مثل معظم الإجتماعات الدولية التي تعقد لمناقشة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الذي أوصلته اسرائيل إلى ذروته في الفترة الأخيرة، لم يخرج بيان اللجنة الرباعية للشرق الأوسط بأكثر من تعبيرات عن "القلق" و"الإدانة"، أما القلق فهو تجاه الأوضاع الإنسانية السيئة في قطاع غزة المحاصر، بينما تقاسمت المقاومة الفلسطينية و جيش الإحتلال "الإدانة"، حيث أدينت المقاومة على اطلاق صواريخها البدائية التي لا تتسبب في أكثر من "جروح طفيفية" لمن تصيبه، و أما الإحتلال فأدين من أجل بناء المستوطنات. وحثت اللجنة الرباعية حول الشرق الأوسط في بيانها إسرائيل على وقف كافة النشاطات الاستيطانية، وأعربت عن قلقها البالغ لتدهور الوضع في غزة، حسبما أعلن الجمعة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عقب اجتماعها في موسكو. وأعلن بان كي مون "أن اللجنة الرباعية تطالب إسرائيل بتجميد كل النشاطات الاستيطانية، بما فيها نشاطات النمو الطبيعي، التي أقيمت منذ مارس 2001، وندعوها أيضا إلى التوقف عن هدم المنازل وطرد الفلسطينيين من القدسالشرقية". و دعا كي مون الطرفين الى التهدئة عقب التطورات الأمنية الأخيرة كما انه ندد بإطلاق صواريخ من غزة باتجاه المدن الإسرائيلية، معلناً عن قيامه بزياره إلى قطاع غزة للإطلاع على الأوضاع الإنسانية المتدهورة. وتعهد الأمين العام للأمم المتحدة بإجراء مباحثات مع الزعماء العرب لاطلاعهم على نتائج اجتماع اللجنة الرباعية وللحصول على دعمهم لاستئناف المحادثات غير المباشرة وكالعادة، سارعت السلطة الفلسطينية ب"الترحيب" ببيان اللجنة الرباعية، معبرة عن أملها في تحويله إلى "آليات تلزم اسرائيل على الارض" بوقف الاستيطان. وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات "نرحب بالبيان ونطلب من اللجنة الرباعية ان تحول بياناتها الى اليات تلزم اسرائيل على الارض بتنفيذ التزاماتها وخصوصا وقف كافة الانشطة الاستيطانية في كل الاراضي الفلسطيني في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية". واضاف عريقات "نريد آليات مراقبة من الرباعية لمراقبة الوقف التام للاستيطان من قبل اسرائيل في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية". وفي الوقت الذي عبر فيه عرقات عن ترحيبه ببيان اللجنة، وبينما اعتبرت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أن المفاوضات في مصلحة الطرفين، كثفت إسرائيل من غاراتها طوال مساء أمس الأول وحتى فجر أمس على قطاع غزة، بدعوى الرد على إطلاق صاروخين من القطاع استهدفا مدينتي المجدل وعسقلان، وأسفر أحدهما عن مقتل عامل "تايلندي". واستهدفت الغارات الإسرائيلية بشكل كبير المنطقة الحدودية بين قطاع غزة ومصر، وتحديدا ما تطلق عليه إسرائيل منطقة الأنفاق في مدينة رفح التي تدعي أن الفلسطينيين يستغلونها في تهريب الأسلحة. كما استهدفت العديد من الغارات الإسرائيلية مناطق زراعية مفتوحة في دير البلح وخان يونس. كما قال شهود عيان من سكان الحدود بين مصر و قطاع غزة أن الطائرات العسكرية الإسرائيلية من طراز أباتشي و و إف 16 قامت فجر أمس بقصف مكثف لمنطقة الشريط الحدودي بين رفح و غزة، مما أدى إلى اهتزاز المباني الموجودة بسبب شدة القصف الإسرائيلي. في الوقت نفسه، قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في موسكو إن العلاقات بين الولاياتالمتحدة واسرائيل "متينة وثابتة"، وكانت كلينتون ترد على سؤال حول العلاقات بين الولاياتالمتحدة واسرائيل بعد ما وُصف ب"التوتر الأخير" على خلفية قرار تل ابيب بناء وحدات سكنية استيطانية اضافية في القدسالشرقيةالمحتلة خلال زيارة نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن لاسرائيل الاسبوع الفائت. وجاءت تصريحات كلينتون بعد مكالمة تليفونية مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو مساء أمس الأول، حيث لم تستبعد صحيفة "واشنطن بوست" أن يكون قد تم خلال المكالمة الاتفاق على مواصلة البناء الاستيطاني، ولكن بدون الإعلان عنه. وبحسب مكتب رئيس الحكومة فإن نتانياهو قد شرح لكلينتون سياسة حكومته بشأن البناء في القدس، واقترح اتخاذ "خطوات متبادلة لبناء الثقة" بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية. و أبلغت هيلاري نتنياهو بأن المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط، جورج ميتشيل، سيزور المنطقة الأحد القادم، أي قبل مغادرة نتانياهو إلى الولاياتالمتحدة لحضور مؤتمر "إيباك".