ليس بوسعنا إلا أن نعتقد قطعًا، بأن دخول المنطقة العربية مرحلة "الحروب الطائفية"، كان مع ظهور دولة الخميني الدينية في طهران عام 1979.. قبلها كان من الصعب أن تجد صدامًا طائفيًا سنيًا شيعيًا، بلغت حد أن تزوجت الأميرة فوزية ابنة ملك مصر (السنية)، من ولي العهد الإيراني محمد رضا بهلوي عام 1939، ما يعكس روح التعايش وثقافة التسامح في ذلك الوقت، قبل أن يستولى الشيعة المتطرفون على السلطة في طهران. منذ اختطاف التيار الديني الشيعي للثورة الإيرانية عام 1979، ويتمدد الاحتراب الطائفي في كل المناطق المحيطة بها: فهي تثير القلاقل الطائفية في البحرين، والحرائق في الكويت.. وأحالت اليمن والعراقوسوريا إلى "خرابة".. واستولت على العراق وعلى اليمن وعلى سوريا وعلى لبنان.. وشرع مشروعها الطائفي والتوسعي يمتد إلى فلسطين "قطاع غزة".. وأسست ميليشيات مسلحة شيعية في دول أفريقية، كان آخرها بنيجيريا، حيث اصطدمت تلك الميليشيات بالجيش النيجيري، وحاولت قتل رئيس الأركان الجنرال "توكور يوسف بوراتاي".. ورد الجيش باعتقال عميل إيران في نيجيريا "ابراهيم الزكزاكي"، ودمر منزله كاملاً ومركزين في مدينة زاريا ولاية كادوونا شمال نيجيريا.. وقتل نائبه "إبراهيم توري". وفي عام 2014، أغلق السودان المركز الثقافي الإيراني في الخرطوم، وطرد الملحق الثقافي الإيراني والطاقم المعاون له، وذلك بعد أن اكتشفت السلطات السودانية انتشار التشيع بين طلاب الجامعات، وتلقيها تقارير متواترة على أن إيران عبر الشيعي السوداني ياسر الحبيب، بصدد تكوين ميليشيا شيعية قوامها 12 ألفًا، داعيًا "المتشيعين" في السودان إلى التمرد ضد نظام حكم الرئيس عمر البشير.. ويعتبر الحبيب النسخة السودانية للشيعي السعودي المتطرف نمر النمر الذي أعدم بعد إدانته في قضايا إرهاب. ولم تسلم بلاد المغرب المعروف عنها بأنها "بلاد أهل السنة"، وتعتمد مذهب الإمام مالك في المعاملات والعبادات ولا يوجد بها أي شكل من أشكال التعدد المذهبي.. لم تسلم من فتنة إيران والعمل على تقسيم البلاد طائفيًا.. ففي الجزائر استطاعت السفارة الإيرانية بسط نشاط واسع وبتمويل مالي ضخم، من أجل نشر التشيع، ويقول مسؤولون إسلاميون بالجزائر، إن إيران نجحت في تشيع ما يقرب من ثلاثة آلاف جزائري، وكشفت تقارير صحفية جزائرية أن مجموعة منهم شاركت العام الماضي في الاحتفالات التي أقامها الشيعة بمدينة كربلاء العراقية بمناسبة إحياء ما يسمى بأربعينية الإمام الحسين، ورفعوا العلم الوطني في سماء كربلاء لأول مرة منذ بداية انتشار الشيعة في الجزائر.. وفي عام 2009، قطعت المغرب علاقتها مع إيران، وأصدرت الخارجية المغربية بيانًا أدانت فيه النشاط التبشيري الذي تقوم به السفارة الإيرانية في المغرب.. وقال بيان صدر حينها من الخارجية المغربية: "ندين نشاطات ثابتة للسلطات الإيرانية، وبخاصة من طرف البعثة الدبلوماسية بالرباط، تستهدف الإساءة إلى المقومات الدينية الجوهرية للمملكة والمس بالهوية الراسخة للشعب المغربي ووحدة عقيدته ومذهبه السني المالكي"، وذلك في إشارة إلى اتهامات إعلامية سابقة للبعثة بالتورط في دعم التشيع بالمغرب. هذا جزء بسيط من سيرة إيران العدوانية تجاه العالم الإسلامي السني.. فهي منذ ظهور الخميني وهي تثير الفتن والحروب الطائفية.. ولا يمكن بحال أن يسلم العالم من شرها إلا بإنهاء هذا النظام الطائفي والتوسعي والعدواني.. وأن ينعم الإيرانيون بنظام مدني معتدل يؤمن بأن مصلحته في السلام مع محيطه وجيرانه.. وليس مع هذا الهوس الطائفي لمجموعة من "آيات الشيطان" الانتهازيين والمتخلفين عقليًا. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.