في تعليقها على هجمات جاكرتا, قالت مجلة "التايم" الأمريكية إن إندونيسيا أصبحت تواجه تهديدا جديدا, بعد إعلان 22 جماعة محلية مؤخرا ولاءها لتنظيم الدولة "داعش", الذي ينشط في سوريا والعراق. وأضافت المجلة في تقرير لها في 15 يناير أن "معركة" إندونيسيا ضد ما وصفته ب "التطرف الإسلامي", والمستمرة منذ عقود, أخذت أبعادا أكثر خطورة, بعد الإعلان السابق, محذرة من أن هذه المعركة ستزداد ضراوة. وأشارت المجلة إلى أن "القمع" الذي مارسه نظام الرئيس الإندونيسي الراحل سوهارتو, تسبب في انتشار "الجماعات الإسلامية المتطرفة", على حد قولها. وتابعت " القمع في ظل حكم سوهارتو يشبه كثيرا ما كان يحدث في عهد الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، وكانت النتيجة واحدة, وهي زيادة أعداد المنضمين للجماعات المتشددة في البلدين". واستطردت المجلة "الجماعات المتشددة موجودة في إندونيسيا منذ استقلال البلاد عن هولاندا عام 1949، وفي ظل حكم سوهارتو لمدة ثلاثين عاما (1967 إلى 1998)، فإن هذه الجماعات, مثل (دار الإسلام), أعلنت دولة إسلامية في جاوة الغربية, إلا أنه تمت مواجهتها بالقوة". وكانت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية, تحدثت أيضا عن مفاجأة مفادها أنه رغم إعلان تنظيم الدولة "داعش" مسئوليته عن هجمات جاكرتا, إلا أنها مرتبطة على الأرجح بأسباب داخلية. وأضافت المجلة في تقرير لها في 15 يناير أن هذه الهجمات يبدو أنها تأتي في إطار الانتقام من الحكومة الإندونيسية, على خلفية الحملة الأمنية المشددة, التي تنفذها منذ سنوات ضد ما سمته "التطرف الإسلامي". وتابعت " صحيح أن داعش أعلن مسئوليته عن الهجمات التي وقعت في كل من باريسوجاكرتا, إلا أن هجمات جاكرتا بدت أنها تحمل طابعا إندونيسيا، ولا يمكن فهمها, بعيدا عن سياق الحملة الحكومية العنيفة, التي تشنها السلطات الإندونيسية ضد التطرف الإسلامي المحلي". واستطردت المجلة, قائلة :" إنه لا يكاد يمر أسبوع, حتى تعتقل السلطات الإندونيسية من تشتبه في صلتهم بالتطرف، لذلك فإن الهجمات تبدو أنها رد فعل على هذه الاعتقالات المتواصلة". وكان خمسة أشخاص نفذوا في 14 يناير اعتداءات بواسطة متفجرات وأسلحة نارية, في حي ثامرين وسط جاكرتا, الذي توجد فيه مراكز تجارية وناطحات سحاب ومكاتب عدد من وكالات الأممالمتحدة وسفارات منها السفارة الفرنسية، ما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص بينهم المهاجمون الخمسة, فيما انتشرت حالة من الفوضى لساعات في العاصمة الإندونيسية. وغداة الاعتداءات, نفذت الشرطة الإندونيسية عمليات دهم في أنحاء عدة من البلاد، وأعلنت أنها حددت هوية أربعة من المهاجمين الخمسة, فيما تبنى تنظيم الدولة هذه الهجمات. ومن جانبه, قال المتحدث باسم الشرطة الإندونيسية أنطون شارليان، في مؤتمر صحفي عقده الجمعة 15 يناير، إنهم رفعوا حالة التأهب في البلاد إلى الدرجة القصوى، خاصة في مخافر الشرطة، والمباني العامة، ومباني السفارات. كما نقلت "الجزيرة" عن مدير الشرطة الإندونيسية بدر الدين هايتي قوله إن المداهمات التي نفذتها الشرطة في العاصمة ومناطق أخرى من البلاد أدت إلى ضبط "كتب وملصقات" مرتبطة بتنظيم الدولة، مرجحا أن يكون المهاجمون الخمسة "أدوات فقط"، وأن الهجمات ربما كانت من تخطيط خلية أكبر تضم أعضاء آخرين ما زالوا طلقاء. يذكر أن تقارير حقوقية دولية اتهمت الرئيس الإندونيسى الراحل سوهارتو، بأنه تسبب فى مقتل ما يقرب من مليون شخص من معارضيه. وسوهارتو هو ثانى رؤساء إندونيسيا بعد أحمد سوكارنو، وحكم بلاده بيد من حديد على مدى 32 عاما, في الفترة ما بين (1967إلى 1998) , وكان أجبر على التنازل عن الحكم, على إثر ثورة شعبية, قادها الطلاب, للمطالبة بالديمقراطية.