دستور 2015، يعترف بثورة يناير، وكل من تعاقبوا على الحكم بعد 25 يناير، بمن فيهم الرئيس عبد الفتاح السيسي حتى لو اختلفت على الطريقة وعلى الأداة يستقي شرعيته منها أيضًا. الجيش ذاته، يقول إنه شريك في ثورة يناير.. وإنه انحاز إلى الشعب، ضد فساد حكم عائلة مبارك.. وكلنا يتذكر شعار "إيد واحدة".. والتحية العسكرية التي أداها اللواء محسن الفنجري يوم 13 فبراير لشهداء ثورة يناير. المجلس العسكري "الأول طنطاوي" حكم البلاد باسم ثورة يناير.. هذا كله بات من المستقر في الضمير العام، ولا يحتاج إلى تدوينه في الدستور، فهو الحقيقة التي تشبه الحقائق الكونية الثابتة.. وكان من المفترض على أقل تقدير من باب اللياقة، ألا يجرؤ أحد على إهانة الثورة.. ولكن المشكلة أن البعض يبتلع الإهانة وكأنه يبتلع حبات الأسبرين، فكيف تقبل مؤسسات وطنية شاركت في الثورة، وتمثل في رمزيتها وحدة الدولة، وكبريائها الوطني، أن يتبجح أحدهم ويهدد كل من يعتبر 25 يناير ثورة ب"الضرب بالجزمة"؟! كيف لا يشعر شركاء الثورة.. بأن الجزمة هنا ليست لشباب الثورة ولا لوائل لغنيم ولا ل د.محمد البرادعي.. وأنها موجهة لكل من شارك أو انحاز للثورة.. ولكل من استقى شرعيته منها بما فيها من تعاقبوا على الحكم بعد طرد مبارك من السلطة؟! أنا في غاية الصدمة، كيف يسكت الجيش على هذا المتبجح الذي أهان الجيش "الشريك" في الثورة.. وكيف تسكت عليه مؤسسة الرئاسة وتقبل بأن يشهر حذاءه في صوب قصر الاتحادية.. إنه أعلنها تحت قبة البرلمان.. وقبلها في فضائيات تنام كل ليلة في أحضان السلطة وفي محاضنها الأمنية والعسكرية؟! السكوت على "الضرب بالجزمة".. يضع الرئاسة أمام اختبار حقيقي وعليها أن تجاوب على سؤال جذور شرعيتها وما إذا كانت من 25 يناير.. أم من قطيعة جذرية مع الأولى بعد 30 يونيو؟! أعتقد أن الإحساس العام بالإهانة الوطنية، تجاوزت كل حدود، وتحملنا على أن نهتك ستر التبجح بوضعه في سياقه الطبيعي وجمع أجزاء الصورة المبعثرة. كيف يسكت الجيش.. على استضافة كاتبة كويتية، على فضائية لم يعد خافيًا علاقتها، بالعالم السري للأجهزة.. وهي تشتم المصريين وتتبجح قائلة إن ثورة يناير "مؤامرة أمريكية".. فإذا كانت كذلك كما زعمت وخرفت فهل شارك الجيش وانحاز إلى "مؤامرة" ضد الشعب؟! الرئيس عبد الفتاح السيسي نفسه، لم يذكر ولا مرة واحدة الرئيس الأسبق محمد مرسي بسوء.. ربما رغم أنه أطاح به بعد احتجاجات شعبية واسعة لأنه يعرف جيدًا مقام الرئاسة، مهما اختلف معه.. إلا أن ذات الفضائية وذات الكاتبة أهانت المصريين في اختيارهم وفي رئيسهم السابق و"المنتخب".. حين تهكمت عليه وشتمته ووصفت فترة حكمه ب"فاصل كوميدي"!! في التفاصيل فإن تلك الكاتبة والإعلامي المصري والفضائية المصرية التي استضافتها وتركتها تبصق في وجه الشعب المصري، وتتغوط "لايف" بكل ما تكتظ به أمعاؤها الغليظة.. فإن كل ما قالته كان أيضًا إهانة لمصر ولجيشها الوطني العظيم: فهذا الرئيس "الكوميدي" بحسب قلة أدبها كان بالدستور القائد الأعلى للقوات المسلحة في ذلك الوقت.. فهل يقبل الجيش أن يوصف قائده الأعلى بهذا الوصف؟! أعتقد أن إهانة ثورة يناير، وهذه الفوضى والبذاءات التي توجه لها، تحتاج إلى وقفة ليس دفاعًا عن الثورة في حد ذاتها.. ولكن دفاعًا عن كرامة المصريين وكبريائهم الوطني.. ومؤسستهم العسكرية، وكذلك شرعية الرئيس، التي باتت محل تساؤلات كثيرة بسبب التسامح الغريب مع حملات منظمة مبتذلة "وقليلة الأدب".. للنيل من يناير ونبلها ونقائها. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.