كشفت صحيفة "معاريف" العبرية أن الإجراءات المشددة, التي اتخذتها السلطات الإسرائيلية, لحماية المستوطنات في الضفة الغربية, فشلت في التصدي للهجمات الفلسطينية. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 28 يناير أن وسائل الحماية الأمنية حول المستوطنات، جاءت بنتائج عكسية, لأنها حولت المستوطنين إلى سجناء داخل مستوطناتهم. وتابعت أن كبار الضباط الإسرائيليين أكدوا تزايد محاولات إطلاق النار على الطرق الرئيسة في الضفة. وأشارت الصحيفة أيضا إلى تزايد عمليات تسلل الفلسطينيين إلى المستوطنات ونجاحهم بتنفيذ هجمات حتى داخل بيوت المستوطنين، ما أثار الرعب بينهم. واضافت أن مساعي "حماس" المتزايدة لتقوية تواجدها بالضفة الغربية, أصبح أكبر ما يقلق أجهزة الأمن الإسرائيلية. وكان موقع "والا" الإخباري العبري قال أيضا إنه ليس هناك في الأفق نهاية لموجة الهجمات الفلسطينية المتواصلة, رغم ادعاء الأجهزة الامنية الإسرائيلية غير ذلك. وأضاف الموقع الإسرائيلي في تقرير له في 26 يناير أن تواصل الهجمات ضد المستوطنين بالضفة الغربية خلال الأيام الأخيرة, يؤكد أنه لا نهاية لها قريبا. وتابع " الأخطر أنه ليست هناك تنظيمات مسلحة مؤسسية توجه منفذي الهجمات, بل إن الأمر يتركز على عمليات فردية". واستطرد " في حال عدم السيطرة على هذه الهجمات الفردية سريعا, فإن هناك مخاوف واسعة من اتساع موجة العمليات الحالية إلى انتفاضة مسلحة تشارك فيها الفصائل الفلسطينية". وأشار الموقع إلى أن موجة العمليات الفلسطينية الحالية تحقق نجاحات متواصلة، رغم تشكيك السلطات الإسرائيلية في ذلك. وكانت صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية كشفت أيضا أن أحوال الطقس السيئة وتساقط الثلوج، زادت مخاوف الأجهزة الأمنية الإسرائيلية من استغلالها من قبل الفلسطينيين في تنفيذ هجمات جديدة. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 26 يناير أن الجيش الإسرائيلي قرر تعزيز قواته في الضفة الغربية، خشية حدوث هذا الأمر. وتابعت أن الجيش الإسرائيلي وضع عددا من ناقلات الجند قرب المستوطنات والطرق الرئيسة في الضفة، وأحضر معدات هندسية لإزالة أكوام الثلج أمام الكمائن التي ينصبها الجنود الإسرائيليون. وتحدثت الصحيفة عن مفاجأة مفادها أن الفلسطينيين يستفيدون من أحوال الطقس السيئة في تغليف الحجارة بالثلوج، وإلقائها باتجاه السيارات الإسرائيلية على طرق الضفة الغربية. ونقلت عن ضابط الهندسة لكتيبة "بنيامين" التابعة للجيش الإسرائيلي، ميخائيل بيتون، قوله :"إن الجيش استنفر قواته لمواجهة استغلال الفلسطينيين كميات الثلج المتساقطة لتنفيذ هجمات جديدة". وبدورها, ذكرت "الجزيرة" أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أبدى في 26 يناير تعاطفه مع الفلسطينيين، حيث قال للمرة الأولى إنه من الطبيعي "الرد على الاحتلال"، وإن الاستيطان يمثل استخفافا بالفلسطينيين والمجتمع الدولي، فيما سارع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الرد من تل أبيب بالقول إن هذه التصريحات "تشجع الإرهاب". وخلال جلسة مجلس الأمن الدولي المفتوحة حول الشرق الأوسط الثلاثاء الموافق 26 يناير، أضاف بان كي مون أن التدابير الأمنية لن توقف وحدها أعمال العنف في الأراضي الفلسطينية المحتلة, "لأنها تعجز عن معالجة الشعور العميق بالاغتراب واليأس لدى بعض الفلسطينيين، خاصة الشباب". وأضاف أن الإحباط الفلسطيني ينمو تحت وطأة نصف قرن من الاحتلال وشلل تام في عملية السلام، مخاطبا أعضاء مجلس الأمن بالقول :"لقد أثبتت الشعوب المضطهدة على مرّ العصور أن من الطبيعة الإنسانية الرد على الاحتلال الذي غالبا ما يكون بمثابة حاضنة قوية للكراهية". وأشار الأمين العام للأمم المتحدة إلى أن بداية العام الحالي شهدت مستويات غير مقبولة من العنف والاستقطاب، مؤكدا أن مواصلة الاستيطان في الضفة الغربية تقلل من فرص الفلسطينيين في "العيش بكرامة"، وتمثل استخفافا بهم وبالمجتمع الدولي، وتثير أسئلة أساسية بشأن التزام إسرائيل بحل الدولتين. وأعرب أيضا عن انزعاجه الشديد من "تقارير موافقة الحكومة الإسرائيلية على خطط بناء أكثر من 1500 وحدة سكنية جديدة، مشددا على أن بناء المستوطنات في الضفة الغربيةالمحتلة "غير شرعي". كما تطرق بان كي مون إلى الوضع الإنساني في قطاع غزة، وقال إنه ما زال محفوفا بالمخاطر، حيث يواجه السكان مشاكل البطالة والمياه والكهرباء، مبينا أن هذا الوضع يشكل تهديدا للسلام على المدى الطويل في المنطقة. وحث بان كي مون الفلسطينيين على معالجة الانقسامات بينهم وتعزيز الوحدة الوطنية على أساس الديمقراطية ومبادئ منظمة التحرير الفلسطينية، وعدّ ذلك مقدمة لإقامة دولة مستقرة كجزء من حل الدولتين. وفي الوقت نفسه، ندد الأمين العام للأمم المتحدة بهجمات ينفذها فلسطينيون ضد إسرائيليين، كما ندد بإطلاق قذائف من غزة على إسرائيل. وفي المقابل، سارع نتنياهو إلى إصدار بيان قال فيه :"إن تعليقات الأمين العام للأمم المتحدة تشجع الإرهاب". وزعم نتنياهو أن الفلسطينيين أنفسهم لم يبذلوا جهدا لإنجاح حل الدولتين، وأنهم يريدون قتل اليهود أينما كانوا.