روت " آمال القرامي" الباحثة والأكاديمية التونسية تفاصيل احتجازها بمطار القاهرة لمدة 16 ساعة، ومنعها من دخول مصر ومنع عنها خلال كل تلك الفترة الأكل والشرب، على الرغم من توجيه دعوة رسمية لها من قبل مكتبة الإسكندرية وجامعة الأزهر الشريف، عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" قائلة: "ليلة حجزي بشرطة ميناء القاهرة الجوي.. "المحجوزة" هكذا يغدو اسمي.. ممنوعة من دخول مصر.. والسبب تهديد الأمن القومي.. حين يغدو قلمي صنو السيف والرمح والكلايشنكوف مهددًا لأمن البلدان.. أقول ذاك هو العجب العجاب فما الذي اقترفته يدي؟". وتابعت: حين أُدعى لتقديم محاضرة حول "تقييم مناهج البحث في التطرف والإرهاب: الحصيلة والمقترحات' ثم أعد في خانة الإرهابيين.. تستوي الأضداد.. حين يسحب منك هاتفك وحاسوبك ويقال لك إلى التحقيق يا محجوزة.. تفكر أكثر مرة.. في معنى التطرف والإرهاب.. حين تحجز من الساعة الرابعة والنصف مساء إلى الثامنة والربع صباحًا ترى وتعايين وتخاطب فئات متعددة ...السوري صاحب التأشيرة "المضروب" والملتحي ، والمهربين للمخدرات والإفريقيات الطامعات في العمل ...كلها فئات تودع في الحجز ..تتساءل وإذا المحجوزة حجزت بأي ذنب صودرت حقوقها : الحق في أن تعرف ما وجه الخطورة في الاشتغال بالفكر؟ والحق في أن تحفظ كرامتها ، والحق في يتعامل معها تعاملا إنسانيا؟ ". واستطرت تفاصيل ما خحدث معها :" حين تساق إلى غرفة الإستحمام برفقة أمني وحين تساق إلى الطائرة ويصحبك الأمن ويرافق المرافق حتى "تسليمك إلى الأمن التونسي'' ...وحين تجرد من جواز سفرك تغدو بلا هوية ..تتساءل من أنا؟.. القصة ذكرتني بمسلسل 'ليلة القبض على فاطمة" وتساءلت هل أن مقالاتي بالشروق المصرية طيلة 3 سنوات مزعجة إلى هذا الحد؟ هل هي مواقفي؟ هل هي ؟ هل هي؟....المهم أنني عرفت اليوم ما معنى أن تتحول إلى Persona non desiderata ". وأضافت "القرامي": "من المضحكات المبكيات ..زميلي الملتحي في الحجز قال لي ادعيلي يا دكتورة ...حيفرج الله عليك مش من مقامك الحجز ...خرج زميلي الملتحي بعد التحقيق سالما وحجزت للتحقيق المطول". واختتمت كلامها موجه الشكر لكل لمكتبة الإسكندرية:" شكر مكتبة الإسكندرية لكل جهودها المبذولة واعتذارها ومحاولاتها المتعددة لتنتزع لي إذنا بالدخول وأرجو أن يتفهم المسؤولون لم أصررت على العودة إلى بلادي ورفضت محاولات تبذل في سبيل دخول أرض مصر ..."مصر أم الدنيا" مصر الثقافة : الادب والفن ...أقسمت أن لا أدخل بلدا غدوت فيه مهددة للأمن القومي". وقالت :" زرت بلدانا عديدة سربيا ، لوتوانيا، ماليزيا ، الهند، تانزانيا، أوروبا ، الولاياتالأمريكيةالمتحدة ، العالم العربي ...وحظيت فيها بتكريم رؤساء الدول وعوملت معاملة قلما يحظى بها المثقف في بلده وشعرت بالفخر والاعتزاز ...ما معنى أن تكوني تونسية ومع الأمن الوطني المصري أدركت ما معنى أن تكوني "امرأة ونصف" لا تصمّت ' حتى وإن احتجزا الحاسوب والقلم ...تنطق ...تندد...وتأبى أن تعامل باعتبارها محجوزة ". ورجحت القرامي في تصريح ل"هافينغتون بوست عربي" ، أن أسباب احتجازها بمطار القاهرة ومنعها من دخول مصر قد تعود إلى الأربعة أعداد الأخيرة من مقالاتها بجريدة "الشروق" المصرية، التي وجهت خلالها انتقادات لاذعة للمؤسسة الأمنية التونسية حول انتهاكات حقوق الإنسان، وهو ما قد يمثل إرباكا للمؤسسة الأمنية المصرية ووجدت فيه تحريضاً على مؤسسات الدولة المصرية، على أساس أن ما يحدث في تونس يتقاطع بالضرورة مع ما يحدث في مصر على امتداد 4 سنوات من تجربة الثورة التونسية والثورة المصرية، على حد قولها. وتابعت "منع عني الأكل والشرب طيلة فترة الاحتجاز، وقد طلبت من أحد أفراد الخدمات بالمطار شراء شي لأكله بعد أن أعطيته المال وبسبب شعوري بالجوع الشديد والإنهاك من تعب السفر". القرامي أكدت أن المرافقة الأمنية ظلت تتبعها وتلزمها كظلها حتى عند دخولها للحمام بمطار القاهرة وصعودها للطائرة بعد ترحيلها ولحظة وصولها لمطار تونسقرطاج الدولي حيث سلمها معاون الأمن المصري للسلطات التونسية الذي وقع الورقة الأمنية وكتب عبارة "تسلمت المحجوزة".
تدخل وزير الداخلية المصري شخصياً وحول ردة فعل الجهة الداعية لها، أكدت القرامي أن مكتبة الإسكندرية أرسلت أحد موظفيها من الأمنيين ظناً منها أن المسألة تتعلق بأمور تنظيمية وبإجراءات السفر، غير أنهم فوجئوا بأن الحكاية أكبر من ذلك وأنها تتعلق بدواعي أمنية. وأضافت: "أخبروني أني أشكل خطراً على الأمن القومي المصري، وأن معالجة الأمر تستدعي تدخلاً شخصياً من وزير الداخلية، وطلبوا مني أن أنتظر حتى ساعات الصباح لكي يتسنى الوصول للوزير لكني رفضت الأمر وأصررت على العودة لتونس في أول طائرة وألا أدخل لبلد أعتبره قريباً لقلبي عبر وساطة وزير". وحذرت الأكاديمية التونسية من المغالطات التي حاول بعض من وصفتهم "بالشامتين" بترويجها كون أن أسباب منعها تعود بقرار من مؤسسة الأزهر بسبب مواقفها وما تكتبه، مشددة على أن المنع كان بقرار سياسي وأمني.
أنتقد الإخوان المسلمين ولم أساند السيسي وحول ردود فعل بعض التونسيين والمصريين من حادثة منع الكاتبة التونسية آمال القرامي من دخول مصر والتي تراوحت بين الشماتة واتهامها بالعداء للإخوان المسلمين ومساندة ودعم السيسي، ردت القرامي قائلة: "أقول لمن يتهمني بهتاناً بمساندة ودعم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين، وأتحدى أي شخص يأتيني بمقال كتبته أو حوار تلفزيوني أجريته أو تدوينة لي عبر صفحتي الرسمية دعمت فيها أو ناشدت السيسي. كما اعتبرت في المقابل أنها لم تنتقد النظام المصري الحالي وتعتبر ما يجري هناك شأناً مصرياً خالصاً. الجدير بالذكر أن سلطات مطار القاهرة، منعت الباحثة والأكاديمية التونسية آمال القرامي، أمس الأحد، من دخول مصر "تهديد الأمن القومي"، وأوقفتها فور نزولها مطار القاهرة الدولي نحو 16 ساعة للتحقيق معها، بعد تفتيش هاتفها وحاسوبها الشخصي ثم أعادت ترحيلها لتونس، بالرغم من تلقيها دعوة رسمية للمشاركة في المؤتمر الدولي لمواجهة التطرف الذي تستضيفه مكتبة الإسكندرية من 3 إلى 5 الشهر الجاري بالتنسيق مع جامعة الأزهر. شاهد الصور..