تقول الأممالمتحدة إن العنف الذي يتعرض له المدنيون في العراق "ما زال مذهلا"، إذ قتل 18800 شخص على الأقل خلال الفترة بين الأول من يناير 2014 و31 أكتوبر 2015. كما تشرد نحو 3.2 مليون شخص داخل العراق خلال الفترة نفسها، وفقا لتقرير حديث. وتتهم الأممالمتحدة تنظيم الدولة الإسلامية بارتكاب أعمال عنف منهجية وعلى نطاق واسع، بما في ذلك احتجاز نحو 3500 شخص، معظمهم من النساء والأطفال، كعبيد. وسجلت أيضا انتهاكات مزعومة من جانب قوات وميليشيات كردية. وقال المفوض السامي لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين إن التقرير "يوضح بشكل صارخ ما يحاول اللاجئون العراقيون الهروب منه عندما فروا إلى أوروبا ومناطق أخرى. وهذا هو الرعب التي يواجهونه في أوطانهم". "مشاهد بشعة" ويستند التقرير، الصادر عن بعثة الأممالمتحدة لمساعدة العراق ومكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان، إلى مقابلات مع النازحين وشهادات مباشرة من الضحايا والناجين أو شهود على انتهاكات لحقوق الإنسان. ويقول التقرير إن الأعداد التي تشير إلى مقتل 18802 مدنيين وإصابة 36245 شخصا خلال الفترة بين الأول من يناير 2004 و31 أكتوبر 2015 قد تكون أعلى من ذلك بكثير. وعلى وجه التحديد، فإن أعداد الضحايا في محافظة الأنبار، التي تمزقها الصراعات ويسيطر تنظيم الدولة الإسلامية على معظمها، قد لا تعكس بالكامل الوضع هناك. وكان نصف الضحايا تقريبا في العاصمة بغداد، كما كانت العبوات الناسفة هي الوسيلة الأكثر دموية التي تستخدم ضد المدنيين. ومع ذلك، فإن أعداد القتلى من المدنيين لا تزال أقل بكثير من تلك التي سجلت في ذروة العمليات المسلحة الطائفية في العراق في عامي 2006 و2007. ويقول التقرير: "لا يزال تنظيم الدولة الإسلامية يرتكب أعمال عنف ممنهجة وعلى نطاق واسع وينتهك القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني." وأضاف: "قد ترتقي هذه الأعمال، في بعض الحالات، إلى مستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وربما الإبادة الجماعية." ويوثق التقرير أعمال قتل من قبل مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية "في مشاهد عامة بشعة، بما في ذلك إطلاق النار وقطع الرؤوس وتجريف وحرق أشخاص أحياء وإلقاء الناس من أعلى المباني". وأشار التقرير إلى أن نحو 900 طفل قد اختطفوا في مدينة الموصل الشمالية التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية، ليتم تلقينهم وتدريبهم تدريبا عسكريا. وتعرض النساء والأطفال إلى "عنف جنسي"، كما جاء في التقرير، الذي قال أيضا إن 3500 شخص، معظمهم من النساء والأطفال ونسبة كبيرة منهم من الطائفة اليزيدية، محتجزون كعبيد. وقال الممثل الخاص للأمم المتحدة في العراق، جان كوبيس، "لا تزال آفة تنظيم الدولة الإسلامية تقتل وتشوه وتهجر المدنيين العراقيين بالآلاف وتسبب معاناة لا يمكن وصفها." كما يوثق التقرير انتهاكات مزعومة، بما في ذلك عمليات اختطاف وقتل غير قانونية، من قبل القوات الحكومية وميليشيات وأفراد قوات الحشد الشعبي شبه العسكرية ومقاتلي البشمركة الكردية. ويواجه المدنيون النازحون من الصراع صعوبات في العثور على أماكن آمنة وإذا تمكنوا من ذلك قد يتعرضوا للاعتقال التعسفي أو الطرد القسري، حسب الأممالمتحدة. وحث كوبيس الحكومة العراقية على "استخدام كل الوسائل لضمان فرض القانون والنظام بالشكل الذي يسمح بعودة المشردين داخليا إلى أماكنهم الأصلية طواعية". وقال حسين إن أعداد الضحايا المروعة لا تعبر بشكل كامل عن معاناة المدنيين، إذ توفي كثيرون نتيجة "عدم الحصول على المواد الغذائية الأساسية أو المياه أو الرعاية الطبية". وتشير أحدث تقديرات الأممالمتحدة إلى أن 6.5 مليون شخص نزحوا داخليا في سوريا المجاورة، بينما نزح أكثر من 4.6 مليون آخرين إلى دول مجاورة - بما في ذلك ما يقرب من 245 ألف شخص إلى العراق. وتشير التقديرات إلى مقتل أكثر من 250 ألف شخص منذ اندلاع الصراع هناك عام 2011.