قالت صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية إن أحوال الطقس السيئة وتساقط الثلوج، زادت مخاوف الأجهزة الأمنية الإسرائيلية من استغلالها من قبل الفلسطينيين في تنفيذ هجمات جديدة. وأضافت الصحيفة في تقرير لها أن الجيش الإسرائيلي قرر تعزيز قواته في الضفة الغربية، خشية حدوث هذا الأمر.
وتابعت أن الجيش الإسرائيلي وضع عددًا من ناقلات الجند قرب المستوطنات والطرق الرئيسية في الضفة، وأحضر معدات هندسية لإزالة أكوام الثلج أمام الكمائن التي ينصبها الجنود الإسرائيليون. وتحدثت الصحيفة عن مفاجأة مفادها أن الفلسطينيين يستفيدون من أحوال الطقس السيئة في تغليف الحجارة بالثلوج، وإلقاؤها باتجاه السيارات الإسرائيلية على طرق الضفة الغربية. ونقلت عن ضابط الهندسة لكتيبة "بنيامين" التابعة للجيش الإسرائيلي، ميخائيل بيتون، قوله: "إن الجيش استنفر قواته لمواجهة استغلال الفلسطينيين كميات الثلج المتساقطة لتنفيذ هجمات جديدة". وبدورها ذكرت "الجزيرة" أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أبدى في 26 يناير تعاطفه مع الفلسطينيين، حيث قال للمرة الأولى إنه من الطبيعي: "الرد على الاحتلال"، وإن الاستيطان يمثل استخفافًا بالفلسطينيين والمجتمع الدولي، فيما سارع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الرد من تل أبيب بالقول إن هذه التصريحات "تشجع الإرهاب". وخلال جلسة مجلس الأمن الدولي المفتوحة حول الشرق الأوسط الثلاثاء الموافق 26 يناير، أضاف بان كي مون أن التدابير الأمنية لن توقف وحدها أعمال العنف في الأراضي الفلسطينية المحتلة، "لأنها تعجز عن معالجة الشعور العميق بالاغتراب واليأس لدى بعض الفلسطينيين، خاصة الشباب".
وأضاف أن الإحباط الفلسطيني ينمو تحت وطأة نصف قرن من الاحتلال وشلل تام في عملية السلام، مخاطبًا أعضاء مجلس الأمن بالقول: "لقد أثبتت الشعوب المضطهدة على مرّ العصور أن من الطبيعة الإنسانية الرد على الاحتلال الذي غالبا ما يكون بمثابة حاضنة قوية للكراهية". وأشار الأمين العام للأمم المتحدة إلى أن بداية العام الحالي شهدت مستويات غير مقبولة من العنف والاستقطاب، مؤكدًا أن مواصلة الاستيطان في الضفة الغربية تقلل من فرص الفلسطينيين في "العيش بكرامة"، وتمثل استخفافًا بهم وبالمجتمع الدولي، وتثير أسئلة أساسية بشأن التزام إسرائيل بحل الدولتين. وأعرب أيضًا عن انزعاجه الشديد من "تقارير موافقة الحكومة الإسرائيلية على خطط بناء أكثر من 1500 وحدة سكنية جديدة، مشددًا على أن بناء المستوطنات في الضفة الغربيةالمحتلة "غير شرعي" كما تطرق بان كي مون إلى الوضع الإنساني في قطاع غزة، وقال إنه ما زال محفوفا بالمخاطر، حيث يواجه السكان مشاكل البطالة والمياه والكهرباء، مبينا أن هذا الوضع يشكل تهديدا للسلام على المدى الطويل في المنطقة. وحث بان كي مون الفلسطينيين على معالجة الانقسامات بينهم وتعزيز الوحدة الوطنية على أساس الديمقراطية ومبادئ منظمة التحرير الفلسطينية، وعدّ ذلك مقدمة لإقامة دولة مستقرة كجزء من حل الدولتين. وفي الوقت نفسه، ندد الأمين العام للأمم المتحدة بهجمات ينفذها فلسطينيون ضد إسرائيليين، كما ندد بإطلاق قذائف من غزة على إسرائيل. وفي المقابل، سارع نتنياهو إلى إصدار بيان قال فيه :"إن تعليقات الأمين العام للأمم المتحدة تشجع الإرهاب". وزعم نتنياهو أن الفلسطينيين أنفسهم لم يبذلوا جهدا لإنجاح حل الدولتين، وأنهم يريدون قتل اليهود أينما كانوا.