عيد الحب أو عيد العشاق، أو "الفلانتين داي" مناسبة يحتفل بها كثير من الناس في بعض أنحاء العالم في 14 فبراير من كل عام، وعلى الرغم من أن التاريخ لم يسجل مناسبة كهذه لدى العرب، إلا أنه في الكثير من الدول العربية أصبح يحتفل بها "العشاق"، عن طريق إرسال بطاقات عيد الحب أو إهداء الزهور أو الحلوى لأحبائهم. وفي مصر، أصبح من المعتاد أن ترى في هذا اليوم، سواء في الشوارع أو في المواصلات العامة، شابًا، أو فتاة، يحمل "دبدوب أحمر"، أو "بوكيه ورد"، لكن اللافت هذا العام هو مشهد احتفال زوجين ب "عيد الحب" خلف القضبان، ليعيد إلى الأذهان فيلم "الحب في التخشيبة"، لعادل إمام وسعاد حسني. الزوجان هما: آية حجازي، ومحمد حسنين، اللذين تم القبض عليهما بعد أشهر من إطلاقهما مؤسسة "بلادي" لإيواء ومساعدة أطفال الشوارع، واللذين ظهرا بالأمس داخل قفص المحكمة وهما يحملان "باقة ورود" احتفالًا بعيد الحب، بعد عامين من حبسهما. وأثارت الصورة ردود فعل واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ علق نشطاء: "في عهد السيسي.. الحب في الزنزانة"، مشيرين إلى أن حجازي تركت الحياة المرفهة بالولايات المتحدة وقدمت إلى مصر لمساعدة أطفال الشوارع. وطالب الناشط السياسي وائل غنيم، بالإفراج عن آية ومحمد بعد أن قضيا ما يقرب من سنة ونصف دون أي محاكمة، حيث تجسد هذه القصة مدى الظلم في مصر، قائلًا:" أقل واجب تجاه آية وزملائها أننا نكتب عنهم ونطالب بحريتهم". ووجهت عدة اتهامات للزوجين منها،"استغلال الأطفال والاتجار في البشر من خلال استغلال الأطفال في تصوير أفلام جنسية، وتشكيل تنظيم سرى من أطفال الشوارع لقلب نظام الحكم، واستخدامها في مؤتمرات وندوات لجمع التبرعات بحجة رعايتهم، واستئجار الأطفال من الجمعية مقابل مبالغ مالية للمشاركة في التظاهرات". وخلال مثولهما أمس، قررت محكمة عابدين أمس تأجيل محاكمتهم إلى 17من شهر فبراير الجاري. وإلى جانب هذا المشهد الذي أثار ردود فعل واسعة، خرج الدكتور علي جمعة مفتى الجمهورية السابق، بفتوى قال فيها: "العشق هو درجة من درجات الحب ومن يعشق امرأة, ويتبين له أنها متزوجة فيتركها مخافة أن يقع في الحرام, ويأخذ الحب من صحته, فيموت وهو عاشق مات شهيدًا بدليل حديث النبي"، مدللاً بحديث نسبه للرسول صلى الله عليه وسلم، جاء فيه "من عشق فكتم فمات فهو شهيد"، وقال الدكتور محمد نور الدين، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، إن الحديث في "سلسلة الأحاديث الضعيفة" واتفق الأئمة المتقدمون على تضعيف هذا الحديث، كما وضع بن القيم الحديث في زاد المعاد " ج: 4 ص: 275"، حيث قال "ولا يغتر بالحديث الموضوع على رسول الله الذي يقول: "من عشق فعف فمات فهو شهيد". وأضاف: " هذا الحديث لا يصح عن رسول الله ولا يجوز أن يكون من كلامه فإن الشهادة درجة عالية عند الله , مقرونة بدرجة الصديقية ولها أعمال وأحوال هي شرط في حصوله". وقد تحولت مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" إلى ساحة احتفال كبيرة ب"الفلانتين"، ونشر عدد من النشطاء عدد من الصور الغريبة لاحتفالات المصريين بعيد الحب، كان أبرزها قيام مواطن من مدينة طنطا بتعليق لافتة كتب عليها "زوجتي الحبيبة.. بموت في أمك.. عيد الحب أحلى معاكي". لكن الحدث لم يمر دون مأساة، بعد أن قامت فتاة تبلغ من العمر 15سنة بإنهاء حياتها بالقفز من شرفة شقة جدتها بالطابق ال12 بمنطقة المرج، بسبب اكتشافها بخل حبيبها في عيد الحب، ليعلق البعض "ومن الحب ما قتل".