يعلن أن الإسلام دين «مادي» ويختزله في مجرد مشروع سياسي هو مشروع الحزب الهاشمي يدعو إلى أن يكون ولاؤنا -كمصريين-إلى فرعون-لأنهم مصريون-وليس إلى أنبياء الله موسى وهارون تحالف يتألف من تيارات علمانية وماركسية وفضائيات وصحف ومجلات يشن حملة حرب شرسة على الإسلام
شنت هيئة كبار العلماء بالأزهر، هجومًا على "الماركسيين" الذين يتهمون الأزهر ومناهجه وعلماءه بالإرهاب، قائلة إنهم يتوسلون إلى ذلك بالتفسير المادي للدين، وطيّ صفحة الإيمان الديني، وفتح الأبواب أمام المادية الجدلية والتاريخية والزندقة والإلحاد، والبنوية والتفكيكية والحداثة وما بعد الحداثة. جاء ذلك في سياق ما قالت إنها "حملة شرسة، تجاوزت تحميله (الأزهر) -ظلمًا-مسئولية بروز ظاهرة العنف العشوائي، التي تروّع الآمنين، وتستخدم القوة لفرض الآراء إلى تجريح ثوابت الإسلام، والطعن في التراث الفكري والحضاري، الذي جعل من أمتنا العالم الأول على ظهر هذه الأرض لأكثر من عشرة قرون، والذي استلهمته أوربا في بناء نهضتها الحديثة". وقالت هيئة كبار العلماء بالأزهر في "بيان إلى الناس"، إنه "على سبيل المثال، فإن واحدًا من هؤلاء المتمركسين – الذين يناصبون الأزهر العداء – يعلن أن الإسلام دين "مادي" ويختزله في مجرد مشروع سياسي – هو مشروع الحزب الهاشمي الذي أسسه عبد المطلب .. ونفذه حفيده –محمد – صلى الله عليه وسلم –لإقامة الدولة العربية.. يقول: "كأني بمحمد ينادي طيف جده: أي جدي، هآنذا أحقق حلمك".. ثم يورد بيت الشعر: لعبت هاشم بالملك فلا .. مَلَك جاء ولا وحي نزل"! وعلى الرغم من أن البيان لم يسمه، إلا أنه يشير إلى الكاتب سيد القمني صاحب كتاب "الحزب الهاشمي وتأسيس الدولة الإسلامية"، الذي يعتبر أن "الإسلام أقرب إلى رسالة سياسية هدفها الأول في تكوين دولة الحزب الهاشمي (دولة بني هاشم)"، والذي يرى أن "العامل الاقتصادي والفكر القومي العروبي لعب دورًا كبيرًا في نشوء الإسلام". وبحسب البيان، فإن الكاتب الماركسي "يتهم الرسول –صلى الله عليه وسلم – بأنه ورث التوحيد عن جده عبد المطلب.. وأخذ اسم الإسلام عن زيد بن عمرو بن نفيل .. واستعان بشعر أمية بن أبي الصلت في صياغة التراكيب والألفاظ التي ادعى أنها وحي إلهي .. بينما هي – في هذا الهذيان الماركسي – مواريث جاهلية"!! وأضاف: "كما يدعو هذا المتمركس إلى أن يكون ولاؤنا -كمصريين-إلى فرعون-لأنهم مصريون-وليس إلى أنبياء الله موسى وهارون – عليهم السلام". وقال البيان إن هناك حربًا شرسة على الإسلام وتراثه الفكري والحضاري من تحالف يتألف من "تيارات فكرية – علمانية وماركسية – وفضائيات وصحف ومجلات، اتخذت من الهجوم على الأزهر الشريف نقطة انطلاقها، لا لشيء، إلا لأن هذا المعهد العريق قد اتخذ من حراسة الشريعة وعلومها، والعربية وآدابها – وهما جماع هوية الأمة – رسالته المقدسة، التي رابط علماؤه على ثغورها منذ ما يزيد على ألف عام". وأضاف: "تلك هي حقائق ومقاصد هذه الحملة الشرسة –غير المسبوقة- التي يواجهها الأزهر الشريف – بمؤسساته العلمية .. وجامعته .. ومعاهده الدينية .. معلنًا – بلسان "هيئة كبار العلماء" أنه سيظل كما كان العهد به على مر تاريخه – الحصن الحصين لتراث الأمة وهويتها الحضارية في مواجهة مختلف التحديات. مهما كانت شراسة هذه التحديات ومهما كانت الجهات التي تقف وراءهم، ويؤكد الأزهر أنه سيكون لهم بالمرصاد". ولاحظ البيان أن ما أسماها ب "الحملة الظالمة" تزامنت مع بروز ظاهرة "الإسلامو فوبيا" في الغرب "حتى لكأنهما جناحان لنزعة كراهية الإسلام، وتزييف صورته، وتشويه تراثه، الذي كان الأزهر -ولايزال-حارسه الأمين على امتداد تاريخ هذا المعهد العريق". وتابع: "لقد تجاوز الأمر – في هذه الحملة الظالمة-كل ألوان النقد -المشروع منه وغير المشروع- إلى الطعن الفج في ثوابت التراث، ومذاهب أهل السُّنَّة والجماعة، المجسدة لهوية الأمة وتميزها الحضاري، بالدعوة إلى إحراق هذا التراث وإهانة الأئمة والأعلام العدول الذين أسهموا في إبداعه وفي حمله جيلًا بعد جيل". وفي إطار هذه "الحملة الظالمة"، قال بيان هيئة كبار العلماء: "رأينا فضائيات تصف كتب التراث الإسلامي -التي قامت على خدمة الكتاب والسُّنَّة- بأنها "كتب النفايات البشرية التي مثلت لعنة حلَّت على الأمة، والتي يجب حرقها ودفنها.. فكل التراث مبني على النفاق والكذب والتدليس"!! واستطرد: "كما تصف هذه الفضائيات ثمرات قرون صدر الإسلام -القرون الثلاثة الأولى- بلعنة الإرهاب والقتل والدموية والترويع، والكارثة الكبرى التي حلت بحياتنا.. وتصف الدين – الذي هو وحي وتنزيل إلهي ووضع إلهي ثابت- بأنه منتج بشري، لا يصح أن يكون علمًا.. وتصف علوم الحديث النبوي بالتافهة.. وتحكم بأن كل التخلف والعته والسفه في المجتمعات الإسلامية منذ ألف سنة سببه الفكر الإسلامي والمذاهب الفقهية الأربعة، وأئمة هذه المذاهب الذين تقول عليهم هذه الفضائيات "إنهم أئمة الشيطان، الذين يتعلم منهم الشيطان"!!. علاوة على ذلك، قال بيان هيئة كبار علماء الأزهر: "ورأينا مجلات "ثقافية" تتهم أئمة الإسلام بأنهم أئمة الثقافة التكفيرية وتعدّ الأئمة: الشافعي ومالك وأبا حنيفة وابن حنبل والأشعري والباقلاني والبخاري والشهرستاني والغزالي -وأمثالهم- في زمرة التكفيريين"!! وقال إن هذه المجلات "تتهم المذهب الأشعري – وهو مذهب أهل السنة والجماعة.. الممثل لفكر 90%من الأمة -بالمسئولية-عن الإفقار الكامل لكل من الطبيعة والسياسة والعقل.. مع دعوة هذه المجلات للأزهر إلى تفكيك هذا المذهب الذي هو جوهر تراث الوسطية الإسلامية عبر تاريخها الطويل".