأعلنت الإمارات، أن «ليون» قبل العمل كرئيس لهذه الأكاديمية، وهي مؤسسة بحثية مدعومة من الحكومة تأسست السنة الماضية لتسويق السياسة الخارجية الإماراتية وعلاقاتها الاستراتيجية ولتدريب دبلوماسييها، وإثر ذلك تم تعيين الدبلوماسي الألماني «مارتن كوبلر» خلفاً له.