تحدثت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية, عن مفاجأة مفادها أنه رغم إعلان تنظيم الدولة "داعش" مسئوليته عن هجمات جاكرتا, إلا أنها مرتبطة على الأرجح بأسباب داخلية. وأضافت المجلة في تقرير لها في 15 يناير أن هذه الهجمات يبدو أنها تأتي في إطار الانتقام من الحكومة الإندونيسية, على خلفية الحملة الأمنية المشددة, التي تنفذها منذ سنوات ضد ما سمته "التطرف الإسلامي". وتابعت " صحيح أن داعش أعلن مسئوليته عن الهجمات التي وقعت في كل من باريسوجاكرتا, إلا أن هجمات جاكرتا بدت أنها تحمل طابعا إندونيسيا، ولا يمكن فهمها, بعيدا عن سياق الحملة الحكومية العنيفة, التي تشنها السلطات الإندونيسية ضد التطرف الإسلامي المحلي". واستطردت المجلة, قائلة :" إنه لا يكاد يمر أسبوع, حتى تعتقل السلطات الإندونيسية من تشتبه في صلتهم بالتطرف، لذلك فإن الهجمات تبدو أنها رد فعل على هذه الاعتقالات المتواصلة". وكان خمسة أشخاص نفذوا في 14 يناير اعتداءات بواسطة متفجرات وأسلحة نارية, في حي ثامرين وسط جاكرتا, الذي توجد فيه مراكز تجارية وناطحات سحاب ومكاتب عدد من وكالات الأممالمتحدة وسفارات منها السفارة الفرنسية، ما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص بينهم المهاجمون الخمسة, فيما انتشرت حالة من الفوضى لساعات في العاصمة الإندونيسية. وغداة الاعتداءات, نفذت الشرطة الإندونيسية عمليات دهم في أنحاء عدة من البلاد، وأعلنت أنها حددت هوية أربعة من المهاجمين الخمسة, فيما تبنى تنظيم الدولة هذه الهجمات. ومن جانبه, قال المتحدث باسم الشرطة الإندونيسية أنطون شارليان، في مؤتمر صحفي عقده الجمعة 15 يناير، إنهم رفعوا حالة التأهب في البلاد إلى الدرجة القصوى، خاصة في مخافر الشرطة، والمباني العامة، ومباني السفارات. كما نقلت "الجزيرة" عن مدير الشرطة الإندونيسية بدر الدين هايتي قوله إن المداهمات التي نفذتها الشرطة في العاصمة ومناطق أخرى من البلاد أدت إلى ضبط "كتب وملصقات" مرتبطة بتنظيم الدولة، مرجحا أن يكون المهاجمون الخمسة "أدوات فقط"، وأن الهجمات ربما كانت من تخطيط خلية أكبر تضم أعضاء آخرين ما زالوا طلقاء.