أكد الأزهر الشريف وهيئة كبار العلماء برئاسة فضيلة الأمام الاكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ أن الأزهر سيظل كما كان العهد به على مر التاريخ الحصن الحصين لتراث الأمة وهويتها الحضارية في مواجهة مختلف التحديات مهما كانت شراسة هذه التحديات ومهما كانت الجهات التي تقف وراءهم وأن الأزهر سيكون لهم بالمرصاد منتقدا هذه الحملة الشرسة ?غير المسبوقة- التي يواجهها الأزهر الشريف بمؤسساته العلمية وجامعته ومعاهده الدينية. وأوضح بيان لهيئة كبار العلماء بالأزهر اليوم الخميس أن الأزهر الشريف في ظاهرة غير مسبوقة يتعرض في السنوات الأخيرة إلى حملة شرسة تجاوزت تحميله ظلما مسئولية بروز ظاهرة العنف العشوائي التي تروع الآمنين وتستخدم القوة لفرض الآراء إلى تجريج ثوابت الإسلام والطعن في التراث الفكري والحضاري الذي جعل من أمتنا العالم الأول على ظهر هذه الأرض لأكثر من عشرة قرون والذي استلهمته أوربا في بناء نهضتها الحديثة. كما أشار إلى انه قد تحالفت في هذه الحرب الشرسة على الإسلام وتراثه الفكري والحضاري تيارات فكرية علمانية وماركسية وفضائيات وصحف ومجلات اتخذت من الهجوم على الأزهر الشريف نقطة إنطلاقها لا لشيء إلا لأن هذا المعهد العريق قد اتخذ من حراسة الشريعة وعلومها واللغة العربية وآدابها وهما جماع هوية الأمة رسالته المقدسة التي رابط علماؤه على ثغورها منذ ما يزيد على ألف عام . وأشار البيان إلى أن هذه الحملة الظالمة تزامنت مع بروز ظاهرة " الإسلامو فوبيا" في الغرب حتى لكأنهما جناحان لنزعة كراهية الإسلام وتزييف صورته وتشويه تراثه الذي كان الأزهر -ولايزال – حارسه الأمين على امتداد تاريخ هذا المعهد العريق. وأضاف أن هذه الحملة الظالمة تجاوزت -كل ألوان النقد -المشروع منه وغير المشروع- إلى الطعن الفج في ثوابت التراث ومذاهب أهل السنة والجماعة المجسدة لهوية الأمة وتميزها الحضاري بالدعوة إلى إحراق هذا التراث وإهانة الأئمة والأعلام العدول الذين أسهموا في إبداعه وفي حمله جيلا بعد جيل. كما أشار الأزهر فى بيانه إلى شواهد الحملة الظالمة ضده ومنها فضائيات تصف كتب التراث الإسلامي -التي قامت على خدمة الكتاب والسنة- بأنها كتب النفايات البشرية التي مثلت لعنة حلت على الأمة والتي يجب حرقها ودفنها.. فكل التراث مبني على النفاق والكذب والتدليس!! كما تصف هذه الفضائيات ثمرات قرون صدر الإسلام -القرون الثلاثة الأولى- بلعنة الإرهاب والقتل والدموية والترويع والكارثة الكبرى التي حلت بحياتنا. كما تصف الدين الذي هو وحي وتنزيل إلهي ووضع إلهي ثابت- بأنه منتج بشري لا يصح أن يكون علما.. وتصف علوم الحديث النبوي بالتافهة.. وتحكم بأن كل التخلف والعته والسفه في المجتمعات الإسلامية منذ ألف سنة سببه الفكر الإسلامي والمذاهب الفقهية الأربعة وأئمة هذه المذاهب الذين تقول عليهم هذه الفضائيات إنهم أئمة الشيطان الذين يتعلم منهم الشيطان!!. واشار الى ما تتناقله مجلات ثقافية تتهم أئمة الإسلام بأنهم أئمة الثقافة التكفيرية وتعد الأئمة: الشافعي ومالك وأبا حنيفة وابن حنبل والأشعري والباقلاني والبخاري والشهرستاني والغزالي -وأمثالهم- في زمرة التكفيريين!! كما تتهم المذهب الأشعري وهو مذهب أهل السنة والجماعة.. الممثل لفكر 90%من الأمة -بالمسئولية-عن الإفقار الكامل لكل من الطبيعة والسياسة والعقل.. مع دعوة هذه المجلات للأزهر إلى تفكيك هذا المذهب الذي هو جوهر تراث الوسطية الإسلامية عبر تاريخها الطويل.. ونوه البيان إلى من اسماهم ب " المتمركسين" الذين يتهمون الأزهر ومناهجه وعلماءه بالإرهاب متوسلين إلى ذلك بالتفسير المادي للدين, وطي صفحة الإيمان الديني وفتح الأبواب أمام المادية الجدلية والتاريخية والزندقة والإلحاد, والبنوية والتفكيكية والحداثة وما بعد الحداثة . واضاف إن واحدا من هؤلاء المتمركسين الذين يناصبون الأزهر العداء يعلن أن الإسلام دين "مادي" ويختزله في مجرد مشروع سياسي هو مشروع الحزب الهاشمي الذي أسسه عبد المطلب .. ونفذه حفيده محمد صلى الله عليه وسلم لإقامة الدولة العربية . كما يدعو هذا المتمركس إلى أن يكون ولاؤنا -كمصريين-إلى فرعون-لأنهم مصريون-وليس إلى أنبياء الله موسى وهارون عليهم السلام.