ما زال مستشفى بنى عبيد بمحافظة الدقهلية، صداعًا فى رأس المسئولين لنقص الخدمات والإمكانيات به وتحوله إلى ما يشبه مقلب قمامة، نظرًا لانتشار القمامة داخل وخارج أسواره، واكتفاء المسئولين بتغيير مديره فقط وترميم مبانيه الآيلة للسقوط. المشكلة الأساسية بالمستشفى كما وصفها العديد من أهالى المدينة فضلاً عن التقارير الهندسية الصادرة عن جهات حكومية، أكدت تهالك المباني التى أصبحت آيلة للسقوط، دون تحرك الجهات المعنية. وفى تقرير هندسي حصلت "المصريون" على نسخة منه، تبين تهالك بمنى المستشفى بصورة كبيرة، ويوجد به عيوب ومخالفات إنشائية كثيرة، وغير مطابق للمواصفات، ويوضح أن شبكة الصرف بمبنى المستشفى ستؤدى إلى تصدع المبنى وانهياره، حال تشغيله على الوضع الحالى دون إزالة المخالفات، وتغيير شبكة الصرف كاملة. وأشارت تقارير اللجان الهندسية المختلفة، والتي تفيد بأن المبنى غير صالح للاستخدام، آخرها تقرير من كلية الهندسة بجامعة المنصورة، يفيد بأنه حال تشغيل منظومة الصرف الجديدة، سينهار المبنى كلية. بعد شكاوى عدة وردت من المواطنون قام المهندس حسام الدين إمام محافظ الدقهلية بجولة مفاجئة للمستشفى وأمر بمعاقبة شركة النظافة وإقالة مدير المستشفى وتحويله للتحقيق الأمر الذي أثار غضب قطاع كبير من المواطنون والأطباء بالمستشفى أيضًا موضحين أنه كان ينبغي وضع حلول لمعالجة المبنى وليس إقالة المدير.
قابل المحتجون على قرار المحافظ، بوقفات احتجاجية أمام المستشفى، للتنديد بإقالة المدير وتعيين طبيب آخر بدلًا منه معبرين عن غضبهم، لتكرار تغير مديري المستشفى دون حل المشكلة الأساسية المتمثلة فى انهيار المبنى فضلاً عن عدم الإعلان عن مسابقة رسمية لاختيار مدير دائم ومستقر، كما هو المعمول به لاختيار مديري مستشفيات الجمهورية.
وقال مصدر طبي بالمستشفى إن المبنى مكون من 6 طوابق منهم طابق أرضى وخمسة طوابق علوية، والمستشفى يشغل الدور الأرضي والأول علوي فقط، وباقي الطوابق الأربعة، مغلقة وغير مستخدمة، وبدأ التنفيذ فى عملية الإنشاء عام 1999، وتم الانتهاء من الهيكل الخرساني للمبنى فى 2002، بمعرفة شركة الجيزة للمقاولات، وقد تم استلام الدور الأرضي والأول علوي وتم نقل العمل فيهما فى تاريخ 15 مارس 2010، بالضغط على العاملين بالمستشفى حيث هددوهم بالنقل فى مكان بعيد إذا لم ينقلوا إلى المبنى الجديد. محمد عبد الغنى شادى، منسق تحالف شباب بنى عبيد، أوضح بأنهم تقدموا بعدة شكاوى لمواجهة تلك الأزمة ولكن لا حياة لمن تنادى بحسب وصفه، مشيرًا إلى أنه تم صرف أكثر من 150 مليون جنيه على بناء المستشفى بالإضافة إلى أن أرض المستشفى 4000 متر تقدر بمليار واتضح عقب ذلك أن المبنى آيل للسقوط وغير مطابق للمواصفات. وبدوره قال الدكتور سعد مكي، وكيل وزارة الصحة بالدقهلية، إن مشكلة مستشفى بنى عبيد من فترة طويلة جدًا، منذ أن أنشئت فى التسعينات بواسطة شركة من شركات القطاع العام للمقاولات، وأثناء التنفيذ تعثرت مديرية الإسكان عن استكمال المبنى، فأنهت التعاقد، وعند عودة العمل بها، أسندت باقى الأعمال إلى شركة الحرمين، وبعد انتهاء التشطيبات النهائية من المباني، توجهت لجنة من مديرية الصحة لاستلام المبنى فتبين وجود مشكلات كثيرة، فلجأنا إلى تشكيل لجنة من أساتذة كلية الهندسة بالمنصورة كجهة محايدة للبت فيها، وبالفعل أقرت بعض الأخطاء بالمبنى وتكلفت الشركة القائمة بأعمال التنفيذ بعلاجها.